بن سلمان في موسكو .. صفقة روسية على الأشلاء اليمنية
بقلم : عابد المهذري
……………………
وزير دفاع العدو السعودي و قائد العدوان على بلادنا محمد بن سلمان اليوم يزور روسيا و يتجول في كبريات مصانع الاسلحة بدعوة من بوتين كان قد وجهها مؤخرا لوالده ملك الزهايمر .. الاعلام يقول ان هذه الزيارة اقتصادية بدرجة أساسية و لبحث الملفين السوري أولا و اليمني .. فيما الحساسية الامريكية من وصول الشيكات السعودية الى خزينة موسكو يدفع وزارة خارجيتها الى القول من باب المناورة و التلويح بالانزعاج بأن الحل في سوريا سياسي و ليس عسكري .
روسيا كانت قد عملت جاهدة على رفع أسهم حضورها في المشكلة اليمنية من خلال موقفها المعترض و ليس الرافض لقرار مجلس الامن الاخير ٢٢١٦ المتضمن عقوبات على بلادنا و هو ما دفع سلمان الى الاتصال ليلتها بالرئيس الروسي لشكره على هذا الموقف .. كما ان موسكو قد دعت قبل اسبوع وفد انصار الله لزيارتها للتباحث حول ما يحدث في اليمن و إظهار الدور الروسي المؤثر في هذا الموضوع لايصال رسالة مشفرة للمملكة ذات ابعاد مزدوجة ابرزها الرد على الرياض فيما يخص اجراءاتها بخفض اسعار النفط لتركيع روسيا و طهران و تكبيدهما خسائر بمليارات الدولارات .
قبل هذا و ذاك .. كان محمد بن نايف وزير داخلية العدو قد زار تركيا في خضم ضجة بحث المملكة عن جيوش للإيجار .. حينها حدثت تفاهمات بين الدولتين اتجه اردوغان على ضوئها الى طهران يصحبه صخب اعلامي يبالغ في ترويج انتصار ايراني بتوقيع أنقرة عقود تجارية مع ايران بعشرين مليار دولار كانت كفيلة بإضعاف الموقف الايراني المتضامن مع اليمن و هي بداية غيث المصالح التي كانت تنشدها طهران بالتزامن مع موافقة روسيا على تسليمها المنظومة الصاروخية رغم الحظر الدولي و بالتوازي مع حلحلحة تعقيدات الملف النووي الايراني و التقارب مع امريكا ما جعل طهران تقدم تنازلات كثيرة بخصوص موقفها تجاه اليمن تجسد في رضوخ سفينة مساعداتها الشهيرة للتفتيش و افراغ الحمولة في جيبوتي رضوخا لمطالب و توجيهات السعودية و الفتور الإعلامي الواضح للقنوات الايرانية عن الاهتمام بالعدوان على اليمن و الذي كان في البداية الموضوع الاول في النشرات و التقارير و التقارير ليصبح مؤخرا ضمن الهوامش و خارج الأولويات .
السعودية بدورها تحاول الايحاء لحلفائها الامريكان بإمكانية ايجاد حماة بدلاء عن واشنطن و الروس يتحينون الفرصة لعقد صفقات تسليح ضخمة مع المملكة المعتمدة على السلاح الامريكي .
منذ وقت مبكر و من اول يوم للعدوان .. قلت بأن الرهان على أي كان من دول الخارج بما فيها روسيا و غيرها في ايقاف العدوان مجرد وهم و رهان خائب .. لأن كل الدول المصنعة للأسلحة لا تريد فعلا ايقاف الحرب السعودية على اليمن قبل ان تنال كل دولة منها النصيب الأوفر من بيع السلاح و العتاد العسكري لآل سعود و هو ما تبدو عليه روسيا اليوم التي هي الأخرى تستغل الورقة اليمنية لما يحقق مصالحها بينما نحن اليمنيين نملك الكثير من الاوراق الرابحة لكننا لا نجيد توظيفها و استغلالها بالشكل الصحيح الذي يحقق مصالحنا و لو على الأقل بذات القدر الذي تحققه إيران عندما تستغل أتهامها و هو -مجرد اتهام -ا بالتورط الشأن اليمني استغلالا ذكيا لخدمة المصلحة الايرانية .
نقطة من أول السطر …
علينا ان ننتصر لليمن باليمنيين و لمصلحة اليمن و مصالح اليمنيين من خلال ادراك و فهم اللعبة بشكل جيد .. لأن السذاجة التي نحترفها و نعتقدها سياسية هي سذاجة مهما حاولنا خداع انفسنا بأنها كما نعتقد !!
*رئيس تحرير صحيفة الديار