الصبية يفجّرون مملكتهم!!
الصبية يفجّرون مملكتهم!!
بقلم / جميل مفرح
منذ الخطوات والتفاصيل الأولى ولحظات البدء في العدوان الأخرق الذي تتعرض له بلادنا.. وأقول الأخرق مستكثراً عليه صفة الغاشم، لكونه عدواناً يفتقد النضج والمبررات والأهداف الموضوعية الحقة التي قد تعود على المعتدين بأي عائد من أي نوع، بقدر ما يبدو من صفته وهيئته نقطة بدء لتداع وشيك كان منتظراً منذ عقود من الزمن لمملكة السوء التي بلغت في عتوها وتكبرها وشرها مبلغاً أضر كثيراً بجوارها القريب والبعيد، إما بطرق أو هيئات مباشرة وظاهرة أو من خلف الحجب والأحداث والمتغيرات التي تشهدها المنطقة خصوصاً خلال العقدين الأخيرين.
منذ تلك الخطوات الأولى والهيئة الظاهرة لهذا العدوان تبدو في مظهرٍ غالب عليه الغوغائية والصبيانية البعيدة كل البعد عما يمكن وصفه بالنضج السياسي أو الإجرائي الواعي والمتحكم، ويتأكد ذلك الوصف أو الحكم حين يتضح من يقف وراءه ويقوده بشكل مباشر من صبية وفتيان الأسرة المالكة لأرض وشعب هذا الحيز الجغرافي المجاور لبلادنا.. تلك الأسرة التي لم تكتف بامتلاك شعب ذليل وخانع بأسره، وبما كان قد قدره الله لهذا الشعب من ثروات نهبها أفراد هذه الأسرة الباغية الظلوم.. وإنما بلغ بها الطمع والجشع حد اعتزام امتلاك المنطقة كاملة، متناسية بأن شعوب المنطقة ليست كلها في مرتبة وصفة الشعب السعودي من الخنوع والذل والتسليم.
منذ الوهلات الأولى بدت صبيانية (ورعان) الأسرة الحاكمة ابتداء بتحريك قواتها التي كانت على وشك العطب وإتمام عمرها الافتراضي باتجاه شعب جار حفظ طوال الزمن حقوق الجوار وتبادل الفضل والعلاقات الطيبة.. وكل ذلك كما يبدو ليس أكثر من محاولة إثبات وجود، وبرهنة على قوة وسطوة، بعد أن وجدوا هذا الشعب الأبي الجبار أصعب من أن يقبل بأن يكون شعباً خانعاً متسلماً كما كانوا يطمحون ويطمعون تحويله كشعبهم الذي استطاعوا لي عنقه وإلجام فمه وتحويله إلى مجموعة من القطعان المسلمة؟.. كان وسيظل شعب اليمن ذلك الشعب الأبي الجبار الذي لا يمكن للقوة أو المال أن تثني إرادته أو تكسر أنفته وتهزم كبرياءه، فكان ما كان وما يكون حاليا، من قبل أولئك الصبيان من اعتداء سافر كشف نوايا وخفايا ما يكنه أولئك الأعراب من حقد دفين تجاه اليمن واليمنيين!!
منذ التفاصيل الأولى بدت رعونتم وهم يحاولون شراء البشر والمواقف والإرادات تجاه وفي خضم حربهم الحمقاء هذه.. حاولوا شراء مواقف الشعوب المجاورة واستئجار إراداتها ولو بعض من الوقت لتنفيذ عدوانهم وإطفاء نيران الحقد التي تغلي بداخلهم، ثم حاولوا حتى استعارة القوة والمقاتلين لايمانها المطلق بأن ما لديها من رجال أو أشباه، ليس لديهم الطاقة الكافية لأن يحملوا عبء هذه التصرفات الخرقاء التي لم يفكروا لوهلة واحدة أنها ستكون يوماً وبالاً ساحقاً لوجودهم ووجود ومملكتهم الكرتونية الجوفاء..
عموماً.. من يوم لآخر تثبت وتتجسد تلك التصرفات الرعناء والخرقاء لتغدو مذمة ومدعاة سخرية واحتقار وامتحان من قبل كل ذي عقل وتأمل.. وكان من آخر تلك المعاملة السيئة التي تؤكد دناءة وحقارة شخوصهم وسلوكهم.. وقد حكى بعض المسافرين القادمين عبر السعودية حكايات تؤكد كم أن أولئك الأوغاد مجرد أطفال غوغائيين ليس لهم في السلطة والحكم أية خبرة أو نضج كاف لوصولهم لتك المقامات والمستويات التي وصلوا إليها، عبر قناة التسلسل الأسري، التي سلكوها قادمين وعالم مدجج بالرفاهية المطلقة والذي أكثر ما يتميز ويتصف به كونه عالماً مخملياً معزولاً إلا من التعايش مع مفردات الرفاه والدلال وتكنولوجيا الألعاب الالكترونية في أبهي ما يتصف به!!
نعم حكى بعض المسافرين عن بعض ممارسات أولئك الصبية المختالين ووصف إجراءات مخجلة من جهة ودالة على حماقات وقصور في الأخلاق والدراية من جهة أخرى.. كمثل إجبار المسافرين اليمنيين على التوقيع على عرائض دعم وتأييد لما يقومون به من حماقة تجاه وطننا وأرضنا وشعبنا من عدوان سافر أحمق!! أمر نهاية في التعرض للاستهجان والاحتقار أن تجبر إنساناً على أن يؤيدك في أن تقصف وتدمر وطنه وتقتل أهله!! ومثل ذلك كثير من التصرفات والإجراءات التي سبقتها وتماشت معها مثل قطع معونات عن شعوب جارة وشقيقة وصديقة رفضت أن تكون جزءاً من هذه المؤامرة الاعتدائية أو أن تؤيدها.. أو أن تقوم تلك السلطات الحمقاء.. بمنع مناسك العمرة وإلغاء عقود عمل وتسفير وسجن مقيمين لديها من تلك الأوطان التي رفضت الحرب على اليمن.
وهكذا يبدو بوضوح مع من وماذا نتعامل في هذه الأزمة ويبدو أكثر اتضاحاً ما ستؤول إليه هذه الحرب أو هذا العدوان من انهزام وانكسار وربما انهيار خطير بات وشيكاً وبدأت ملامحه تتجسد وتكاد تصرخ على أرض الواقع لتوقظ أولئك الصبية الحمقى الذين ذهب ويذهب بهم استكبارهم وحمقهم إلى تقويض ممكلة ضخمة خلفها لهم أسلافهم ويبدو أنهم سيفجرونها بأسرع وأبشع مما كان متوقعاً!!.