المنظمات الدولية تحذر من عواقب وخيمة لقطع ميناء الحديدة
يمانيون../
أكدت منظمات دولية تعمل في اليمن أن لقطع ميناء الحديدة عن باقي البلاد عواقب وخيمة سيما و البلاد تقف على حافة المجاعة .
وقالت منظمات مكافحة الجوع ، أكتد ، ميرسي كور ، رعاية الأطفال ، الإغاثة العالمية الألمانية و المجلس النرويجي للاجئين في موجز إعلامي مشترك حول الوضع في اليمن : ” يعتبر الحصار البري والجوي على اليمن مصدر قلق متزايد حيث أن اليمن تستورد 90% من المواد الغذائية ، ولا تدخل الواردات إلى البلاد بالمعدلات المطلوبة بسبب التأخير والقيود ، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وحينها لا يتسنى للمواطن اليمني البسيط شراء المواد الغذائية المتوفرة ، وليس بوسع المنظمات الإنسانية سوى تغطية جزء بسيط من هذه الاحتياجات “.
وأوضح الموجز الإعلامي لتلك المنظمات الذي تلقت وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ نسخة منه أنه بالرغم من تزايد الاحتياج ، ما يزال تأمين وصول المساعدات الإنسانية في اليمن صعباً للغاية بسبب الوضع الأمني المتغير باستمرار .
ولفت إلى أن استمرار إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية يتسبب في عدم القدرة على استيراد الأدوية الأكثر لزوماً بالكميات المطلوبة ، حيث وأن اليمنيين في شمال البلاد غير قادرين على السفر من أجل العلاج في الخارج.
وأشار الموجز إلى أن الأزمة الإنسانية التي تمر بها اليمن هي أكبر الأزمات في العالم وتعتبر أزمة إنسانية واقتصادية وأزمة حماية تشعل كل منها فتيل الآخرى ، منوهاً إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 60% وقفز الرقم إلى ثلاثة ملايين شخص خلال التسعة الأشهر الماضية استناداً إلى التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المتكامل في اليمن .
وذكر الموجز أن التقديرات تشير إلى أن 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بينهم 6.8 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (أو لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم القادمة) ويقفون على بعد خطوة واحد من المجاعة.
وفي هذا الصدد تضاعف عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية وكذا الأمهات الحوامل والمرضعات ثلاث مرات ليصل إلى 3.3 ملايين طفل وأم، بينهم 462 ألف طفل مصابون بسوء التغذية الحاد – وهذه الزيادة تصل إلى 136% منذ عام 2015م وفقاً للموجز .
وبيّن الموجز أن الأوضاع الراهنة أجبرت أكثر من ثلاثة ملايين شخص على النزوح من منازلهم ، منوهاً إلى النازحين داخلياً أكثر فئة مستضعفة سواء كانوا في مخيمات مكتضة أو ضيوفاً لدى المجتمعات المحلية ؛ ولا يوجد لدى أغلبهم أي مصدر للدخل ويعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وقال الموجز : تتضاءل احتمالات بقاء أطفال اليمن على قيد الحياة يوماً بعد يوم ـ إذ يحتاج أكثر من عشرة ملايين طفل إلى المساعدات الإنسانية ، بينهم 6.2 ملايين طفل بحاجة إلى الحماية ، لقد نزح نحو 1.4 مليون طفل حيث يعانون الجوع والتشرد وترك التعليم والتعرض للتحرش والاستغلال والإصابة والوفاة “.
وأضاف : ” إن مستقبل الأطفال في خطر أيضاً حيث حُرِم حوالي مليوني طفل من التعليم. إن الأطفال النازحين بوجه الخصوص هم الأكثر تضرراً حيث يحرم أكثر من نصف مليون طفل نازح داخلياً من التعليم اليوم بسبب شحة الشهادات المدرسية أو عدم قدرة أسرهم على تحمل التكاليف غير المباشرة للتعليم كالمواصلات والزي المدرسي والدفاتر والأدوات المدرسية الأخرى “.
وتابع ” الهجمات على المدارس والمرافق التعليمية تشكل عاملاً آخراً يتسبب في حرمان أطفال اليمن من التعليم، ولقد سجلت أكثر من 200 هجمة على المدارس تضررت جراءها ألفين و 200 مدرسة – أو 14% من إجمالي المدارس في اليمن – خلال الفترة ما بين مارس 2015م ويناير 2017م “.
وحسب موجز المنظمات الدولية فقد ارتفع معدل وفيات الأطفال إلى حوالي 20% منذ بدء الصراع حيث يموت طفل واحد كل عشر دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها مثل الإسهال وسوء التغذية والتهابات الجهاز التنفسي.
واستطرد : ” حتى أولئك الأطفال الذين ينجون من الإصابات أو الأمراض ما زالوا يتأثرون بشدة، حيث أن الآلاف منهم يمرون بتجارب مؤلمة يكون لها بلا شك آثار ضارة على صحتهم العقلية على الأجلين القصير والطويل .. لقد شاهد مئات الأطفال أصدقائهم أو أفراد أسرهم يصابون أو يقتلون ” .
وفي قطاع الصحة تقدِّر المنظمات أن 14.8 مليون شخص يفتقرون اليوم إلى الرعاية الصحية الأساسية بينهم 8.8 ملايين شخص يعيشون في مناطق تفتقر بشدة إلى الخدمات ، حيث تضرر أو دمر ما لا يقل عن 274 مرفقاً صحياً وقتل 13 عاملاً صحياً وجرح 31 آخرين حتى أكتوبر 2016م .
وأكدت المنظمات أن هناك نقص شديد في المواد الطبية ، ولا يعمل سوى 45% من إجمالي المرافق الصحية بقدرات منخفضة ، كما لم يتقاض موظفو وزارة الصحة العامة والسكان وكذا موظفي القطاع الحكومي مرتباتهم منذ ستة أشهر ، مبينة أن أغلب العاملين الصحيين الأجانب الذين كانوا متواجدين في اليمن قبيل مارس 2015 والبالغ عددهم ألف و 200 عامل صحي غادروا البلاد بسبب انعدام الأمن. هذا بجانب التجاهل الصارخ للقانون الإنساني الدولي والذي يعتبر عقبة رئيسية أمام تقديم الرعاية الصحية ويتسبب في عوامل مهمة للأزمة بشكل عام.
ونوّه الموجز إلى أن حياة الأطفال في خطر حتى قبل ولادتهم ، حيث تواجه الأمهات صعوبات جمة من أجل تلقي الرعاية خلال فترة ما قبل الولادة وبعدها وتتضمن الصعوبات نقص سيارات الإسعاف وقلة العاملات الصحيات في المستشفيات وكثافة نقاط التفتيش والحواجز في الطرقات المؤدية إلى المستشفيات .
ولفت إلى تزايد الأمراض المميتة مثل الكوليرا والحصبة وحمى الضنك ويدفع الأطفال – المستضعفين باستمرار بسبب نقص الغذاء – أبهظ ثمن لذلك.
ودعت المنظمات في موجزها حول الوضع في اليمن إلى إنهاء الصراع والوقف الفوري والفعال لإطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار وإيجاد حلول سياسية لإيقاف العنف ضد الأطفال والنساء والأسر والسماح للمنظمات الإغاثية بممارسة عملها بشكل آمن .
وقالت : ” من الضروري أن يتضمن أي اتفاق للسلام حلاً سياسياً فعلياً يشمل جميع فئات المجتمع بمن فيهم النساء والشباب والفئات المهمشة “.