هذه الصورة التي أججت غضباً شعبياً في اليمن وقد تمهد لاقتحام مأرب
عبدالخالق النقيب – رأي اليوم
صورة الأم اليمنية التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن تصل إلى القيادة السعودية، ابعثوا بها إليهم، أخبروهم أنها كانت آخر ما مارسه جبروت حربهم في اليمن، يجب أن يفهموا أنها ليست لوحة تراجيدية تمرد على ألوانها فنان عالمي مهووس فأنتج بريشته هذا الكم الهائل من الحزن..!
على القيادة السعودية أن تحدق في صورتها فإن حفظتها جيداً لن تنخدع ثانية بغرورها وبتهويمات الحرب التي تواصل ركضها خلف انتصار صعب.. سيورطها في جرائم ومجازر إضافية.
صورة الأم اليمنية قد تمهد لاقتحام مدينة مأرب وتحريرها من سيطرة القوى الموالية للتحالف كما تعهد بذلك أبرز مشائخ قبائل مأرب، هذه الصورة لا تصلح إلا أن تكون وصمة عار في جبين الإنسانية ، إنها صادمة لأحرار العالم، كانت وحشية الحرب تتأرجح في عينيها المتقدة ، ومقلتيها المدماة تحكي الكثير من مآسي الحرب وتسرد تفاصيل غامضة لنازيتها وفادحة ما ترتكبه بحق الإنسانية برمتها، حدقوا في نظراتها وتجاعيدها وملامحها وستهتدون للكثير من الأسرار التي تنتب على وجوه اليمنيين بعد كل مذبحة يقفون عليها..!
بعد أن أخفقت قوات التحالف ولم تنجح بتحقيق أدنى أهدافها التي تم بها تبرير الحرب، انجرفت وحشيتها نحو ارتكاب مزيد من المجازر والمذابح بحق المدنيين، الآن بات كل اليمنيون هدفاً مرصوداَ لغاراتها، وأن من ينجو من مجازرها ينهض من تحت الأنقاض ولم يعد الخوف يسكن رأسه ولا مكان فيه سوى للثأر من حرب ظالمة بات محالاً أن تمر دون ثمن..!
صورة الأم اليمنية (حمده صالح) تختزل الشعور بالقهر الآدمي لكنها تكابر وتتغلب على سطوته وهي تقف على أطلال بيتها وقد تحول إلى ركام بفعل غارة جوية لطيران تحالف العدوان، هذه الحرب أبقت للأم تفاصيل مجزرة دامية بحق أسرتها المكونة من امرأتين وثلاثة أطفال في مديرية صرواح التابعة لمدينة مأرب، ظلت تبحث عن رفاتهم وتتمالك نفسها بجسارة وتبكيهم بإباء لتطفئ جمرة الروح، بينما تتأمل حسرتها في البعيد وهي تقرأ على روحها الناجية بعضا من كوارث الحرب التي صار في عنقها مئات المذابح والمجازر.. بينما العالم القواد يتفرج ويصفق..!
مآسي الحرب ووجعها الغائر في أصقاع الروح مزروع في عيني هذه الأم وفي نظرتها التي أججت غضباً شعبياً واسعاً ضد ما تبقى من عاصفة الحزم التي يشنها التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية ضد اليمن..! وتركت كل هذا الحزن الكبير يتجذر في نفوس اليمنيين، ولم يعد وحيداً، فكل يوم تنجبه الحرب يتقاسمونه سوية..!