إسرائيل في ظلال العدوان السعودي
فيصل الصوفي
العنوان الواضح أعلى هذا، لا ينطوي على مكايدة أو إثارة أو أية مجازفة.. وسوف نسوق للقارئ معلومات مصدرها مسؤولون أمريكيون واسرائيليون وفرنسيون وسودانيون وإيرانيون وسعوديون أيضاً، أكدوا فيها أن العدوان السعودي على الشعب اليمني لم يتم دون تنسيق مسبق مع اسرائيل، ولا دون علم أمريكا، بل تم بتنسيق بين آل سعود واسرائيل، وبعلم أمريكا واسنادها، ولم تقتصر المشاركة الاسرائيلية على اليمن، بل إن اسرائيل قامت بعمليات في مناطق أخرى، في ظلال العدوان السعودي على الشعب اليمني..
المخابرات الايرانية أكدت وجود خبراء عسكريين اسرائيليين في غرفة عمليات وزارة الحرب السعودية، وحددت حتى مكان العمارة التي يسكنون فيها بالرياض.. وفي الوقت الذي دعا فيه مسؤولون إسرائيليون الى تزويد السعودية بالسلاح النووي بدعوى ردع إيران النووية، قالت الصحافة الاسرائيلية إن اسرائيل والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية اتفقت على توجيه رسالة الى إيران مفادها أن معاملها النووية يمكن تدميرها بسلاح شديد التدمير، مهما كانت قوة تحصيناتها، وإن هذا السلاح تم استخدامه يوم 20 ابريل 2015م عندما ضربت به مخازن للصواريخ في جبل عطان بصنعاء، حيث دمرت رغم وجودها في مكان شديد التحصين في عمق الجبل، وقد استنتج خبير عسكري اسرائيلي من دراسته لصور الانفجار وأصوات الطائرات أن طيارة اسرائىلية نفذت الهجوم بينما كانت الطائرات السعودية تقوم في نفس اللحظة بدور التمويه..
ومن الشواهد الأخرى على قيام اسرائيل بعمليات عسكرية في ظلال العدوان السعودي على الشعب اليمني، عملية نفذتها يوم 6 مايو الجاري في أم درمان السودانية، قيل إن الهدف كان أسلحة معدة للتهريب الى قطاع غزة، وقيل إن الهجوم استهدف مصنعاً لصواريخ بعيدة المدى.. الجيش السوداني أكد أنه أسقط طائرة دون طيار، وعثر عليها في منطقة «وادي سيدنا»..
وفي منتصف هذا الشهر عقدت في القدس المحتلة المحادثات الاستراتيجية الاسرائيلية الفرنسية، وكان الرد الاسرائيلي على الانتقادات التي وجهت اليها بسبب مذابحها في غزة، هو أن اسرائيل لم ترتكب في غزة جرائم أشنع من الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن، وأنتم أيها الفرنسيون تلومون اسرائيل على عملية محدودة في غزة العام الماضي، ولم تدينوا جرائم السعودية في اليمن، جرائم تحدث الآن!
يقال إن الحكومة الاسرائيلية حكومة شفافة، فلماذا تخفي تعاونها العسكري مع السعودية، وتخفي عملياتها الاخرى التي تنفذها في ظلال العدوان السعودي على اليمن؟ ومن يقول هذا، يتجاهل حقيقتين مهمتين، الأولى أن التعاون السعودي الاسرائيلي لا يمكن الكشف عنه، بسبب حساسية موضوعه وظروفه، وما يترتب على كشفه من إحراج بالنسبة للسعودية، والثانية أن اسرائيل – وهذا مشهور عنها- تخفي عملياتها، بل وتنفي أحياناً، مسؤولياتها عن أية عملية عسكرية أو استخباراتية خارج اسرائيل، وتنتظر النتائج وتختار الوقت المناسب للإعلان عن ذلك، وعادة ما يكون هذا الوقت متأخراً..
وإجمالاً هذه مجرد شواهد عن التعاون السعودي الاسرائيلي في هذه اللحظة، علماً بأن علاقة الرياض وتل أبيب قديمة، وتشمل الجوانب العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية.
* صحيفة اليمن اليوم