أتصبب..بسمه .. نص
أتصبب..بسمه ..
نصوص: أسماء عبدالعزيز
تأملوا ملامحي ..لن ترونها واضحه ..عيناي..فمي..أسناني التي بعضها بدأ في الظهور ليرى بؤسي والبعض الأخر مختبئ خجول ..أتمنى أن يعيد النظر في خطوة الخروج فالعالم صعب جداً كما ترون .. ما يسيح من أنفي ليس سأئل عادي!! ..أنه غبار أنقاض صاروخيه ..يالهي لم يكن حلمي الذي بالكاد بدأت اكون ملامحه وأرسم تفاصيله البسيطه جداً ..هل تعلمون ..؟! حلمي ليس الحصول على لوح لشكولاته كندر أو جالاكسي ..فقط أحلم أن أمتع لساني بالسندباد أو بالكثير لوح النجوم شكولاته الأباء ..لكن القدر أعطاني أكثر رأيت قذيفه صاروخيه بأم عيناي ..بهالته الناريه ..ولونها الجحيمي ..شقيقي الأكبر كان يحلم بأمتلاك مسدس أسود أمريكي سحري الموديل كما كان يحلو له تسميته ..
لبست أجمل ما عندي كي أقابل القذيفه التي يهددوننا كل يوم بوصولها .. كل يوم كنت استعد بأجمل ما ظننت ..من ملابسي .. التي لم تتعدى ثلاث بنطلونات وقميصين ..اجمل هنا ما ارتديه الان ..
تسألت كيف هو صوتها ؟ او شكلها ؟؟..كيف هو لونها؟؟ او هل تبدوا بملابس ؟او عاريه .؟.هل هي أقرب لتكون رجل خشن وصلب ووسيم ؟؟!أم هي قذيفه أنثى برقة وغنج ودلال ..؟!!
كل يوم أقابلها في الحلم أراها تلاحقني ..تريدني..تتابعني وتراقبني ..هي تخيفني ..ولا اعلم لماذا ؟؟!هذا الرعب !!! حين التقيها كل ليله في حلمي ..؟!!
انتحبت تشجيعا ً لروحي التي أستلها الرعب وحاولت التحدث معها تخيلتني أبوح لها هامساً فتعالي لما لا نلعب معاً قد نكون أصدقاء ..قد نشكل علاقه أخرى غير ان ترعبيني ..تختلف عن أن ترهبيني بملاحقتك لي من وراء ظهري ..
يا الهي كبرت كثيراً في الساعات التي زارتني تلك القذيفه بشكل حقيقي ..كم كنت طفل ..عرفت لماذا لن أتمكن من المواجهه معها والتحدث بحميميه فهمت لما اكتفت بمراقبتي ..!!
تلك القذيفه الصاروخيه ارسلت لقتلي لطحن عظامي وعجنها بلحمي ..!!
أخر لحظات والدي الذي خطفت بقية عمره مرت وهو يقول لي : يا والدي عدوتك السعوديه السعوديه.. السعوديه تذكر هذا جيدا ً .. أن حلمهم اذلالنا وقتل مستقبلنا وتدمير الأمان الذي نحاول الاقتراب منه ..وهيهات ان تتركنا نعيش حتى الحلم .. أنها متورطه في حب الجثث ..وبخاصه اليمنيه .. السعوديه حنفية بؤسنا..
أمي من جانبها احتظنتني بدفء وحب معهود أبتسمت عابثه بشعري ..لمعت تلك العيون الحوراء الواسعه قائلة يا ولدي إبتسم مهما حدث فالابتسامه ستساعد في جلب الخير مهما منعوه مهما حاولوا قتلك ستعود حياً في كل مره حتى لو حاولوا مئات المرات روحك ستعيش وتعيش وتعيش ..!! الابتسامة تشبعنا نسياناً لكل ما يمنعنا من الحياة ..
هذه اللحظه ..لحظه صباحيه باكره ..لم استنشق النسائم ..أو أشم رائحة الإفطار اليومي البسيط ..مداعبات امي لي ولعب ابي بجسدي ..لم تتشنج أعصابي لمشاجرة أخي اليوميه ..
جميعهم ذهبوا ..لحظة ناريه ..صاروخيه أحرقت تلافيف حياتنا السابقه وأنهت ما كان يمكن أن يجمعنا مستقبلا ً ..
كثير من المصورين الأن ..يصوروني ..انهم مخلوقات تفضل تخليد لحظة فاجعتك على إنتشالك من الموت ..!!
لكن ها أنا ابتسم كما قلتي يا أمي كي أحيا وأحيا وأحيا ..أني أتصبب بسمه.