لمن.. لم يعلم بعد .. هذا ماتعمله “الشرعية” بـ الوحدة اليمنية!!
معروف درين
سبعةٌ وعشرون عاماً مضت على تحقيق الحلم اليمني الكبير الذي ظل يراود أبناء اليمن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه عقوداً طويلة وخصوصاً بعد تحرير الجنوب واستقلاله من الاستعمار البريطاني الذي كان سبباً رئيسا في التشطير، وقد تحقق هذا الحلم في الثاني والعشرين من مايو 1990م بإعلان الوحدة اليمنية المباركة بعد مؤتمرات وحوارات وتفاهمات عديدة بين قيادة الشطرين آنذاك لتتوج هذه الجهود بإعادة اللحمة اليمنية رغم المحاولات الداخلية والخارجية لإجهاض هذا المشروع وهذا الإنجاز العظيم ومنهم قيادات كبيرة في الدولة وللأسف الشديد!!
ولأن ثمة من لا يعجبه العجب سواءً في الداخل أو الخارج ممن عملوا ضد الوحدة اليمنية ومحاولة العودة الى التشطير من جديد وهو ما رأيناه في صيف 1994م عندما أعلنوا اخواننا في الجنوب الانفصال وبدعم خارجي كبير غير إن إرادة الله سبحانه وتعالى والمخلصين من أبناء يمن الثاني والعشرين حالت دون تحقيق ذلك فتجذرت وتأصلت وتعمدت الوحدة من جديد بدماء الشهداء الطاهرة، لكن محاولات مرضى النفوس والعملاء وأعداء النجاح لم تتوقف رغم كل التضحيات ورغم الإجماع الشعبي على بقاء الوحدة وتصحيح مسارها ومعالجة الأخطاء والمظالم ومحاسبة المقصرين والمفسدين الذين أساءوا للوحدة المباركة ولعظمتها..
ومن أجل قطع الطريق على من يحاولون الاصطياد في المياه العكرة وتشويه الوحدة والمطالبة بفك الارتباط تم معالجة الكثير من القضايا والمظالم في المحافظات الجنوبية بل إن قضيتي الجنوب وصعده كانتا أبرز محاور مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أستمر قرابة العام وتنصل بعض الأطراف عن تنفيذ مخرجاته لأن ما يضمروه في قلوبهم وما يطالبهم به الأعداء غير ذلك وإلا فما معنى أن نخرج من مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى حرب داخلية وعدوان خارجي لا تزال رحاهما حتى الآن تأكل الأخضر واليابس ويعلم الله وحده الى إين ستقودنا هذه المؤامرات وهذه العداوات والتصفيات السياسية الداخلية والخارجية التي أصبح اليمن مسرحاً للصراع الإقليمي وتصفية حسابات للكثير من الأطراف.
على أية حال قد يطول المقام ونحن نحاول سرد تفاصيل المؤامرات التي حِيكت ضد الوحدة المباركة ومن قبل أطراف كثيرة بينهم كما أسلفت قيادات بارزة في الدولة ولهذا سنحاول تسليط الضوء وبصورة سريعة على خطر من يسمون أنفسهم بالشرعية على الوحدة اليمنية وبتركيز واختصار شديدين، فمنذ 27مارس 2015م ذلك التأريخ المشئوم الذي ارتبط بالعدوان على اليمن الأرض والإنسان والمحاولات تظهر تباعاً من قبل قيادة “الشرعية” المدعومة من الرياض سواءً في الأقوال كانت أو الأفعال وأولها التهجير القسري لأبناء المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية ونهب ومصادرة ممتلكاتهم وترقية من يعادون الوحدة ويدعون لفك الارتباط من أبناء المحافظات الجنوبية ومنحهم مناصب كبيرة في الأجهزة الأمنية وغيرها لتنفيذ مخططات الانفصال وتهجير أبناء الشمال ونهبهم جهاراً نهاراً واغتيال من تبقى من المسئولين من أبناء الشمال لديهم.
فإذا كانت الشرعية كما تدعي حريصةً على الوحدة المباركة فلماذا عملت على ترقية أمثال هؤلاء ممن يعملون ضد الوحدة ويؤسسون للتشطير، وإذا كانت الشرعية حريصةٌ ايضا على الوحدة فلماذا لا يستطيع الوزراء في حكومة بن دغر التواجد في الجنوب وعدن تحديداً ومنهم نائب الرئيس وعدم اللجوء الى فتح مكاتب لهم في محافظة مأرب، وإذا كانت الشرعية ومن يدعم وجودها على حساب إبادة شعبٌ بأكمله حريصون على الوحدة اليمنية فلماذا لا يصرفون مرتبات موظفي الدولة في المحافظات الشمالية كما سبق والتزموا بذلك للأمم المتحدة بعد طباعة 400 مليار ريال في روسيا، وإذا كانت الشرعية حريصةٌ على الوحدة فكيف تدعم الحراك المسلح في الجنوب والفصائل الانفصالية وتنظيم القاعدة وتجنيد مليشيات لذلك ومنذ كان هادي نفسه في السلطة نائباً ثم رئيساً؟!
طبعاً الاستفسارات حول هذا الموضوع كثيرةٌ جداً والتي نود توجيهها للشرعية ومنها كيف يفسرن استقبال ودعم قيادات الفصائل المتطرفة في تنظيم القاعدة كا الوحيشي وبلعيد وما معنى تواجدهم في القصور الرئاسية في المحافظات الجنوبية وظهورهم مع قيادات كثيرة هناك خصوصاً إبان العدوان، وكيف يفسرون الحظر والحصار للمطارات والموانئ في المحافظات الشمالية تحت ذريعة محاربة الانقلاب ومعاقبة وتجويع ملايين البشر من خلال ما يقومون به، وكيف يفسرون منع أبناء المحافظات الشمالية من السفر الى المحافظات الجنوبية ومضايقتهم وإهانتهم في النقاط الأمنية وعدم قدرتهم على استأجرا منازل إلا بضمين من أبناء الجنوب، وكيف يفسرون التعينات التي يقوم بها هادي من طرف واحد وفي كافة مرافق ومؤسسات الدولة دون مراعاة لأبسط معايير الكفاءة والنزاهة أو اي معايير أخرى؟!
وأخيراً وليس بأخيراً كيف يمكن للمدافعين عن الشرعية وهادي والشرعية نفسها أن يفسروا ويبرروا قرارات هادي الأخيرة بإلغاء العمل بالجوازات الصادرة بعد عام 2016م وتعميم ذلك على كافة سفارات دول العالم وإعاقة وعرقلة الاف اليمنيين في المطارات وحرمانهم من السفر أو العودة الى بلادهم نتيجة هذا التصرف الأهوج والمفاجئ، فبعد طرح بعض هذه الحقائق والشواهد فقط اسأل سؤال اخير مجرداً من كل تعصب أو تبعية لطرف دون أخر من الذي يشكل خطر على الوحدة اليمنية والنسيج الاجتماعي ووحدة الصف هل هو الحوثي وعفاش أم أنها الشرعية المزعومة وأولياء نعمتهم في الخارج؟!