قوافل الصمود .. عطاء اليمنيين لا ينضب
قوافل الصمود .. عطاء اليمنيين لا ينضب
استطلاع/أسماء حيدر البزاز
يسطر اليمنيون ملحمة مقاومة وكرم شعبية استثنائية ..قوافل متواصلة من الكرم والجود والعطاء تدلل على الثبات ودعم جبهات القتال والصمود في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم ..
مواد عينية وغذائية ودعم مالي منقطع النظير تجود به القوافل الشعبية من مختلف مديريات ومحافظات الجمهورية، بشكل يومي في مشهد ثوري ووطني أصيل يرسم ملامحه أبناء الشعب اليمني..
تعالوا نقرأ أبعاد المشهد الحضارية والوطنية التي تجسد وحدة النضال والمقاومة والاستبسال عند اليمنيين كل من موقعه حتى تحقيق الغلبة والتمكين والنصر.
بشغف بالغ يتحدث محمد علي سفيان من منطقة سنحان – محافظة صنعاء –عن قوافل مديريته لجبهات القتال، يقول :مختلف قبائل وأهالي مديريتنا من تجار وموظفين ومشائخ وطلبة ونساء كان لهم السبق في ميادين الشرف بتبرعاتهم ودعمهم اللامحدود لثوار الوطن من اللجان الشعبية وأبناء الجيش البواسل حيث دعموا الجبهات بالمال والغذاء بأكثر من قافلة.
وأضاف سفيان قائلاً: هذا الدعم والإسناد ليس مناً منا ولا كرماً، بل يأتي انطلاقا من الواجب الديني والوطني ونوعاً من أنواع الجهاد المقدس بالمال والنفس والولد وكل ذلك يرخص أمام عزة وشموخ وإباء وطننا والنصر لليمن على الطغاة المستكبرين.
أبعاد أخلاقية
وعلى صعيد أوسع أوضح محمد المطري من قافلة الصمود التي انطلقت من أمانة العاصمة والتي نظمتها لجنة التعبئة العامة بالعاصمة أنه تم الإعداد للعديد من القوافل الشعبية الداعمة للجيش ورجال الأمن واللجان الشعبية في جبهات الصمود والقتال الذين يبذلون أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل تطهير البلاد من براثن الإرهاب و العملاء والخونة الذين دمروا البلاد واستنزفوا خيراتها، وصاروا يدا سهلة بيد العدوان الغاشم يسهلون مهام العدوان في قتله الأبرياء المستضعفين من أطفال ونساء وشيوخ آمنين عزل في مشاهد دموية لا يرضاها دين ولا ملة.
ووفقا للمطري فإن هذا الدعم اليوم للثواروالجيش واجب ديني وأخلاقي وإنساني ووطني ولا بد من تكاتف مجتمعي وتوعية إعلامية جادة تبين ضرورة وقدسية هذا الأمر، ومن هنا تأتي مسؤولية العلماء كضرورة شرعية وإيمانية في بيان الحقائق وبيان مسؤولية المجتمع جراء هذا العدوان الغاشم بالجهاد وبالنفس والمال والولد لأننا مظلومون وقد اعتدى علينا وشدد الحصار بغيه وجبروته على شعبنا أرضاً وبحراً و جواً من قبل قوى التحالف الإجرامي التي تتلذذ كل يوم بسفك دماء أطفالنا ونسائنا.
تضحية وفداء
ومن محافظة ذمار يقول إسماعيل الحداء: إن الصمود الشعبي رغم الحصار والعدوان لم ولن يثني أبناء المحافظة عن موقفهم الداعم لجبهات القتال ومناهضة العدوان الظالم على شعبنا ويتجلى صمود أبناء محافظة ذمار في تسيير قوافل الصمود المجهزة بالدعم الغذائي المالي.
ولفت إلى أن نساء المحافظة كن مثالاً حياً للتضحية والفداء ببذل أموالهن وحُليهن وأولادهن لدعم جبهات القتال التي يقاتل فيها الجيش مسنودا باللجان الشعبية بروح سخية وكريمة.
دعم لا حدود له
فيما يقول ناجي أبو سالم من محافظة الجوف: لم يكتف أبناء المحافظة بدعمهم السخي واللامحدود لأبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية بقوافل العطاء والصمود فحسب، بل إننا نعلن جاهزيتنا الكاملة للمشاركة في صد العدوان سواء الداخلي اوالخارجي لأن الدفاع عن الوطن هو الدفاع عن العرض والشرف.
وناشد أبو سالم كل اليمنيين توحيد صفوفهم ونبذ القتال والخلاف فيما بينهم لأن ذلك لايخدم إلا سياسة الأعداء ودمار وتمزيق البلاد ..
وتابع :كلنا أخوة شمالاً وجنوباً يجمعنا دم واحد وعروبة واحدة وإسلام واحد ورب واحد فلماذا نتناحر وإذا كان هناك خلاف فالحل يكمن في الحوار اليمني اليمني من دون وصاية ولا ولاية للخارج علينا، لأن حال البلاد لا يحتمل هذه الصراعات الداخلية وعلينا أن نتوحد اليوم أمام عدوان غاشم لا يرحم ولا يستثني أحداً ويكفي ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا كعبرة وعظة.
انتهاكات جسيمة
فيما نظمت مديرية مناخة قافلة غذائية ومالية كبيرة دلت على مدى الحرص والمسؤولية الوطنية لأبناء المنطقة تجاه ما يتعرض له الوطن من انتهاكات جسيمة أرضاً وإنساناً.
وهنا يقول يحيى القانص: إن هذه القافلة جاءت ملبية للتعبئة العامة ضد عناصر الشر والتخريب ودليلاً على وحدة اليمنيين ووحدة مصيرهم المشترك والوعي بالمخاطر المحدقة بالبلاد وكيفية مواجهتها بشتى الطرق المتاحة والممكنة.
يمن الصمود
مديريات شعوب وصنعاء القديمة ومنطقة بني حشيش وهمدان وبني الحارث من أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء قدمت قوافل عديدة رافقها عدد من وجهاء ومشائخ تلك المناطق الذين أكدوا جميعهم على مواصلة دعمهم وصمودهم في وجه العدوان واستعدادهم لبذل أرواحهم في ميادين الشرف والقتال ومواجهة أي عداء تواجهه البلاد.
قوافل الشهداء
لا يتوقف الدعم لجبهات القتال عند القوافل فهناك من قدم أغلى ما يملك ليعكس عطاء لامحدود مغمسا بالتضحية والفداء ..وهذا المشهد يجسده طاهر جحاف الذي قدم ولده إبراهيم للانخراط ضمن قوام اللجان الشعبية المساندة لأبناء قوات الجيش في عدن لمجابهة ومواجهة عناصر الإرهاب والعمالة والتخريب ..
وبحسب والده فقد استشهد مؤخراً قبل يومين من كتابة هذا الاستطلاع اثر غارات العدوان السعودي على المحافظة.
ويعلق والد الشهيد على ماحدث لفلذة كبده وكله إباء وإصرار على المضي قدما في درب الشهادة: لن يثنينا هذا العمل الإجرامي عن صمودنا وثباتنا بل سنقدم قوافل من أبنائنا للجهاد والقتال والذود عن وطننا من هذا العدوان الغاشم حتى يكتب الله لوطننا العزة والنصر والتمكين.
صحيفة الثورة