وجهـة نظـر.. آل سعود ماضون في إيديولوجيتهم!
وجهـة نظـر.. آل سعود ماضون في إيديولوجيتهم!
بقلم / وضاح عيسى
نهج التطرف والفكر التكفيري الإرهابي لنظام آل سعود، لم يكن يظهر للعلن لولا التأييد الغربي لهذا النهج الذي أوصل المنطقة إلى الحال التي هي عليه الآن، فنظام آل سعود كغيره من أنظمة الخليج التي تسير على خطاه، يقوم بدوره الوظيفي خدمة للمشروع الصهيو- أمريكي في المنطقة، مستغلاً فكره التطرف وإمكاناته المالية الضخمة في نشر الإرهاب والفكر التكفيري وثقافة القتل والدم بشكل معلن ومفضوح، فحرّك خلايا الإسلام السياسي النائمة وجلب الإرهابيين من أصقاع الأرض حيث تم تدريبهم وإرسالهم عبر الحدود إلى سورية، وحرّضهم على ارتكاب الفظائع الإجرامية بعد تباهيه المعلن بتقديم المال والسلاح للقيام بأعمال إجرامية.
كل ما أوردناه ليس جديداً ولم يعد خافياً على أحد، لكن الجديد في الأمر يكمن في التفاهم الذي جرى بين رعاة الإرهاب «السعودية وقطر وتركيا» على إشراف الاستخبارات التركية على قيادة العمليات الإرهابية في شمال سورية، ووضع النظامين السعودي والقطري إمكاناتهما المالية تحت تصرف النظام التركي لمواصلة دعم التنظيمات الإرهابية ومن ضمنها «داعش» في مواجهة الجيش العربي السوري، بعد أن تم تزويد هذه التنظيمات بأسلحة جديدة ومتطورة اشتراها نظام آل سعود من «إسرائيل»، ترافق مع فتح الأجواء التركية أمام جسر جوي سعودي وآخر قطري لنقل الأسلحة بكل أنواعها إلى الإرهابيين بمباركة أمريكية وبريطانية وفرنسية.
ويمضي النظام السعودي ومن يسير على نهجه الأيديولوجي المتطرف في دعم التنظيمات الإرهابية المغرقة في الإجرام بما فيها «داعش» المتغذية من أيديولوجيته الفكرية المتطرفة التي تنشرها في أماكن وجودها، يؤيدها في ذلك عدد كبير من السعوديين ممن يتصدرون أعداد مؤيديها، ويقدمون لها كل الإمكانات اللازمة مالياً ويمدونها بشتى أنواع الأسلحة الغربية- الإسرائيلية لاستمرار تمددها في جغرافيا المنطقة، خدمة للدور الوظيفي الذي تقوم به بعض الأنظمة العربية في تحقيق مخططات الغرب في خلق «مشروع الشرق الأوسط الجديد».
إن أكثر ما يثير الاشمئزاز هو سكوت المجتمع الدولي عن النهج الذي تتبعه السعودية ومن يقف معها وراءها في دعم التنظيمات الإرهابية وتسهيل عبورها لتدمير سورية وقتل شعبها، والرياء الذي ينتهجه الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، في ادعائه «مكافحة الإرهاب» في العالم وتحركه لحل الأزمة في سورية، بيد أن دعمه الواضح للإرهاب، وعرقلته للحل السياسي بالتواطؤ مع تركيا والسعودية وقطر يؤكد دوره الواضح فيما يجري، وبالتالي سعيه لتعميم هذا المشهد في المنطقة برمتها تحقيقاً لمشروعه الاستعماري الجديد، وهذا هو سر السكوت الغربي.
* نقلاً عن صحيفة تشرين