معاناة مواطن .. تحت القصف!!
كتبت /سامية صالح
على غير عادته يأتي رمضان هذا العام والقلوب مشغولة عنه والحزن يسكن كل بيت والجراح غائرة.. وفي مثل هذه الأيام تمتلئ الأسواق بالبضائع الرمضانية وأصناف التمور المختلفة ويتسابق المواطنون إلى شراء حاجياتهم قبل دخول الشهر الكريم.. وفي هذا العام أنشغل المواطنون بتوفير الأساسيات التي لا تستقيم الحياة إلا بها فصار هم توفير الماء الشغل الشاغل وهذا ما تسعى إليه بعض الأيدي الخفية والمتنفذة من إحكام قبضتها ع لى موارد البلاد والاستفادة من (تمطيط) وتطويل فترة الحصار ولم يكفها ما ينالنا من الصواريخ المتساقطة على رؤوسنا.
أين الماء
إن الرعب الذي استعمر قلوبنا من حياة أسوأ ومستقبل مظلم ولم يشف غليلهم وحقدهم الأعمى الحصار المفروض جواً وبراً وبحراً بل عمدوا إلى محاولة إذلال وإخضاع الشعب ومحاولة إبادته بالموت عطشا.. ولا يوجد تفسير منطقي يريح القلب لانقطاع الماء فجأة ودون سابق إنذار يهدد بالجفاف!!؟ ليصل بعدها سعر وايت الماء إلى سبعة آلاف وأحيانا عشرة آلاف في ظل صعوبة الحصول على المشتقات النفطية، لا أدري ما هي الجريمة التي أرتكبها خمسة وعشرون مليون إنسان ليعاقبوا بحرمانهم من الماء وجعلهم يتسولون ويصطفون طوابير لانهاية لها من الرجال والأطفال وقبلهم النساء من الصباح الباكر حتى وقت الظهيرة أمام مياه السبيل والصدقة وخزانات الجوامع.. ولم يعد حالنا ببعيد عن نازحي دار فور ولاجئي الصومال.
حاضر أسوأ من الماضي
ولا ندري هل تنكي حاضرنا المفجع أم نترحم على ماضينا حين كنا نضيق ذرعاً ونتململ من انقطاع الماء من الحنفيات لبضع دقائق ونندب حظنا العاثر الذي جعلنا نعيش في بلاد لا تقدر قيمة الإنسان وتوفر احتياجاته الأساسية والآن ويا للآن..!! نفرح إن وجدنا ما يكفينا للوضوء واختفت مظاهر الإسراف بالماء.. لا يلتفت تجار الأزمات ومتصيدو الفرص إلى حال المواطن المسحوق والذي لا يتعدى راتبه الأربعين ألف ريال من أين سيعيش وكيف سيصمد راتبه الهزيل إلى نهاية الشهر.. هذا الوضع المأساوي سيدفع بالكثير إما أن يسرقوا ليأكلوا ويشبعوا أطفالهم أو إما يعلنوا جنونهم رسمياً لتسقط عنهم جميع التكليفات والمسؤوليات وإما الموت شنقاً أو رمياً بالرصاص.. أو الموت هما في أبطأ الأحوال.
طاقة شمسية
في الماضي كان المواطنون يسارعون لشراء الشموع ذي النوعية الجيدة والتي تحتفظ بضوئها فترة أطول ومع مرور الأيام والتطور التكنلوجي ومواكبة اليمنيين لأحدث التقنيات والأجهزة ومع استمرار إذنطفاء الكهرباء أقبل الناس على شراء الكشافات اليدوية والتي تلبس على الرأس وظهرت على جباهم علامة “السجود” لكثرة ما يحملونها على رؤوسهم أينما ما ذهبوا… ولأننا شعب نواكب كل جديد استبدلنا الكشافات بالمواطير وأغرقت الأسواق منها بجميع الأحجام والألوان والسعة وهات يا “طلبة الله” وكل يشتري حسب ميزانيته وسعة جيبه.. ثم بدأنا نسابق دول أوروبا فبدأت العيون تتطلع إلى الطاقة الشمسية خاصة وأنها لا تحتاج إلى مشتقات نفطية ولن تعاني من خلل في أعضائها التنفسية إذا حولت إلى غاز.. فسارعت الأسر المقتدرة إلى شراء هذه الطاقة، أما المواطن الذي بالكاد يجد قوت يومه فهو مهدد بأن يصاب بجميع الأمراض النفسية بعد أن يصاب بالعمى الليلي بسبب ضوء الشموع أو النوم باكراً ومصارعة الكوابيس.!!
نقلا عن “صحيفة الثورة”