مؤتمر الرميم في الرياض..أي مدخلات وأي مخرجات؟!
مؤتمر الرميم في الرياض..أي مدخلات وأي مخرجات؟!
بقلم / عبدالملك العجري
مجموعة الرميم السياسية من اليمنيين المتحلقين في الرياض هي بالنسبة للأخيرة مجموعة استعمالية لا أكثر.
يدرك نظام آل سعود جيدا أن لفيف السياسيين الذين تقاطروا إلى الرياض معظمهم من المعمرين السياسيين (دعك من الشخصيات الفنية والإدارية )قد بلغوا من العمر عتيا وتجاوزوا عمرهم السياسي الافتراضي,وان الرهان عليهم رهان عقيم, فالشيخوخة عقيمة بطبيعتها ليس على مستوى تراجع كفاءة الإنجاب فحسب بل في تراجع الكفاءة في الإنجاز والقدرة على صناعة وإدارة الأحداث والوقائع التحويلية ,والدافع الوحيد الذي يزيد نشاطه في هذه المرحلة الهلع على المال, والتسابق على المغانم هو ما يجمع هؤلاء الكهول .
ومهما اجتهد نظام الرياض في ترميم وتجميل هذا الحطام السياسي إلا أن جهوده تقصر عن بلوغ ذلك وتحتاج لمعجزة إلهية لإعادة الحياة لهذا الهشيم المتجمع في مؤتمر الرميم المنعقد في الرياض .
غير هذا مجموعة الرياض هي تشكيلة من الفاشلين ممن لم يتقنوا شيئا في حياتهم كإتقانهم في إنجاز الفشل وكما قيل تجريب المجرب خطأ مرتين .
وفوق هذا كله مجموعة الكهول هذه لفيف من المتناقضات لو أنفق نظام الرياض كل ما قد راكمه في عمره السياسي من أموال في البنوك الغربية لفشل أن يؤلف بينهم وأن يجمعهم على مشروع يعبر عنهم أو يوفق بين الأجندات المتناقضة للحطيم السياسي المجتمعين في الرياض .
نظام الرياض سخيف صحيح , لكن ليس لحد عدم إدراكه أن من المستحيل أن يبني قصرا من قش’ وبحسب اعتقادي نظام الرياض كما قلت سابقا يريد هذه المجموعة كأدوات وظيفية في صراعات أكبر من الأحلام والأوهام البائسة والتعيسة لهذا الهشيم ,وأهداف الرياض من مؤتمر الرميم لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد لا بشرعية ولا ببناء دولة بأي صفة كانت ولا بناء دولة مدنية ,ولا حتى بالأهداف المخبولة للمؤتمر كما أفصحت عنها الوثيقة المسربة والتناولات الإعلامية لما سمي بالهيئة الاستشارية للمؤتمر فدونها خرط القتاد وشت الرماد.
وآخر شيء يمكن أن يفكر فيه النظام السعودي هو بناء دولة في اليمن وأكبر مطب وقف بوجه مشروع الدولة والجهود الوطنية اليمنية الرامية لتحقيق هذا الهدف هو النظام السعودي والمجموعات المحلية المرتبطة به.وفقا لسارة فيليبس العلاقات بين اليمن والسعودية ليست علاقة بين دولتين بالضرورة، فالسعودية لم تكن يوما حليفاً للحكومة اليمنية بل مع مراكز قوى معينة على حساب السيادة وشرعية المؤسسات،بدفع الأموال لمساعدة القبائل على إبقاء أكبر قدر ممكن من الاستقلالية.
والموقف التاريخي والاستراتيجي للنظام السعودي هو إعاقة أي توجه وطني يحرر القرار اليمني من الوصاية السعودية وعرقلة مشروع الدولة وما زالت السعودية تتَّـبع هذه السياسة التقليدية، في إضعاف اليمن كدولة، مقابل تقوية الجماعات القبَـلية المحلية اليمنية يعاند النظام السعودي في التزحزح عنه وغير مستوعب للحراك السياسي المحلي ,والتحولات الإقليمية والدولية والتعامل معها بإيجابية.
في حال قدر لمؤتمر الرميم في الرياض النجاح لن يخرج بأي مشروع وطني أو حتى بمشروع يعبر عن المجتمعين أو يكون قابلا للحياة أو التنفيذ على الأرض , وأقصى ما يمكنه الخروج به وثيقة عامة تمثل أجندة النظام السعودي في التشغيب على القوى الوطنية ,ويتبنى أهدافه في الحفاظ على اليمن كحديقة خلفية ومركز نفوذ حصري للرياض ,ويساعده في الاستمرار على سياساته العدوانية مع الشعب اليمني هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يستخدمهم كترس في تحريك وإدارة نزاعاته الإقليمية بالذات الاستفزاز الذي يشكله قرب التوصل لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران والرعب الخليجي من تداعيات هذا الاتفاق على نفوذهم ورغبتهم في أن تظل المنطقة العربية تحت العباءة الخليجية عموما والسعودية على نحو خاص ,وخشيتهم أن يقود الاتفاق إلى عودة إيران للمجتمع الدولي وبالتالي توزع ولاء واشنطن فتصبح غير أهل للتعويل عليها في الدفاع عنهم.
وعلى حد صحيفة” الواشنطن بوست” الأمريكية، فإن السعودية حققت أيضًا هدفها من العملية العسكرية على صعيد السياسة الخارجية، وفرضت نفسها كلاعب إقليمي يجب تقدير دوره. نجحت في أن تضع نفسها في مكانة هامة بالنسبة للولايات المتحدة التي تعتبر نفسها اللاعب الأساسي في المنطقة، وأن الولايات المتحدة بدأت تقلق من تجاهل السعودية لها.
والرسائل التي تريد السعودية -سواء من خلال عدوانها العسكري أو من خلال مثل هذه المؤتمرات المبسترة – هي موجهة بدرجة أساسية للغرب حتى لا يعتقدوا خطأ أنها أصبحت خارج الحلبة وتريد أن تقول لهم أنا لا زلت هنا .
إذن هي أهداف ورسائل لا علاقة لها بالشرعية ولا بالمشروعية ولا بالحطيم السياسي في فنادق الرياض بل الشعب اليمني الذي لو شكا لما شكا غير السياط الغليظة لاَل سعود