.. إحتلال الساحل الغربي لليمن بجيوش أفريقية .. وأمريكا أولاً من أجل يهودية فلسطين – الأبعاد والمصير
قراءة – جميل أنعم العبسي
بريطانيا هي الدولة اليهودية الأولى بالعالم، حيث تمكن “توماس كرومويل” عام 1290م، من القضاء على الكنيسة الكاثوليكية، وفي عام 1390م تمكن “أوليفر كرومويل” من محو أثر النصرانية في بريطانيا، وزعم أن “يهوه” اوحى له بذلك، وادعى النبوة وقال بأنه خليفة النبي “حزقيال” (النبي ذو الكفل) وطبق شريعة التوراة الحرفية في البلاد ويجعل من بريطانيا دولة يهودية تامة، وكان يدعي أن الرب أختار بريطانيا بديلاً عن إسرائيل، لتقوم بتحقيق الوعود التي وعدها لليهود، وأن بريطانيا هي الطريق إلى فلسطين، وبعد تهويد بريطانيا تحولت إلى دولة إستعمارية فاحتلت بريطانيا الهند عام 1790م، ويشير الكاتب الانجليزي الشهير “لامبو لان” في مؤلفه المسمى “مملكة اليهود في بلاد الانجلو ساكسون” فيقول أن ثلاثة من اليهود شغلوا مركز نائب الملك في الهند وحكموا تلك القارة الواسعة بإسم الأمة البريطانية، وهم “مانتاكو” ، “ويليام ماير” ، “الكونت ريدنك”، وقد لعب هؤلاء اليهود الدور المعروف في إنشاء الكيان السعودي والكيان الصهيوني، وفي عام 1745م نبت قرن الشيطان في نجد الوهابية التكفيرية السعودية، إمارة الدرعية، أو الدولة السعودية الأولى، والتي كفرت العرب والمسلمين، والمسلم هو من آمن بالسنة التي يسير عليها “محمد بن عبدالوهاب”، وانتشر التكفير في كل شبه الجزيرة العربية حتى حضرموت وعمان والبصرة وضواحي دمشق، فتم تدمير الجيوش العربية واضعاف السلطنة العثمانية، والقضاء بالكامل على جيش مصر محمد علي باشا وزوال دولته نهائياً .. وحسب التعاليم الوهابية فإن الهند دولة مشركة وكافرة والتجارة معها حرام، وتم منع السفن التجارية الهندية من الرسو في مواني الخليج والبحر العربي والساحل الغربي للبحر الأحمر، بل وسلبها ونهبها .. وخطوط الملاحة البحرية العالمية مهددة من التكفير الوهابي الذي أمعن بقتل الشعب العربي المسلم، مما شكل مبرراً قوياً لبريطانيا للحضور للمنطقة للسيطرة على خطوط الملاحة البحرية من الهند إلى البحر العربي وعدن وساحل عمان وامارات الصلح البحري السبع وقطر والبحرين والكويت ومضيق باب المندب والساحل الغربي للبحر الأحمر وشق قناة السويس والعبور إلى البحر المتوسط ثم أوروبا التي تنعم بخيرات وثروات الهنود والعرب .. والمبرر هو حماية العرب من وحشية الوهابيين، بمسمى معاهدات الحماية البريطانية وضمان التجارة بين الشرق الهند والغرب أوروبا .. وتم إعلان سياسة “الوئام البريطاني” والتي يقصد بها سيادة المصالح التجارية البريطانية في المحيط الهندي حتى الخليج العربي والبحر المتوسط وعدم السماح بدخول دول أخرى إليه .. والمحصلة النهائية إحتلال فلسطين وتقسيم الوطن العربي، وصدور قرار التقسيم في عام 1947م لفلسطين دولة يهودية بمساحة 56% ودولة فلسطينية على مساحة 44% والقدس الشرقية عاصمة للعرب .
واليوم .. نعم اليوم، يُراد نقل السفارة الصهيونية للقدس الشرقية واعلان يهودية فلسطين على كامل التراب الفلسطيني بعد طرد فلسطينيي الضفة إلى الأردن وفلسطينيي غزة إلى سيناء، بعد حرب إسرائيلية خاطفة تأتي بعد السيطرة على الساحل الغربي لليمن، واعلان خط الملاحة البحري من الخليج العربي وساحل عمان والبحر العربي وعدن والساحل الغربي والشرقي للبحر الاحمر منطقة بحرية عسكرية مغلقة لأمريكا وبريطانيا واسرائيل وموالاتهم من العرب والأفارقة، والقيام بحرب عالمية ثالثة أو حرب اقليمية مصغرة تنتهي إلى يهودية فلسطين بشرعية أممية جديدة، تشرعن أيضا تقسيم الوطن العربي إلى 66 شعب ووطن جديد مناطقي وطائفي وعشائري، مرحبين ومهللين بالشرق الأوسط الكبير اسرائيلياً والقزم عربياً .
واستعصى وتمرَّد الساحل الغربي لليمن على الصهيونية العالمية بعد تطويع الجميع والكل من الخليج العربي وجزر سقطرى وميناء عدن وقاعدة العند وسواحل أبين وشبوة وحضرموت حتى تبوك وجدة وصنافير وتيران حتى ميناء إيلات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعجز تحالف العدوان لبني سعود وشرعيه قميص هادي عن إحتلال الساحل الغربي، وبأي شكل وصورة كانت، لانعدام العنصر البشري الخائن والعميل من أبناء الساحل، عنصر بشري يشكل ذراعاً عسكرياً بالداخل ليكون جسراً للعدو الخارجي بالعبور إلى الداخل الوطني، على غرار ما توفر له نسبياً وجزئياً بالمقاومة الجنوبية في الحراك، ولواء الصعاليك في تعز، والإخوان في نهم ومأرب، وجماعة 13 يناير 1986م، وجماعات التكفير الوهابية، وغيرهم من الذين لم يتجاوزا عقدة الصراعات الماضية من أجل وطنية اليمن والأمة العربية والاسلامية .. فعقدة نقص العنصر البشري للعدو الداخلي والخارجي هي نقطة الضعف الرئيسية لحلف اليهود والنصاري وموالاتهم، والذي لجأ إلى الخطاب العنصري المناطقي والطائفي لحشد وتحشيد مقاتلين بالعنصرية والارتزاق .. فكانت لعبة الجنوب العربي، وتعز تعز، والمجوس والروافض والزيود والشيعة، والفشل من نصيبهم، فكانت أمريكا أولاً، واليمين الأوروبي المتطرف والاسلام إرهاب وجيوش افريقية لاحتلال الساحل الغربي لليمن وتطويق الوطن العربي بالكامل من البحر والجو والانطلاق نحو الداخل لتمرير المشروع الصهيوني المتعثر من الساحل الغربي، ومن المعطيات المؤيدة لذلك :-
1- في منتصف عام 2016م قام رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بزيارة إلى كينيا، ومنها أعلن عن قيام تحالف افريقي لمحاربة الارهاب في البحر الأحمر ويضم هذا الحلف (إسرائيل – كينيا – أوغندا – جنوب السودان – أثيوبيا – أريتيريا) وجميع هذه الدول غير إسلامية، واراضيها وجزرها قواعد إسرائيلية، هذا الحلف ربما يكون رأس حربة لاحتلال الساحل الغربي وبمبرر محاربة الارهاب الاسلامي، وغيرها من المبررات التي ستظهر في حينها.
2- ترامب أمريكا أولاً يُصدر قرار تنفيذي بإعتبار 7 دول إسلامية وعربية أرضاً وانساناً دولاً ارهابية، وبصرف النظر عن معارضة الداخل الامريكي إلا أنه مؤشر من مؤشرات الاسلام إرهاب، ويقر الجرعة الأولى من جرعات ستتوالى وتشمل كل العرب والمسلمين، بإستثناء من يعلنون العلمانية الأمريكية الصهيونية، مثل تونس حركة النهضة الاسلامية للغنوشي التي فصلت الدعوة الاسلامية عن العمل السياسي لذلك لم تدخل تونس في قائمة الارهاب الترامبي .. وايضا باستثناء من يعترف ويطور علاقاته بإسرائيل مثل مصر والسعودية والإمارات وباكستان .. وبحسب تصريح الادارة الامريكية لم تدخل هذه الدول بالقائمة لأنها طورت مستوى علاقاتها بإسرائيل، وتركيا كذلك طبعت العلاقة بالكامل مع اسرائيل بعد 7 سنوات من تمثيلية سفينة مرمرة والخلافة الاسلامية الوهمية .. ودخلت السودان القائمة لأنها رفضت إرسال جيشها لاحتلال الساحل الغربي لليمن واكتفت بإرسال مرتزقة الجنجويد، وهذا لا يكفي، فكانت إرهابية، وتظل ورقة ضاغطة لترسل جيشها وتندفع أكثر وأكثر .
3- شعار “أمريكا أولاً” يهدف إلى بعث قومية أمريكية شعبية عارمة، تؤيد سياسة ترامب العالمية تجاه الأجانب عامة وخاصة العرب والمسلمين، وحشد مقاتلين بالعنصرية اليمينية لمحاربة الاسلام إرهاب، وحل مسألة عقدة نقص العنصر البشري بإرسال المارينز إلى الوطن العربي والعالم.
4- اعتراف أمريكا أولاً بالقدس الشرقية عاصمة للكيان الصهيوني، ولاحقاً نقل سفارات أمريكا والغرب اليميني للقدس، ماهي إلا مؤشرات لزوال شرعية الأمم المتحدة التي شرعنت تقسيم فلسطين، وبحرب قادمة ستظهر شرعية أممية جديدة تشرعن يهودية فلسطين بالكامل، مع شرعنة الكيانات المناطقية والطائفية بالوطن العربي، وما يدعم ذلك هو ظهور مصطلح المناطق الآمنة في سوريا واليمن، والذي أطلقه ترامب وأيده الملك السعودي سلمان، والمناطق الآمنة هي من قسمت يوغسلافيا السابقة، ومزقت العراق، والمحصلة زوال دول كاليمن وسوريا والعراق ومصر والسعودية وليبيا ..الخ .
5- محاولة تطويق كلاً من سيعارض المشروع الصهيوني الجديد، فكانت روسيا بتطويقها من شرق أوروبا والبلطيق بالدرع الصاروخي والقواعد الأطلسية وحرمانها من البحار الدافئة في أوكرانيا والمتوسط، وتمكن بوتين من أوكرانيا بضم شبة جزيرة القرم والحضور إلى سوريا وبقاعدة بحرية كبيرة في طرطوس السورية .. ويجري حالياً تطويق الصين واشغالها بحرب مع اليابان أو تايلاند في بحر الصين الشرقي، والصين تقوم ببناء قاعدة عسكرية في جيبوتي لتحذو حذو روسيا بوتين .. وهذا لا يكفي إلا بحضور عسكري بحري صيني في البحر الأحمر يرتقي إلى حضور روسيا إلى سوريا وليلتقي حلف الصين واليمن من البحر الاحمر بحلف روسيا وسوريا بالمتوسط مع إيران بالخليج العربي .. وباكستان قائدة الحلف الاسلامي السني ستنكفئ للداخل الباكستاني على وقع الاشتباكات بالحدود الهندية الباكستانية معلنة وفاة تحالف بن سلمان الاسلامي السني .. وتركيا وبرغم كل خدماتها للغرب والصهيونية وبعد اشغالها بالداخل بالانقلاب والارهاب الداعشي ها هي اليونان تفتح جبهة سياسية واعلامية ضد تركيا ربما تتطور إلى صدام عسكري يستنزف الجيش التركي .. والاتحاد الاوروبي عارض غزو واحتلال أمريكا للعراق 2003م وبريطانيا الدولة اليهودية الأولى بالعالم تدق أول مسمار في نعش الاتحاد الاوروبي بخروجها من الاتحاد ومسامير النهاية للاتحاد الاوروبي بنظر وصول اليمين الاوروبي للحكم خاصة فرنسا وألمانيا والنمسا وبلجيكا مع تنامي الشعور العنصري تجاه الاجانب خاصة العرب والمسلمين، والذي سيزداد أكثر واكثر بفعل سواطير وسكاكين داعش والقاعدة، وها هي فرنسا تتجه لليمين المتطرف في انتخابات مايو 2017م بفعل السواطير الداعشية، وفضائح يمين الوسط وهزالة اليسار الفرنسي، وفي ألمانيا يقبل المواطن الألماني على شراء كتاب “كفاحي” للزعيم النازي “أدولف هتلر” كمؤشر على تنامي اليمين العنصري، والمحصلة نهاية الاتحاد الأوروبي والاسلام إرهاب وظهور حلف يميني أوروبي جديد ينظم إلى أمريكا أولاً وحلف نتنياهو الأفريقي والعرب والمسلمين ارهابيون حينما حلوا وأينما كانوا .
6- بتدمير الفرقاطة السعودية “المدينة” في الساحل الغربي، وتوصيف الإعلام المعادي للعملية بأنه عمل إرهابي للزوارق الانتحارية الحوثية الارهابية، وهذا التوصيف الذي إنتقل من مصطلحات الميليشيات الانقلابية والمتمردة والمخلوع، إلى العمل الارهابي، فذلك مؤشر هام يشرعن الانتقال من التحالف العربي والاسلامي السني لعدوان إعادة شرعية هادي، إلى التحالف الافريقي الامريكي الانجليزي الاسرائيلي وموالاتهم لمحاربة الإرهاب الحوثي الايراني، ثم الارهاب الاسلامي الذي يهدد سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر والخليج والبحر العربي حتى ميناء إيلات في الأراضي الفلسطينية المحتلة .. وبالتالي فإن الساحل الغربي لليمن هو منطقة ومؤشر هام إما لميلاد يهودية فلسطين أو دفن يهودية فلسطين، وما بعد الدفن الكيان السعودي والصهيوني في ذمة التاريخ .. ومؤشر عسكرة الساحل الغربي حتى تاريخه، حضور المارينز الأمريكي لليمن وبشكل لافت للنظر بعد مقابر مرتزقة المقاومة الجنوبية في سواحل المخأ وباب المندب، واغراق المدمرة السعودية في البحر الأحمر، وتجلى هذا الحضور في عملية المارينز الامريكي في البيضاء ووصول المدمرة الامريكية كول إلى باب المندب وانتشار القاعدة وداعش في أبين وسينتشر إلى عدن والضالع ولحج حتى رداع وتعز والبيضاء، والمناورات العسكرية لأمريكا وبريطانيا واستراليا وفرنسا في البحرين، وكل ذلك أتى بعد تصريح لمركز الأزمات الدولية بأن القاعدة في اليمن أصبحت أقوى من أي وقت مضى، ولم يوضح التصريح بأن القاعدة تتواجد في مناطق شرعية هادي والتحالف السعودي الامريكي الصهيوني .. تلك مؤشرات لاستقدام تحالف نتنياهو الافريقي لاحتلال الساحل الغربي لتغطية عقدة النقص بالعنصر البشري الخائن والعميل .
والخلاصة ..
فأن مشروع يهودية فلسطين وحتى مشروع أرضك يا إسرائيل من النيل للفرات، سيدفن في الساحل الغربي لليمن، وسيغرق في مياه البحر الأحمر لليمن، وذلك ليس توقعاً أو رجماً في الغيب، بل وعداً إلهياً، نعم.. وعد من الله سبحانه وتعالى بالمصير المحتوم لحلف موالاة أمريكا وبريطانيا واسرائيل بالخسران والذل والهوان بالدنيا نعم بالدنيا قبل الآخرة هذا أولاً .. وثانياً وكما أفشل الأوس والخزرج ظهور مملكة اليهود في يثرب وبالملك اليهودي الغير متوج “عبدالله بن أبي بن سلول” الذي تحول لاحقاً إلى زعيم المنافقين .. فإن أحفاد الأوس والخزرج، أحفاد الأنصار في الساحل الغربي لليمن سيجعلون سواحل وشواطئ تهامة اليمن مقابر برية للغزاة الأفارقة والأمريك، كما جعلوا سواحل وشواطئ باب المندب والمخأ مقابر للمرتزقة من مقاومة الجنوب وبالبلاك ووتر والجنجويد السوداني والسعودي والاماراتي، وكما كان البحر الأحمر مقبرة بحرية للفرقاطة السعودية المتصهينة وبسلاح نوعي واحد فقط، فإن المياه الاقليمية اليمنية في البحر الأحمر لن تتحول إلى مقابر بحرية للغزاة الأفارقة وحسب، بل أن مياه البحر ستتحول إلى مياه حمراء من دماء الأفارقة والأمريك وعبيدهم وبأسلحة نوعية جديدة لم تُشاهد أو تُرى في المناورات والمعارض العسكرية، أسلحة نوعية من المصنع إلى المستهلك مباشرةً سترونها وهي تُقبِّل البارجات المعادية وتحتضن الصواريخ القاتلة وطائرات الموت الصهيونية وتفرقها في مياه العزة والكرامة والشموخ .. والمجد لليمن كل اليمن، وللعرب كل العرب، وللمسلمين كل المسلمين، حتى الإنسانية جمعاء .. وكفى بالله هادياً ونصيراً .