..فضيحة “مجندات المارينز العاريات” تطال جميع أفرع الجيش الأميركي
يمانيون -متابعات
أظهرت معلومات جديدة حول الفضيحة التي عرفت باسم “مجندات المارينز العاريات”، أن واقعة تبادل صور لمجندات عاريات في الجيش الأميركي على الانترنت طالت جميع أفرع الجيش الأميركي وليس فقط عناصر مشاة البحرية الأميركية (المارينز).
ذكرت وسائل اعلام أميركية، بأن وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” بدأت التحقيق مع مئات الجنود الحاليين والسابقين، في مشاة البحرية (المارينز)، في واقعة تبادلهم لمئات الصور العارية لزميلاتهم الإناث، بشكل واسع على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأضافت صحيفة “ريفيل نيوز”، في تقرير لها، قبل أيام، بأن “تبادل الصور كان عبر مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحمل اسم (مارينز يونيتد)، وتضم نحو 30 ألف عضو بها، يتناقلون فيما بينهم الصور العارية لزميلاتهم بالمارينز، وتصاحب بعض الصور أسماء للمجندات، ومعلومات أخرى عنهن، من بينها مواقع تمركزهن، كما صاحب الصور عدد من التعليقات الجنسية البذيئة، وبعد انكشاف أمر المجموعة أغلق فيسبوك المجموعة، فيما تبقى ما لا يقل عن ست مجموعات أو مواقع مشابهة تمارس نفس النشاط بحسب مسؤولين في سلاح المارينز”.
وقال قائد سلاح المارينز، الجنرال روبرت نيلر، إنه “لا يعتقد أن مثل هذا السلوك قد يصدر بالفعل من محاربين حقيقيين أو مقاتلي حروب”، فيما اعتبرت إريكا 23 عامًا، والتي عملت في سلاح المارينز لمدة أربع سنوات انتهت في منتصف العام الماضي، أن “هذا السلوك يؤدي إلى اعتبار العنف الجنسي، وحتى التحرش الجنسي أمرًا طبيعيًا”.
من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي جيمز ماتيس إن “جنودا ضالعين في تبادل مزعوم لصورعارية لزميلاتهم مذنبون بارتكاب انتهاكات شائنة للقيم الأساسية وتعهد بإجراء تحقيق شامل”.
ولم تقتصر تلك الفضيحة على سلاح المارينز فقط، وإنما تبين مع نهاية الأسبوع الماضي أن تلك الممارسات طالت جميع أفرع الجيش الأميركي، من خلال منصة إلكترونية لتبادل الصور العارية، وجرى تداول الصور ونشرها دون إذن أصحابها، واعتبر البنتاغون أن تلك الواقعة تتنافى مع قيمهم، وقال المتحدث باسمه، في تصريحات صحافية إن “الوزارة تعد سياسة شاملة لمنع التحرش الجنسي في أماكن عمل الجنود.”
وكان تقرير لصحيفة “ذا ديلي بيست” يعود لعام 2011، كشف أن “المجندات في الجيش الأميركي أكثر عرضة للاغتصاب من زملائهم أكثر من الموت في المعركة، واستدل التقرير بتسجيل وقوع 3.158 اعتداء جنسي تم التبليغ عنها عام 2010، بحسب وزارة الدفاع الأميركية التي أقرت بأن ذلك الرقم يمثل 13.6% فقط من أصل 19 ألف حالة اعتداء جنسي وقعت بالفعل في عام 2010”.
وكشف واحد من أكبر استطلاعات الرأي الشاملة للجيش الأميركي، خرج للنور في مارس (آذار) 2011، تعرض 19% من المجندات في الجيش الأميركي لاعتداءات جنسية، فيما تعرض 2% من الجنود الذكور لاعتداءات جنسية، ولكن نادرًا ما يبلغ الضحايا رسميًا عن تلك الوقائع. ففي سلاح الجوية، على سبيل المثال: هناك أقل من امرأة واحدة تُبلغ رسميًا من بين كل خمس ضحايا، وهناك أقل من رجل واحد يبلغ رسميًا من بين كل 15 ضحية.
وفي عام 2012، أفاد البنتاغون، بوقوع 26 ألف حالة تواصل جنسي غير مرغوب فيه، ولفت التقرير أن عدد الضحايا الرجال لتلك الحالات تفوقت على الضحايا النساء، موضحًا أن معظمم الضحايا لتلك الحالات كانوا من الرجال، وتعرضوا لتلك الاعتداءات من زملائهم الرجال.
وكشف تقرير يعود لمارس (آذار) لعام 2013، بأن ما لا يقل عن ربع إناث الجيش الأميركي تعرضن لاعتداءات جنسية، وأن 80% من إناث الجيش الأميركي تعرضن للتحرش الجنسي.
وتعد الاعتداءات الجنسية في الجيش الأميركي، على حساسيتها في هذا القطاع الشائك، جزء صغيرًا من صورة كلية لمجتمع أميركي يعج بالاعتداءات الجنسية لدرجة كبيرة، تصل لوقوع اعتداء جنسي كل 98 ثانية، بالرغم من الحرية الجنسية التي تتمتع بها أميركا بالسماح للعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج.
فبحسب أرقام الشبكة الوطنية لمكافحة الاغتصاب في أميركا، فإن 321.500 شخص في أمريكا، تتراوح أعمارهم من 12 سنة فأكثر، يقعون ضحايا للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي في المتوسط سنويًا، وبذلك تقع بحسب الشبكة حالة اعتداء جنسي كل 98 ثانية في المتوسط في الولايات المتحدة الأميركية.
وتتراوح أعمار أغلبية ضحايا العنف الجنسي في أميركا، من 18 عاما حتى 34 عاما، بنسبة 54% من الضحايا، وتبلغ نسبة الضحايا الذين تتراوح أعمارهم من 18 عاما وحتى 64 ، 92% من إجمالي ضحايا العنف الجنسي.
وتتعرض نساء أميركا وفتياتها لى معدلات عالية من الاعتداءات الجنسية، فسيدة من كل ست نساء في أميركا قد تعرضت لمحاولة اغتصاب، أو واقعة اغتصاب كاملة في حياتها، واعتبارًا من عام 1998، فقد وقعت17.7 مليون امرأة ضحية لمحاولة اغتصاب، أو واقعة اغتصاب كاملة، وكان 90% من ضحايا الاغتصاب الكامل من الإناث، مقابل 10% للذكور.
ولم يسلم ذكور أميركا أيضًا، وبالأخص الطلبة منهم، من الاعتداءات الجنسية، إذ تعرّض 3% من رجال أميركا لمحاولة اغتصاب، أو واقعت اغتصاب كاملة، واعتبارًا من عام 1998، فقد وقعت 2.78 مليون ذكر ضحية لمحاولة اغتصاب، أو واقعة اغتصاب كاملة.
ويعد طلاب الجامعة الذين تتراوح أعمارهم من 18 لـ24 عاما، أكثر عرضة للاعتداءات الجنسية من نظرائهم من نفس العمر والذين لم يلتحقوا بالجامعة؛ إذ تعادل نسبة الضحايا الطلاب المعرضين للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، خمس مرات من نظرائهم الذين لم يلتحقوا بالجامعة.
وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما ألغت في 2016 آخر قرارات تمييزية في الجيش وفتحت الباب لانضمام النساء إلى كل الوحدات (القوات الخاصة والمشاة والمدرعات). وبدت مشاة البحرية أكثر تحفظا حيال هذا التغيير.