الهدنة المزعومة.. والمساعدات المسمومة
بقلم / رياض مطهر الكبسي
كم يبدو لئيماً وزير خارجية آل سعود الجديد وهو يتحدث عن نية هدنة بغرض السماح للمساعدات بالوصول إلى اليمن، ويدعو من أسماهم الحوثيين للالتزام وعدم خرق الهدنة أو الاعتداء على المطارات، وكأن الذي يعتدي على مطارات اليمن هم اليمنيون.. كم يبدو سخيفا وهو يصرح بذلك محاولا تبرئة ساحته وإلصاق التهمة بغيره، كمن يحاول أن يحجب ضوء الشمس في وضح النهار..
* من السخافة والسذاجة التحدث عن هدنة ويُطلب من الطرف المعتدى عليه الالتزام بها وكأنه هو الذي اعتدى على المطارات، ويفرض حصارا خانقا لمنع دخول المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية.. في محاولة لفرض الهيمنة والوصاية على اليمن..
* من السذاجة والاستغباء أن يتحدث وزير خارجيتهم عن هدنة لتمكين المساعدات من الوصول إلى اليمن، وهم يفرضون طوقاً من الحصار الجائر.. ومازالوا يستهدفون المطارات لمنع وصول وهبوط الطائرات فيها، ومازالوا يشنون غاراتهم ويواصلون عدوانهم الغاشم ويقصفون بعض المحافظات بجنون وهستيريا إنهزامية يستخدمون فيها أسلحة محرمة دوليا في الحروب فما بالنا بعدوان غاشم.. فعن أية مساعدات يتحدثون وأي نوع من المساعدات يقصدون؟!..
* ماذا يظن.. هل يظن أن الشعب اليمني سينتظره كما ينتظر الأطفال في الدول الغربية ما يسمونه ” بابا نويل ” في ليالي أعياد الميلاد ليعطيهم الهدايا.. إن كان كذلك فهو واهم وأكثر استغباءً، فقد وصلتنا هداياهم ومساعداتهم – القاتلة والمدمرة – وليس في ليلة واحدة بل خلال الستة والأربعين يوما الماضية دون موعد مسبق ودون انتظار..
* إن كان يحاول التذاكي والتعتيم على الحقيقة ويظن أنه يستطيع إيهام أبناء الشعب اليمني أن نظام آل سعود يريدون مساعدة اليمن فهو غبي..
ويظهر غباؤه عندما بدا مغردا خارج سرب ما يجري ويصرح عن هدنة في الوقت الذي يصرح متحدثهم العسكري عن مضاعفة العدوان، في تناقض واضحٍ وهو ما يُظهر التخبط والانقسام داخل ما تسمى غرف عمليات تحالف العدوان المتناثر والمتساقط والمتلاشي، وبالذات غرف ودواوين قيادة التحالف العدواني..
* يستعينون بأمريكا وبوزير خارجيتها للتوصل لاتفاق لهدنة بغرض السماح للمساعدات بالوصول لليمن، كما يزعمون، وهم يعلمون أن أكبر مساعدة يقدمونها لأنفسهم هي وقف العدوان وترك اليمن وشأنه والالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية خاصة منها التجارية، وعدم اعتراض السفن المحملة بالمواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية الآتية إلى الموانئ اليمنية..
* اليمن ليست بحاجة للمساعدات التي تجود بها بعض المنظمات، أو دول العدوان والتي قد تكون كمن يضع السم في العسل، كمن يعطيك عسلا في ظاهره الصفاء وفي باطنه الغش والسموم..
إن كانت ثمة مساعدة يريدون تقديمها للشعب اليمني فهي تطبيق الاتفاقيات الدولية الخاصة بالتجارة..
رسالة أخيرة:
* ليس هناك من يسعى لمصلحتك دون مقابل، وليس هناك من يعتدي عليك ليُحقق لك مصلحة، يقتلك ليساعدك، على ماذا، على الوصول إلى القبر!!.. يهدم بيتك ليقدم لك الخير المزعوم، يشردك ليوصل إليك المساعدة المسمومة..
احذروا الخونة من الداخل والدخلاء من الخارج والذين قد يأتون من الخارج مع ما يسمى المساعدات من الصليب الأحمر وبرفقتها، أو من غيرها الذين قد يدخلون البلاد تحت اسم البعثات فيكونون أيادي وعيونا للعدوان ومخبرين ينقلون معلومات ويدسون الدسائس لإشعال الفتن والحروب في الداخل..
صحيفة الثورة