تل أبيب تتمنّى نصرًا سعوديًا سريعًا في اليمن
تل أبيب تتمنّى نصرًا سعوديًا سريعًا في اليمن
الأحد | 31-05-2015 – 04:55 مساءً
تل أبيب تتمنّى نصرًا سعوديًا سريعًا في اليمن
وكالات: نقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ عن وكالة أنباء إيرانية إنّه تمّ العثور على سلاح إسرائيليّ في السفارة السعودية في صنعاء باليمن. وادعت التقارير أن إسرائيل أرسلت ضباطًا لمقر في العاصمة السعودية الرياض من أجل مساعدتها في حربها باليمن، فيما ذكر المتمردون الحوثيون أنّهم وجدوا وثائق تشمل على خطط أمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في المنطقة السعودية لمضيق باب المندب بهدف حماية مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
وحسب التلفزيون الإسرائيليّ، ادعى الإيرانيون أنه ظهر من الوثائق أن السعودية خططت لهجمة واسعة النطاق ضد اليمن، بالتعاون مع دول عدة منها إسرائيل. وذكر أيضًا أنّ السعودية طلبت من إسرائيل سلاحًا متطورًا لمساعدتها في حربها باليمن.
ولفت التلفزيون الإسرائيليّ إلى أنّ ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، رفض التعقيب على الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الإيرانيّة. جدير بالذكر، أنّ الحرب على اليمن حظيت باهتمام المراقبين الإسرائيليين، الذين قاموا بتحليل ما يجري هناك، في ظلِّ غياب أيِّ تعليق رسمي، إلا أنّ العنوان البارز في كلِّ ذلك الاهتمام، هو تمنيات للسعوديين بالنجاح، وفق صحيفة (يديعوت أحرونوت)، ويبدو أنّ الاهتمام الإسرائيلي بالحرب على اليمن له ما يبرره، فالحربُ تخدم الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة، بأن يُطلق العرب الرصاص ضدّ بعضهم نيابة عنها، دون أن تُطلق هي رصاصة واحدة، ودون أن تدخل في حرب رسمية معلنة.
كما يتضح الاهتمام الإسرائيلي من إجماع المراقبين على أنّ التطورات الأخيرة التي شهدها اليمن وتعاظم قوة أنصار الله، مثلتا موضع قلق كبير لإسرائيل، إذ قال المُستشرق أيهود يعاري محلل الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية إنّ على إسرائيل أنْ تكون أول القلقين من الأحداث في اليمن، فحركة أنصار الله تُعتبر نسخة يمنية من حزب الله، فإسرائيلُ التي حاولت جاهدة وضع كلّ ما يحصل في سياق الصراع مع إيران، ترى أنّ ما يحدث في اليمن يقوي النفوذ الإيراني في المنطقة، وخاصة عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، حيث مضيق باب المندب، وتخشى إسرائيل من تأثير ذلك على حركة السفن الإسرائيلية أثناء عبورها المضيق، لذلك، فإنّ المُستشرق الإسرائيليّ يرى أنّه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، ستتحول اليمن إلى دولة موالية لإيران عبر الحوثيين.
علاوة على ذلك، فإنّ هناك تشابهًا بين توجهات حزب الله مع أنصار الله اليمنية عندما قال: يجب الانتباه إلى أنّ الحوثيين هم مثل حزب الله في لبنان، حيث يهتفون في تجمعاتهم الشعبية طيلة الوقت: الموت لإسرائيل. أمّا المصلحة الإسرائيلية من الحرب على اليمن فهي واضحة، حسب رأي صحيفة (يديعوت أحرونوت)، فإنّ مسارات تهريب السلاح من إيران إلى غزة تمر عبر باب المندب وعبر اليمن، وبما أنّ السودان عضو في التحالف الذي أنشأته السعودية، فإنّ التهديد الذي تُواجهه إسرائيل من تهريب الأسلحة قد خفّت وتيرته، على حدّ تعبيرها.
أمّا أليكس فيشمان المحلل العسكري في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، وهو صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، فيرى أنّ الحرب التي تشنها السعودية ضد اليمن، تخدم مصالح إسرائيل، وتشكل فرصة ثمينة لجني ثمار إستراتيجية حيوية للأمن الإسرائيلي، وكتب فيشمان تحليلاً تحت عنوان: ساعة اليمن تدق، قال فيه، إنّ إسرائيل تجد نفسها من جديد في نفس الجانب من المتراس، مع الدول المعتدلة كالسعودية، لأنّ سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة الذي يعتبر الميناء الأهم لليمن على البحر الأحمر، مكنهم من التحكم بخط الملاحة البحرية، وأثّر على مستوى التأهب والحراسة للسفن الإسرائيلية التي تجتاز مضيق باب المندب.
علاوة على ذلك، فإنّ سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمدد نفوذهم إلى المحافظات الأخرى، يعني من وجهة النظر الإسرائيلية، انهيار النظام الذي يعتمد على السعودية والولايات المتحدّة، وإقامة نظام جديد يعتمد على إيران، العدو اللدود لإسرائيل، ولذلك ليس من مصلحة إسرائيل أن تسيطر إيران على مضيق باب المندب، وأشار فيشمان إلى أنّ إسرائيل لن تلعب أيّ دور في الحرب، وستكتفي بمتابعة ما يحدث، متمنية أنْ تُحقق السعودية نصرًا سريعًا وحاسمًا، يعيد الوضع إلى سابق عهده، ويطرد الإيرانيين من البحر الأحمر، على حدّ تعبيره.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ صحيفة (هآرتس) نشرت تقريرًا مطولاً تحت عنوان: (عدو عدوي صديقي)، عن التدخل الإسرائيلي فيما سمته حرب اليمن الأولى، ما بين عامي 1962 و1967، حيث استندت إلى المعلومات التي تضمنها الأرشيف الإسرائيلي، الذي سمح بنشر مواد منه قبل سنوات، إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن التدخل الإسرائيلي في اليمن، رغم كتمان الأمر لما يزيد على نصف قرن. ووفقًا للصحيفة فقد جاء التدخل العسكري الإسرائيلي بناء على طلب بريطاني خاص، بعد أن أخذت موافقة بعض دول المنطقة، التي وقفت في حينه في وجه الوجود العسكري المصري، في إشارة منها إلى السعودية والأردن، لافتة إلى أنّ إسرائيل استجابت فورًا للطلب البريطاني، لأنها كانت تخشى أن يتسبب تدخل مصر في اليمن بتوحيد العرب ضدها بقيادة مصرية.