بماذا وصف الرئيس الصماد أبناء محافظة صعدة خلال لقائهم به اليوم .. أقرأ التفاصيل
يمانيون../
التقى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى في القصر الجمهوري بصنعاء اليوم عددا من مشائخ وأعيان وقيادات محافظة صعدة والسلطة التنفيذية ومدراء المديريات والمكاتب التنفيذية بالمحافظة بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور ومستشار الرئاسة خالد باراس و محافظ صعدة محمد جابر.
وفي اللقاء رحب رئيس المجلس السياسي الأعلى بأعيان صعدة .. واصفا إياهم بأبناء وآباء الشهداء .
وقال ” إن محافظة صعدة تمثل الشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين وتضحي بأبنائها في معركة الدفاع عن سيادة أبناء الشعب اليمني جميعا وإنها يوسف الزمان الذي جفاه أخوته فكان رحمة لهم جميعا، كما عانت صعدة من الجفاء والعناء والتآمر طيلة العقود الماضية لتصبح اليوم رحمة لكل أبناء اليمن التي يروي أبنائها جنبا إلى جنب مع إخوتهم من أبناء اليمن واليمن بالنسبة للعرب هو أيضا يوسف هذا الزمان وسيأتي اليوم الذي يعرف العرب أن اليمن وأبنائها هي خيرهم ومنجاتهم والمدافعين عنهم “.
وأضاف ” لا أحد يستطيع أن يوفي أبناء صعدة حقهم إلا أن الجميع مستهدفون وبما تمثله محافظة صعدة وأبنائها اليوم من رقم صعب أمام أمريكا وإسرائيل وآل سعود كما أصبحت اليمن رقما صعبا كبيرا جدا ” .
ولفت الأخ صالح الصماد إلى أهمية التنبه للمؤامرات ومحاولات الأعداء فتح الجبهات واستهداف الجبهة الداخلية بإثارة النزاعات الداخلية لحرف أنظار أبناء صعدة عن معركتهم الحقيقية بشتى الطرق والأساليب وإخراج المجتمع من النور إلى الظلمات وإغراق المجتمع في الفساد والمشاكل حتى يسهل عليهم النيل من اليمن وأبنائه الذي أثبت الوقت والتجربة أن الرجال الذين قهروا العالم بصمودهم وثباتهم ووعيهم ستسقط هذه المؤامرات تحت أقدامهم.
وأشار إلى حساسية المرحلة وخطورتها والظروف المحيطة باليمن اليوم وأن صعدة ستكون في أولوياتها وأنه لولا العدوان الذي قضى على البنية التحتية لكانت الحكومة تعقد اجتماعاتها في صعدة التي أصبحت السلطة المحلية وقيادة المحافظة تزاول أعمالها من تحت الأشجار .
وقال” لقد مثلتم درعا حصينا أسقط المؤامرات على هذا الشعب وستجعل الحكومة من أولوياتها المحافظة ومديرياتها الحدودية رغم الظروف وكان يفترض لو لم تكن بعض المنظمات مسيسة أن تغرق صعدة في المساعدات كغيرها من المحافظات التي لم يحصل في تاريخ الحروب أن تصبح محافظة وسكانها يزيدون عن مليون نسمة هدفا عسكريا وكل شيء مباح ومستباح دون أن نسمع أي صوت لأي منظمة دولية “.
وأضاف ” لقد سقطت كل الشعارات والعناوين التي كانت تدعي رعاية حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة وحقوق التعليم لتصبح شعارات جوفاء زائفة أين حقوق النساء والأطفال وكبار السن والصحة والتعليم؟، لقد عرفنا أن علينا أن نتكاتف ونتعاون والإصرار على المضي في مشوار التحدي والصمود”.
وتابع “إنهم لم يقدموا لإخواننا في عدن وأبين غير تمكين القاعدة وداعش من رقاب أبناء اليمن في تلك المحافظات لأنهم لا يريدون لنا غير الشر والهزيمة تحت أقدامهم التي يأباها الله لنا والتضحيات الجسيمة التي قدمها آلاف الشهداء “.
وشدد رئيس المجلس السياسي الأعلى على أهمية الوعي الذي يحمله أبناء اليمن وقبائل صعدة والرهان عليهم وأن الوفاء بحق أبناء صعدة قليل وهم يمثلون سند للقيادة السياسية في مواجهة التحديات حتى استكمال المشوار ومواصلة التحدي وأن يكون الجميع في مستوى التحدي ومن منطلق ما يعرفه الجميع عن حقيقة العدوان والحقد الذي يكنه آل سعود تجاه اليمن ومحافظة صعدة وما يمكن أن يصنعوه بأبناء اليمن وصعدة إن تمكنوا من أي خرق .
وأردف قائلا ” إن العدو المفلس على وشك الإنهيار وأن الكلمات والمواقف التي سجلها ممثلي مديريات محافظة صعدة الحاضرين في اللقاء هي مؤشر الإنتصار ومعرفة الجميع أن الهدف الرئيسي من عتادهم وقوتهم وسلاحهم كان خلق الهزيمة النفسية في صدور أبناء صعدة وغيرها من المحافظات إلا أن المؤشر القوي والثابت للصمود والتحدي والعزم والإرادة تجعل كل قوة العدوان خاوية وان قوة القلوب جعلت سلاح الكلاشنكوف جعلت له الأثر الفعال في كل الجبهات “.
وحيا الأخ صالح الصماد كافة أبناء صعدة وذوي الشهداء والجرحى .. مؤكدا على أولوية الاهتمام بالأساسيات الحياتية في المديريات المنكوبة وكامل المحافظة التي أصبحت تعرف بالمحافظة الصامدة والصامتة التي تعاني بصمت ويستشهد أبنائها ويشيعون بهدوء وهو ما يدل على مستوى الصبر والصمود والثبات والوعي .
فيما أكد رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور أن محافظة صعدة شكلت درعا منيعا للهوية اليمنية بأكملها .. موضحا أن تركيز العدوان على المحافظة يأتي من خلفية الصمود الأسطوري والتاريخي الذي خطه أبنائها .
وقال ” عندما فكر العدوان بغزو اليمن فكر في كسر العمود الفقري لهذا الوطن بضربه لصنعاء وصعدة باعثا برسالة مفادها أنه يستطيع أن يكسر إرادة هذا الشعب اليمني العظيم بضرب الرأس والعمود الفقري إلا أنه فشل فيما خطط له لأن طوقا قد شكل حول الهوية اليمنية وجيشا من الشعب تشكل لحماية الكرامة اليمنية”.
وأضاف ” لقد كان لصعدة الريادة في مواجهة العدوان وصده وهو ما يوجب على حكومة الإنقاذ الوطني تقدير الصمود والمكانة والموقف العظيم الذي سيسجله التاريخ بأحرف من نور وأن العدوان وهو يتجاوز 700 يوم بعد أن كان لا يتوقع أنه سيجد مثل هذه المقاومة والصمود والتحدي وأن خططه لم تكن تتعدى الأيام والأسابيع بعد أن حكم على اليمنيين حكما سطحيا لا زال قائما بالقدرة إخضاع الشعب اليمني لمشيئة وإرادة الدولة المتكبرة والمتجبرة في الإقليم بمسمى مملكة آل سعود الذين أمعنوا كثيرا في دماء اليمنيين وخاصة أهلنا في صعدة”.
وأعلن رئيس الوزراء عن تخصيص جلسات خاصة للحكومة بشكل متواصل حول محافظة صعدة ومعاجلة مشكلتها بحسب المتاح والعمل بشكل تكاملي مع قيادة المحافظة لإستمرار الخدمات والمصالح الأولية وبما يخدم الموقف البطولي والصامد لأبناء المحافظة وفي مقدمتها الخدمات الصحية والتعليمية بالمحافظة المستبسلة في الصمود كخيار في وجه من إعتقد أنه بأمواله يستطيع أن يركع هذه الأمة العريقة.
وأوضح إعتماد العدوان على المرتزقة من الخارج والبعض من الداخل وما لحق به من فشل وعار ولعنة الدماء التي سفكها والأرواح الطاهرة التي أزهقت واليمن لم تعتد على أحد نتيجة التكبر والغرور السعودي وتجييش المال السعودي للوقوف ضد إرادة الشعب اليمني وأن الصمود الذي سجله أبناء صعدة يوضح حقيقة الهوية والشخصية اليمنية.
بدوره أعرب مستشار رئاسة الجمهورية خالد باراس عن سعادته بالإلتقاء برجال صعدة الذين يمثلون تميزا يمنيا خاصا في محافظة متميزة برجالها الشرفاء المناضلين الذين كان قدرهم وقدر محافظتهم أن يكونا طليعة ثورة غيرت الكثير من ملامح المجتمع الذي كان راكدا وكان بحاجة للثورة الشعبية الفعلية .
وقال ” إن عوامل النصر لأي شعب وثورة تدافع عن الحق والأرض والوطن هي عوامل أساسية ومتميزة وخاصة في مواجهة العدوان الغاشم الذي يمتلك المال والسلاح والدعم الدولي وبعض العرب والمسلمين إلا أنه لا يمتلك ما يمتلكه أبناء اليمن من عزيمة وإيمان بالحق والدفاع عن الأرض والعرض والوطن وهي العوامل الأكيدة للنصر الواضح”.
وأضاف ” لقد دمر العدوان الكثير في البلد ولكنه لم يدمر الإيمان والإرادة بأننا على حق ونحن على ثقة بأن الهيمنة والمال ستسقط أمام إرادة الشعب كما حصل مع شعوب أخرى مثلما واجهة الكفاح ضد العدوان المشابه وانتصرت رغم هيمنة أمريكا وكل من معها لأن الله لا ينصر الظلم وإنما ينصر الحق والعدل وأن على أبناء المحافظات الأخرى أن يقفوا مع محافظة صعدة ولن يستطيع العدوان أن يصل إلى ارض المقاومين والصامدين هم الأغلبية فيها مهما أحرق ودمر فيها “.
كما استعرض محافظ صعدة محمد جابر في كلمته الأحوال المعيشية العامة لسكان المحافظة التي أعلنتها السلطة المحلية منطقة منكوبة بعد أن أعلنها تحالف العدوان السعودي الأمريكي منطقة عسكرية مغلقة واستمرار استهدافها بكل أنواع الأسلحة والصواريخ والذخائر المحرمة دوليا .
وأشار إلى تخلي المنظمات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات المتشدقة بحقوق الإنسان عن محافظة صعدة وصمتها عن قتل نساء وأطفال المحافظة وتدمير بنيتها الأساسية ومفاقمة نتائج الحروب الست التي خلفت حينها ما يزيد عن ستة آلاف و500 شهيد و 20 ألف يتيم وتدمير 27 ألف و15 منزل ومنشاة ومدرسة ومسجد ومفاقمة العدوان لهذه الكارثة بأشكال مضاعفة.
وقال ” لقد تدمر كل شيء بالمحافظة ولم يبق فيها إلا مصنع الرجال وهؤلاء الرجال أبناء الرجال وآباء الرجال يبذلون النفس والنفيس في الدفاع عن اليمن والحدود، واستعدادهم للسلام القائم على الكرامة والحرية لا الإستسلام فالمواطن في صعدة يأبى أن يساوم على كرامته وأرضه وعرضه وحقه وتقديمه نفسه فداء في سبيل عزته مهما كان الثمن والخيار الوحيد هو النصر فقط “.
وأكد المحافظ عوض أهمية التجاوب السريع مع ظروف المحافظة ومتطلباتها العاجلة في الجوانب الصحية والتعليمية والخدمية وتخفيف الضغوط على المكاتب التنفيذية وما تعانيه من إشكاليات .. مشيدا بالدور الهام والحيوي للمشائخ والأعيان في الدفاع عن الوطن ورفد الجبهات ومعاجلة المشكلات المحلية رغم ما يتعرضون له من استهداف مباشر ومستمر من قبل العدوان وتهميش أدوارهم في العقود الماضية .
وتمنى المحافظ للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ التوفيق والنجاح .. معاهدا الجميع بالدفاع عن الأرض والعرض والكرامة والوطن وأن يستمد الجميع العون من بعضهم البعض بعد الله تعالى .
في حين أكد رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام في كلمته أن مشائخ صعدة صامدون وصابرون وثابتون مهما كانت الظروف السابقة والحالية وحرصهم على تفعيل القبائل التي تعتبر من أنصار الوطن على مر التاريخ .
وقال ” من المهم أن تترك للقبائل فرصة مواجهة العدوان وإحياء المبادئ القبلية الرادعة وما ورد منها في وثيقة الشرف القبلية كمبدأ البراءة والعزل لمواجهة الخونة والعملاء الذين لم يستجيبوا لقرار العفو العام وأن ينفذ بحقهم إعلان البراءة والعزل “.. لافتا إلى أهمية استئصال الفساد والمفسدين كواحدة من أولويات العمل الواجبة الآن وإقامة مبدأ الثواب والعقاب ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب من أجل تحقيق أهداف وتطلعات ثورة الشعب وإقامة العدل المرتبط بتنزيه مؤسسات الدولة.
وكان ممثلي مديريات محافظة صعدة قد قدموا مداخلات استعرضوا من خلالها الأوضاع العامة في المديريات وما يرتكبه العدوان السعودي الأمريكي فيها من جرائم ومجازر تجاوزت لكل الأعراف وما هو مألوف وغير مألوف في الحروب عبر التاريخ .. منوهين بتجربة القبائل اليمنية في صعدة ومديرياتها مع آل سعود في التاريخ المعاصر .
وأكد مشائخ وأعيان مديريات صعدة أن الجميع قائمين في مديرياتهم رافعين الرؤوس شامخين وثابتين ومتحدين للعدوان وأن الصمود والثبات حتى النصر هو الخيار الوحيد وأنهم جميعا في عهد مع الله والوطن في صد العدوان والانتصار للوطن وأبنائه والوفاء لدماء الشهداء مواصلين الكفاح ضد العدوان والعمل وفق توجيهات القيادة، آخذين بأسباب النصر حتى يتحقق .
وأوضحوا أن مديريات صعدة وأبنائها قد تجاوزوا مرحلة الصمود حتى صار بإمكانهم تصديره إلى العالم المقاومة للإمبريالية والهيمنة الأمريكية واستمرار قوافل العطاء من المال والرجال في مواجهة عدوان غاشم على صعدة وكامل اليمن وهي أرض السلم والسلام والإسلام التي لم تعتدي على أحد ولن يركعها أحد.
حضر اللقاء أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري ومدير مكتب رئاسة الجمهورية محمود الجنيد.