رمضان في ظل العدوان والحصار
الأسر اليمنية تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة في رمضان …. ولا أحد يكترث لها
استطلاع /أحمد الطيار
2015-06-23
لم يعد مجديا الحديث “عن قلة الدخل لدى الأسر اليمنية ،فهذه الأسر تعرف حتما أن لا احد يكترث لها ” هذه قناعة ترسخت لدى الخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين في الآونة الأخيرة حين اصبح اكثر من 10 ملايين إنسان في اليمن بحاجة ماسة للمساعدة الغذائية أو المالية وفقا لتقارير دولية حديثة نشرتها الأمم المتحدة قبل أيام بعد أن دمر العدوان السعودي وحلفائه الاقتصاد اليمني ففقدت الأنشطة الإنتاجية إنتاجها وتوقفت عن العمل وباتت الملايين بلا عمل وبلا دخل وبلا مساعدة.
في هذا الرمضان عكست قلة الدخل نفسها على نشاط السوق الداخلي فتراجعت أنشطة التسوق اليومية في الأيام الأولى لشهر رمضان الكريم هذا الموسم بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالأعوام الماضية ما يدعو لضرورة كسر هذا الحصار وإنهاء العدوان الظالم ليعود اليمنيون لمزاولة أعمالهم ويعيشون كما يعيش سكان العالم بسلام واطمئنان .
ومنذ اليوم الأول من شهر رمضان خلت الأسواق التجارية والشعبية في أمانة العاصمة من حركتها الاعتيادية وبدى السوق اقل نشاطا وحيوة مقارنة بالأيام المماثلة لها من الأعوام السابقة ويؤكد التجار أن اليمن يعيش أوضاعا صعبة تستحيل معها تسجيل أي تقدم في أي نشاط اقتصادي طالما والظروف السيئة تحدق باليمنين جراء هذه الحرب والعدوان على بلادهم .
قلة دخل مع ارتفاع أسعار
ترتسم الحيرة من هذا الوضع على وجه كل يمني هذه الأيام فلم يعد عادلا أن ينتظر الموظف راتبه أخر الشهر ويبقى طيلة الشهر في ديون متراكمة فالأسعار المرتفعة عكست نفسها على معيشتها بدأ من الوقود وانتهاء بأسطوانة غاز الطبخ والتي باتت اليوم ب5000 ريال في ظاهرة لم يشهد لها أي سوق في العالم كهذا السعر.
طلبات
تفاقم على اليمنيين معاناتهم عندما تكون طلبات أسرهم اكثر بكثير من مستوى دخلهم وهذا بحد ذاته يرتسم أمامهم يوميا في رمضان وهو امر يدعوهم للقلق والحزن في آن واحد فمن الأسر من لاتستطع توفير قيم نصف كيلو لحمة أسبوعيا أو دجاجة يوم الجمعة لان دخلها لم يعد يسمح بذلك ،يقول عبد الله غيلان أن راتبه 55 الف ريال يوزعه على الإيجار بنسبة 30% أما البقية فلاتكفي لتغطية مصاريف 10 ايام في ظل أسعار مرتفعة كالقمح 7500 ريال وأسطوانة الغاز التي بلغت 5000 ريال وبالتالي كيف سيتصرف مع بقية المواد .
وضع صعب
على الرغم من أن الأسر تحتاج لمصاريف يومية لمواجهة معيشتها ولاستمرار بقائها حية فأنها تعترف بتزايد قيمة مصروفات رمضان وتكاليف مستلزماته على غير العادة وفي حين يئن ميسوري الحال نجد أن فئة الفقراء ومحدودي الدخل يعيشون أوضاعا صعبة ويخيم الحزن عليهم طيلة الشهر ويضاف لهذه الفئة حاليا فئة النازحين جراء العدوا السعودي على اليمن والمنكوبين بالقصف والمهجرين بالحرب والاقتتال الداخلي.
هم المستلزمات
جميع الأسر اليمنية في الريف والحضر تعترف أن الاستهلاك اليومي للسلع الغذائية هو الأكثر في الشهر الفضيل نظرا للحالة النفسية التي يمر بها الصائم نهارا والتي تجعله يشتري ويطلب أشياء قد لايكون بحاجتها خصوصا بعض المستلزمات والتي في الغالب لا تدخل الموائد الأسرية إلا في رمضان ، ومع موجهة ارتفاع الأسعار لهذه المواد حاليا وقلة الدخل أصبحت هذه المستلزمات هما يؤرق الأسر وهذا لب المشكلة ويقول الخبير الاجتماعي فاروق قاسم أن الطلب على مستلزمات رمضان يتسم بعادات غذائية معينة تحرص الأسر على تحضيرها منذ أجيال وهذا التقليد عادة فرض على الأسر تكليف إضافية على موازنتها لا تقدر على توفيرها وفي حالة محدودي الدخل والفقراء تكون المشكلة أوضح وأعمق.
الأسعار
عكس تفاقم الأسعار نفسه على حياة الأسر في رمضان فقد ارتفعت أسعار الخضروات بشكل ملفت إذ بلغ سعر كيلوا الطماطم 500 ريال ارتفاعا من 200 ريال وكذلك الدواجن من 700 ريال للدجاجة الصغيرة إلى 1000 ريال ،أما التمور فهي الأخرى اكثر السلع ارتفاعا وإذ ان الكيلو ب600 ريال لقل الفئات جودة ،كما ارتفعت أسعار الفواكه والدقيق بشكل ملفت.
ويقول حسان الفقيه إن الأسعار مرتفعة اكثر دخل الموظف ب500% لدخل ولهذا يصرف الموظفون راتبهم سريعا خلال يومين .
قلق
من المعيب على من يحكم البلاد أن لايعرف الوضع الاقتصادي المزري للناس في الوقت الراهن ولهذا تتطلب هذه السياسية البحث عن مخارج للناس اقتصادية بالمقام الاول فليس من العدل أن تصل أسطوانة الغاز ل5000 ريال وينعدم الكهرباء وتوقف الأعمال ويجب أن يعرف العالم حقيقة وضعنا الاقتصادي ويتحمل مسئولياته في كسر الحصار وإيقاف العدوان السعودي وضرورة مساعدة اليمن دون تأخير .
البيع بالتقسيط
اختفت من السوق اليمنية حاليا فرص البيع بالقسيط من الراتب والتي كانت بعض شركات القطاع الخاص قد وفرتها بالتعاون مع البنوك خصوصا توفير المواد الغذائية تقسيطا من رواتبهم على 4 اشهر وتتخوف الشركات والبنوك من الوضع الاقتصادي وتخشى من توقف ضخ الرواتب فبادرت الى الغاء تلك الخطوات مما انعكس بالسلبية على العديد من الناس الذين كانوا يجدون ملاذا آمنا يحصلون منه على مستلزمات رمضان الغذائية كالقمح والسكر والدقيق والارز والشاي
الوقود
هو الأخر مختف عن الأنظار إلا ماندر من محطات تعمل وفقا للجدول المحدد من شركة النفط لكن السوق تعاني شحة كبيرة تصل الى 90% من الاحتياج اليومي من مادة البنزين و99% من الديزل ويتفاقم الوضع يوما بعد اخر فالطوابير الطويلة في طول العاصمة وعرضها تشهد على معاناة لم يعرف اليمنيين مثلها إبدا ويقول عدة أشخاص أن الوقود بكافة أشكاله هو المنغص الأول للمستهلكين في رمضان إذ بدى المحتاجون لهذه السلع في غاية التعب والإرهاق جراء الطوابير الطويلة دون جدوى .
نقلا عن “صحيفة الثورة”