بقلم : عابد المهذري *
…………………………………..
هل تتذكرون هذه الصور و مناسباتها ؟
بألتأكيد ما زالت عالقة في أذهانكم .!
انها صورة جزمات المتظاهرين السلميين الذين استشهد منهم العشرات و جرح المئات امام مجلس الوزراء اثناء مظاهرة لأسقاط الحكومة .. جزمات الشعث الغبر هذه أسقطت دولة المبادرة و سلطة حمران الإخوان .
الصورة الأخرى .. هي لذلك الشاب الاشعث الاغبر الثائر الذي سقط شهيدا برصاص الاغتيال الغادر و هو عائد بنصف حذاء من مسيرة وطنية تكللت بإسقاط الرئيس الدمية و نظام العمالة و الإرتهان للخارج .
بين الصورتين .. لا ننسى صورة حذاء طفلة رداع البريئة التي خطفت روحها و عشرات من زميلاتها الصغار سيارة ارهابية مفخخة استهدفت حافلة المدرسة و لم تترك إلا جزمة الملاك الصغيرة شاهدا على بشاعة الجريمة النكراء .. و شاهدا على استمرار مسلسل الاستهداف الإجرامي الممنهج ضد كل ما هو يمني و هو ما يواصل العدو السعودي حاليا تنفيذ حلقاته التآمرية بحق وطن الحكمة و الايمان و ملايين اليمنيين الشعث الغبر المستضعفين .
هؤلاء الشعث الغبر .. الشرفاء و الأحرار .. ابناء الناس العاديين .. يسجلون بجزماتهم و أحذيتهم و نعالهم أنصع المواقف الوطنية .. و يصنعون بما في أقدامهم الكريمة بصمات بطولة و تضحيات خالدة ينحني لها التاريخ اجلالا و اكبار .
انها أحذية الانقياء الابرياء .. جزمات أشرف و أعظم و أقوى و أعتى و أرقى و أبهى من عروش و صولجانات الملوك و الرؤساء و الأمراء .. نعال بالية .. متسخة و ممزقة .. مرقعة و قديمة و بلاستيكية و زهيدة السعر .. لكنها أغلى و أثمن و أكبر و أهم و أطهر و أنقى من عقالات و دشداشات و أشمغة آل سعود المطرزة بالذهب .. و من أحدث موديلات و ماركات بدلات و كرافتات العملاء المتاجرون بالأوطان .. أولئك الذين مهما ارتفعت أرصدتهم في بورصات الخيانة و الارتزاق هبطت مكانتهم و قيمتهم الى تحت أحذية اليمانيين الشعث الغبر.
تلك أحذية الشهداء العظام .. من نسجوا بدمائهم و ارواحهم فجر اليمن الجديد المستقل سيادة و قرار .. و هذه هي جزمات الأبطال الشعث الغبر الشجعان .. من يواصلون السير على درب الحرية و الكرامة و العزة .. جنود الجيش و مقاتلي اللجان الشعبية و رجال القبائل المرابطون على ثغور المجد في حدود البلاد .. يدافعون عن أرض و عرض و شرف التربة اليمنية و يتصدون بإستبسال و فداء للعدو السعودامريكي المتصهين .. ثابتين في مواقعهم كالجبال الشامخة .. لا تهزهم طواريخ الطائرات المعادية و لا ترعبهم قذائف مجنزرات و مدافع الأعداء .. يسحقون بهذه الأحذية و النعال مؤامرة دول الإستكبار العالمي على يمننا الحبيب .
الجزمات التي تشاهدونها في الصورة .. بها يقتحم الفرسان ثكنات و معسكرات السعاودة و بها ينكلون بالغزاة المعتدين قتلا و تدميرا .. بها يهاجمون و يقطعون الفيافي و الصحاري و الوديان و القفار وصولا لعقر دار العدو السعودي .. حيث يباغتونه بضرباتهم الحيدرية الناجعة و يعودون كل يوم و ليلة بإنتصارات تبهر العالم و تذهل الكون .
بهذه الأحذية .. يدوسون وجوه آل سعود و يدحرون بها جيوشهم و يطرودون جندهم و يأسرون من يستجلبونهم للقتال بالإيجار .. بها يمرغون أنوف المتحالفين مع السعاودة في العدوان على اليمن .. بهذه الجزم يتحدون ترسانة عاصفة الحزم العسكرية الضخمة .
تأملوا جيدا في هذه القطع الجلدية البالية .. القديمة و المرقعة .. انها أحذية أبطالنا البواسل .. أحذية الشعث الغبر المستضعفين اليمنيين .. نقف عندها لنطبع القبلات .. جزمات الأبطال المغاوير .. المجاهدين و المتطوعين و الأنصار .. نجعل منها نياشين و أوسمة فخر على صدورنا .. و تيجان اعتزاز و سمو فوق رؤوسنا .
انها الأحذية اليمنية المقدسة التي تجبر الجبابرة على الركوع تحتها .
……………..
* رئيس تحرير صحيفة الديار