رأي اليوم : السعوديون “يَحتفلون” افتراضياً بعاصفتهم وانتقادات تتّهمها بتراجع الاقتصاد السعودي و”التقشّف”..
يمانيون – متابعات – رأي اليوم
دخلت “عاصفة الحزم” بقيادة العربية السعودية عامها الثاني، وعلى وَقع الصدمات التي حقّقها “المُتمرّدون على الشرعية” تحالف الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحركة أنصار الله الحوثيين وفق أدبيات العاصفة وتوصيفاتها، والتي أربكت “الحزم” ومن بعده “إعادة الأمل”، أطلقت إدارة إعلام العاصفة، وإدارة المباحث السعودية، وسم “هاشتاق” تحت عنوان “عاصفة الحزم أحبطت الحلم الفارسي”، ليتحوّل الوسم إلى أكثر الوسوم تفاعلاً، في موقع التدوينات القصيرة “تويتر”.
الوسم بطبيعة الحال، كان هدفه استعراض بطولات تلك العاصفة، التي دخلت عامها الثاني، فذهب المُغرّدون باتجاه عرض مقولات “بطولية” لقادة الحزم”، كما عرضوا مجموعة استعراضات عسكرية للجيش السعودي، كما كان التركيز على هذا الضعف والوهن الذي أصاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، جراء هذا “الغضب السعودي”، والمُتمثّل في كسر ذراعها “الحوثي” في اليمن، يعني باختصار هو احتفال افتراضي، سعى له أصحاب الحزم، علّه يُرجّج كفّتهم في المعركة التي لا يعرف أحد مُنتهاها.
كان لافتاً كما رصدت “رأي اليوم”، كيف سعى القائمون على الوسم المذكور، إظهار مدى شُكر وامتنان الشعب اليمني للعاصفة التي دخلت وأنقذتهم ممن سعوا لتخريب بلادهم، بالرغم من الجانب المُظلم لها، وهناك في الوسم العديد من التغريدات التي حرصت على توجيه الشكر للملك سلمان، ونقلت صور قيل أنّها تخليدٌ لحفر اسمه على صخور اليمن، كما شُكره المُتكرّر الذي ظهر على يافطات، بدت وكأن الشعب اليمني يَحملها في مظاهرات، وكُتب عليها وفق حساب “أخبار الحد الجنوبي”، “شكراً للملك سلمان من أجل إنقاذ اليمن من الاحتلال الصفوي”.
وبالرغم أن الوسم، كان الهدف منه “مديح” لا مُنتهي للعاصفة وقادتها، إلا أنه لم يخلُ من تغريدات لاذعة وناقدة للعاصفة، فمثلاً محمد الشهري قال أن تلك العاصفة كانت سبب بلاء في تراجع الاقتصاد السعودي، أما الفتى السعودي فقد استعرض صوراً لأطفال اليمن “الشهداء” والجوعى الذين يُعانون جراء قصف طائرات الحزم، وتحويل اليمن السعيد إلى جحيم.
مراقبون يرون، أن ذلك الاحتفال الافتراضي بعاصفة الحزم، الذي سعى له القائمون عليها، خاصّة أنها تدخل عامها الثاني، ولم تُحقّق أي من أهدافها المُعلنة، لا يُعبّر تماماً عن حقيقة الشارع السعودي، ورأيه الفعلي تُجاه قتل أشقاءه، والحكومة السعودية تُدرك ذلك جيّداً وفق المراقبين، لكنها تحاول تغطية إخفاقاتها، ضمن مُحاولات إبراز انتصارها الافتراضي، فعلى الأقل لا يزال الحوثي وصالح مُتواجدين في صنعاء، كما أن صواريخهما بدأت بالوصول للعاصمة الرياض والآتي أعظم، فأي انتصار واقعي هذا الذي لا يتعدّى عالم “تويتر” الافتراضي، يتساءل مراقبون.
السعودية في مأزقٍ حقيقي في اليمن كما يقول الخُبراء، وهي تُدرك مدى الإحباط الذي يُصيب الشعب جراء تدخّلاتها في الدول العربية “الشقيقة”، خاصّة حينما بدأ التقشّف يعصف بالبلاد، جرّاء حاجة قيادتها لتمويل معاركها العسكرية الخارجية، والسبيل الوحيد هو جُيوب المواطنين، وثروات الوطن النفطية، والمُتمثّلة بشركة أرامكو، والتي سيتم بيعها تدريجياً بطرح أسهمها (5 بالمائة) للاكتتاب العام.
وعليه تُدرك سلطات بلاد الحرمين بحسب مختصين في الشأن المحلي، أن عليها خلق مزاج عام، من خلال الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي كذلك الوسم وغيره، للإيحاء بأن الأمور تحت السيطرة، وأن الجميع ها هناك، يُؤيدون قرارات العزم، والحزم، والأمل، دون أي كللٍ، أو ملل، يقول مختصون.
يُشار إلى أن تقارير لمنظمة العفو الدولية، أشارت إلى أن قوّات التحالف بقيادة السعودية، وبدعم من الحكومة اليمنية المُعترف فيها دولياً، قصفت المستشفيات، وغيرها من منشآت البنية التحتية، وشنّت هجمات عشوائية قُتل وأصيب خلالها مدنيون.
كما أشار تقرير لمنظّمة هيومن رايتس ووتش إلى استخدام ذخائر عنقودية مُحرّمة دولياً، وذكرت كذلك المنظّمة أن هناك تخوّفاً يُثير القلق، من أن التحالف يتعمّد الإضرار بقُدرة اليمن الإنتاجية المحدودة أصلاً، كما أن تحقيقات المنظّمة وجدت أن 18 غارة بدت غير قانونية، على 14 موقعاً اقتصادياً، كما أدّت غارات التحالف السعودي وفقها إلى توقّف الإنتاج في العديد من المصانع، فخسر مئات العمال مصدر رزقهم.