صحيفة رأي اليوم اللندنية : لماذا قصف التحالف “الحوثي الصالحي” الرياض وليس جدة او الطائف بصاروخ باليستي وبعد أيام من قصف الفرقاطة السعودية؟ هل هي رسالة يمنية لترامب والعاهل السعودي معا؟
يمانيون../
* اننا نعيش هذه الأيام “عصر الصواريخ”، وازماته، وتوتراته، فيما يبدو، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ يقرع طبول العقوبات ضد ايران بسبب تجربتها اطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى، ويحشد لاعادة احياء محور الاعتداء العربي استعدادا لاحتمالات المواجهة العسكرية غير المستبعدة، وها هو التحالف “الحوثي الصالحي” يعلن رسميا عن اطلاق صاروخ باليستي باتجاه قاعدة عسكرية غرب العاصمة السعودية الرياض، ويؤكد انها، أي العاصمة، باتت في مرمى الصواريخ.
اللافت ان اطلاق هذا الصاروخ يأتي قبل ايام معدودة من دخول “عاصفة الحزم” السعودية عامها الثالث، وبعد أيام من اعطاب فرقاطة عسكرية بحرية سعودية بصاروخ قبالة ميناء الحديدة اليمني، وقتل اثنين من بحارتها واصابة ثلاثة آخرين.
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قال في بيان صادر عن اجتماع لمجلس الوزراء اليوم (الاثنين) انعقد برئاسته، وقرأه على الصحافيين السيد عادل الطريفي وزير الاعلام: “ان الهجوم الارهابي الذي تعرضت له فرقاطة سعودية اثناء قيامها بدورة مراقبة قرب ميناء الحديدة لن يثني قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن من مواصلة عملياتها العسكرية”.
بيان مجلس الوزراء السعودي لم يتطرق مطلقا للصاروخ الباليستي الذي جرى اطلاقه نحو الرياض، على عكس ما حدث للصواريخ الاخرى التي اطلقت على قاعدة عسكرية في الطائف، او باتجاه مطار الملك عبد العزيز في مدينة جدة، حيث جيشت الحكومة السعودية اعلامها والعديد من الدول الإسلامية، لادانة هذه الصواريخ ومن يقف خلفها، لانها كانت تستهدف مكة المكرمة، حسب البيانات الرسمية.
هناك عدة تفسيرات لهذا التجاهل، ابرزها محاولة التعتيم رسميا على نجاح التحالف “الحوثي الصالحي” في تطوير او تملك مثل هذا النوع من الصواريخ، لعدم اثارة قلق سكان العاصمة السعودية ومخاوفهم، وشعورهم بأنهم في دائى الاستهداف، وان ذيول الحرب اليمنية بدأت تصل اليهم.
ايران هي الدولة الأكثر خبرة في تكنولوجيا الصواريخ في منطقة الشرق الأوسط، لانها ارادت من خلالها تعويض عجزها في مجال الطيران نتيجة للخطر المفروض عليها أمريكيا وروسيا في هذا الميدان، وقامت بتصدير هذه التكنولوجيا الى سورية و”حزب الله” في لبنان، وحركة “حماس″ في قطاع غزة، ولن يكون غريبا بالنسبة الى الكثير من المراقبين ان تكون صدرتها أيضا الى حلفائها الحوثيين في اليمن، مع التذكير في الوقت نفسه ان علاقات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بحكومة كوريا الشمالية وروسيا كانت جيدة أيضا.
استهداف الرياض وليس جدة او الطائف، بهذه الصواريخ ربما جاء لسحب الذريعة السعودية الرسمية التي تقول ان الحوثيين وحليفهم صالح يريدون تدمير مكة المكرمة، الامر الذي أوقع السلطات السعودية في حرج كبير فرض عليها الصمت للأسباب المذكورة آنفا.
لا نعتقد اننا سنرى احتفالات بدخول “عاصفة الحزم” عامها الثالث في العاصمة السعودية الرياض، لان معظم الأهداف التي انطلقت هذه العاصفة من اجلها لم تتحقق، بل أعطت نتائج عكسية تماما، ابرزها الاستنزاف المالي والبشري للحكومة السعودية، وعدم استعادة العاصمة اليمنية صنعاء من ايدي حكامها القدامى الجدد، والقائمة تطول.