هكذا تجد إسرائيل نفسها في الجانب ذاته من المتراس مع السعودية ضد اليمن
هكذا تجد إسرائيل نفسها في الجانب ذاته من المتراس مع السعودية ضد اليمن
قال الخبير الأمني في صحيفة “يديعوت أحرنوت” الاسرائيلية” “، إن الحرب في اليمن على الحوثيين تدخل في مصلحة إسرائيل، وهي “فرصة لقطف ثمار استراتيجية حيوية لأمن الدولة”، وذلك فى مقال له، اليوم الجمعة، عنوانه “ساعة اليمن تدق“.
وأوضح أن جهاز الأمن في إسرائيل كان قد وجّه تحذيراً إلى السفن التجارية الإسرائيلية بوجوب التعاطي مع الشاطئ اليمني على أنه شاطئ دولة معادية، وذلك قبل أن تبدأ السعودية شن غاراتها في اليمن.
وقال: “هكذا تجد إسرائيل نفسها مرة أخرى في الجانب ذاته من المتراس مع الدول السنية المعتدلة (السعودية)، غير أن المصلحة المشتركة لإسرائيل والسعودية ودول الخليج لا تلقى تعبيرها“.
وأثّرت سيطرة الحوثي على الميناء اليمني المركزي في البحر الأحمر (ميناء الحديدة) على مسارات الإبحار، ومستوى التأهب والحراسة للسفن الإسرائيلية التي تجتاز مضيق باب المندب، وتدخل البحر الأحمر.
وبالنسبة للإسرائيليين، فإن سيطرة الجماعة المتمردة في اليمن على صنعاء وتمدد نفوذها في المحافظات اليمنية الأخرى، يعني انهيار النظام الذي يستند إلى السعودية والولايات المتحدة، وإقامة نظام جديد يستند إلى إيران، العدو اللدود لإسرائيل، فيبدو أن فيشمان يشير في مقاله إلى أنه لا مصلحة لإسرائيل في سيطرة إيران على مضيق باب المندب.
ويرى فيشمان أنه لن يكون هناك دور إسرائيلي في المعركة الجارية في اليمن غير المتابعة والتمني للسعوديين بنصر سريع وجارف، يعيد الوضع إلى سابق عهده، ويطرد الإيرانيين من البحر الأحمر.
وقال المحلل العسكري الإسرائيلي إنه “منذ أسابيع تدق ساعة القنبلة الإيرانية في إحدى النقاط الاستراتيجية الساخنة في المعمورة: مضيق باب المندب المؤدي إلى قناة السويس. أما الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة فتصمت وتنسق“.
ويعكس احتمال سيطرة الحوثيين على كامل اليمن بالنسبة لإسرائيل، وفق فيشمان، الخوف من خيار نصب إيران صواريخ شاطئ – بحر على الشواطئ اليمنية، “تمس بمسار حيوي بحري لإسرائيل من الشرق“.
وتابع: “تماماً مثلما تنصب مثل هذه الصواريخ اليوم على الشاطئ السوري واللبناني، تهدد الإبحار إلى موانئ حيفا، وفي المستقبل غير البعيد ميناء أسدود أيضاً“.
ويرى فيشمان أن “سقوط اليمن في أياد إيرانية سيعزز المحور الراديكالي الذي يهدد إسرائيل في مثل هذا الوضع، سيشكل اليمن نقطة انطلاق أفضل لتهريب السلاح من إيران إلى جهات تدعمها في سيناء وفي قطاع غزة“.
ويرى أن السعوديين استعدوا لإمكانية المواجهة مع الحوثيين على مدى أسابيع، وحشدوا قوات بحرية وبرية على طول الحدود مع اليمن.
وأشار إلى أن قضية باب المندب وحماية السفن الإسرائيلية في الشواطئ، دفعت كذلك الأسطول المصري للانضمام إلى السعودية في حربها على الحوثي.
ويعد حجم القوات التي حشدتها السعودية والتحالف الذي بنته بالتنسيق مع الأمريكيين دليلاً على أنهم لا يخططون لخطوة عسكرية محدودة، وفق فيشمان.
وعدّ المحلل الإسرائيلي أن هذه معركة “عاصفة الحزم” هي فصل آخر في المواجهة المستمرة منذ سنين طويلة بين المحور الراديكالي والمحور البراغماتي، بين الشيعة والسنة، مشيراً إلى أن النظام السعودي الجديد في إحساس من التهديد من الداخل ومن الخارج.
وأوضح أنه من الداخل السعودي هناك “الشعبية الكبيرة لتنظيم داعش في أوساط شرائح واسعة في المجتمع السعودي، مما يهدد استقرار النظام.. أما من الخارج، هناك محاولة الالتفاف الإيراني من خلال القبائل الشيعية في اليمن، وفي البحرين وفي جنوب – شرق السعودية“.
وقال فيشمان إن “بناء التحالف لمواجهة السنة للتهديدات الإيرانية هو المهمة المركزية للنظام في السعودية، ولهذا الغرض فقد حاول إقامة حلف سني من مصر وحتى تركيا، ولم تكن سيطرة الحوثيين على اليمن واردة من ناحية النظام، وكانت المواجهة العسكرية واقعاً، وفهم السعوديون جيداً بأن الغرب لا يعتزم التدخل بشكل مباشر“.
وأضاف أن السعوديين توصلوا إلى الاستنتاج بأنه “من أجل حماية مصالح السعودية، يمكنهم أن يعتمدوا على أنفسهم إسرائيل“.