في إتهام تبعية الحوثيين لإيران وشن الحرب على اليمن..( أسرار )تطابق حجج الكيان السعودي ومخاوف الكيان الاسرائيلي ..
عبدالفتاح حيدرة
كل أحداث الحرب على اليمن التي شنها تحالف العدوان بقيادة كيان العدو السعودي في 26مارس 2015م تتطابق تطابق كلي وتام مع كل توهمات ودراسات وتصريحات ومخاوف كيان العدو الاسرائيلي.
إذا عدنا للبداية سنجد هذا التطابق حتى في أدق التفاصيل بين أهداف الكيانين السعودي والاسرائيلي من الحرب على اليمن وإصرارهما على تمرير أجندتهما العسكرية والسياسية والاقتصادية والطائفية والمناطقية في هذه الحرب لصالح أجندة وأهداف وسياسة كياني العدو السعودي والإسرائيلي .
في البداية كانت تقارير الكيان الإسرائيلي التي ظهرت في عام 2014م بعد ثورة 21سبتمبر ودخول انصارالله الى صنعاء مباشرة والتي وصفها رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي في قنوات التلفزه بقلق بإن “إسرائيل قلقة من سيطرة الحوثيين الشيعه المقربين من طهران على العاصمة اليمنية صنعاء وتقدمهم بإتجاة عدن والسيطرة على ممر باب المندب” وكان هذا التصريح الإسرائيلي بمثابة الحجه السعودية لشن حربها الطائفية على اليمن بتطابق تصريحات الكيان الإسرائيلي مع حجة نظام وإعلام الكيان السعودي الذي ازعج العالم ليل ونهار بإن الحرب على اليمن هي “حرب سعودية لمد التمدد الصفوي الإيراني المتمثل بحركة أنصارالله ومحاولات هذه الحركة الشيعية للسيطرة على ممر باب المندب لخدمة التوسع والتمدد الصفوي الإيراني”.
اذا ما تفحصنا ما ذكرناه اعلاه سنجد ان جميع الأفكار والرؤى للكيانين السعودي والإسرائيلي متوافقه ومتطابقه ابتداءا من حيث القلق على سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، مرورا بإلصاق تهمة تبعية التشيع الحوثي الزيدي غير المتوافق مذهبيا مع إيران الشيعية الأثنى عشرية ، وحشر الحوثيين في زاوية تهمة التبعية السياسية لمشروع التوسع الإيراني في المنطقة، والسيطرة العسكرية على جزر البحر الأحمر ومضيق باب المندب سياسيا وإقتصاديا وعسكريا.
هذه المسببات والحجج سوق لها الكيانين السعودي والاسرائيلي بكل ما أوتيا من قوة وبأس إعلاميا وسياسيا ودبلماسيا وعسكريا وعلى كافة الأصعدة الأخرى من خلال أدوات نفوذ الكيان السعودي المالية ولوبيات نفوذ الكيان الإسرائيلي السياسية داخل أروقة المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفرض الحرب على اليمن لتمرير أجندة أخرى ليس لها علاقة أبدا لا من قريب ولا من بعيد بتقاريرهم وتصريحاتهم حول تشيع الحوثيين او تبعيتهم السياسية لمشروع التمدد السياسي الإيراني أو السيطرة الإيرانية العسكرية والاقتصادية على باب المندب وجزر البحر الأحمر.
الحقيقة التي يجب ان نعرفها ويعرفها العالم كله بعد كل هذا العبث والقتل والإجرام والتواطؤ العالمي إن كل ذلك التطابق والتوافق بين تقارير كيان العدو الاسرائيلي وحجج كيان العدو السعودي في الحرب على اليمن ليس سببه تشيع الحوثيين بل ان السبب هو أن الحوثيين قاموا في ثورة سبتمبر2014م بطرد وكنس كل أدوات الكيان السعودي والكيان الاسرائيلي القبليه والسياسية والدينية والعسكرية، وسببه ليس ان الحوثيين تابعين لإيران بل لإن الحوثيين اقتحموا بيت الشيخ الاحمر ومعسكر القشيبي وجامعة الايمان ومقر الفرقة الأولى مدرع أدوات الكيان السعودي والاسرائيلي، وسببه ليس ان الحوثيين يتبعون مشروع التمدد والتوسع السياسي والعسكري والاقتصادي في اليمن وباب المندب بل لأن الحوثيون تمكنوا من إستعادة سيادة وإستقلال اليمن وسيطروا على مركز قرار السلطة والهوية والهيبة والكرامة والثروة اليمنية التي تحرم وتمنع وتقطع يد ولسان الكيان السعودي والكيان الإسرائيلي من إستخدام سيادة وإستقلال وسلطة وقرار وثروة وكرامة اليمنيين لصالح توسعهما ونفوذهما على حساب سيادة وإستقلال وسلطة وقرار وثروة وكرامة شعوب المنطقه.
كل هذا التوافق والتطابق السعودي الاسرائلي ليس لأن الحوثيين جائوا من كوكب زحل بل لإن الحوثيين يحملون الهوية اليمنية وقيمها صنعوا نموذجا للشعوب والدول العربية خاصة وشعوب ودول العالم عامة في رفض الذل والإهانة والإستسلام والهيمنة للكيان الإسرائيلي والكيان السعودي ومن خلفهما اكبر كيان واكبر عدو وهو الكيان الأمريكي.