القمة الخليجية ..أدوار القهر في زمن العبيد
بقلم / ابوبكر عبدالله
انتهت القمة الخليجية التشاورية بما يشبه الفضيحة، بعدما خلت صيغة البيان الختامي من كل ما هو سياسي حيال التحديات العاصفة بدولهم والمنطقة واكتفى بتوافق ضبابي ومضلل على عناوين القضايا التي ستكون محورا في اللقاء الذي سيجمع قريبا القادة الخليجيين بالرئيس الاميركي أوباما.
البيان الختامي كشف حال البؤس والهزيمة لدى هذه الانظمة التي بدت عاجزة عن تبني أي مشاريع جديدة لصالح اماراتها وممالكها الوراثية أو شعوبها أو المنطقة عموما ومدى استعدادها مواصلة التزاماتها الجديدة حيال ما تديره من حرائق في المنطقة من سوريا إلى العراق إلى اليمن.
نظام آل سعود المنهك بقيادته الجديدة الباحثة عن تثبيت أقدامها قاد هذه المرة التعهدات في إطار خليجي وتصدرها تبني ما سموه ” مؤتمر سوريا لمرحلة ما بعد الاسد” في صورة كشفت عن مرحلة جديدة من دورهم التخريبي في سوريا، كما تعهد “دعم جهود الحكومة العراقية للمصالحة وانهاء ملف “داعش” ودعم جهود تحقيق الشراكة” وكلها تلبي توافقات اميركية ايرانية سابقة ومرتقبة.
الشأن اليمني لم يكن غائبا بل حضر بقوة في مساعي الرياض إلى توريط البيت الخليجي بمحاولاتها المرتبكة احتواء التداعيات الخطيرة الناتجة عن عدوانها الغاشم على اليمن.
من الصيغة المرتبكة للبيان بدا ان هناك خلافات عاصفة دعت إلى تجاوز المحور السياسي والعسكري والامني إلى محور الوضع الانساني الذي وصفه بيان القمة بأنه ” صعب وخطير“.
هذا المحور كان الايجابي الوحيد في القمة غير أن السفة السعودي كان بارزا أيضا عندما اعتبر أنه ليس ناتجا عن عدوانه الغاشم على اليمن بل ” عن الممارسات غير المسؤولة للميليشيات الحوثية وميليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح“.
منح الخليجيون جوقة الخونة المقيمين في الرياض أمنيات يائسة وأعلنوا عزمهم “مواصلة الجهود لدعم التنمية في الجمهورية اليمنية واستكمال ما تم اتخاذه من خطوات وإجراءات نحو تعزيز التكامل والشراكة بين منظومة مجلس التعاون واليمن” وهو معطى مطاطي ليس له قيمة وجاء فقط ليواكب الهذيان الذي أطلقه الفار المطلوب للعدالة رياض ياسين في شأن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون.
القادة الخليجيون ازاحوا هادي وجوقة الخيانة التي معه وكشفوا في بيانهم الختامي عجزهم عن أداء دور ايجابي حيال اليمن، فكرروا الاسطوانة ذاتها بعزمهم “دعم جهود استكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة” تعزيزاً لأمن اليمن واستقراره” وكأن هذا البلد لم يتعرض لخراب ودمار شامل نتيجة أدوارهم القذرة لصالح القوى الكبرى.
امام الملف الايراني الذي سيحظى بنصيب الأسد في مشاورات لقائهم المرتقب مع أوباما فقد تركوه ضبابيا وافصحوا عن صيغة مرتبكة لم تختلف عن سابقاتها فاعلنوا عزمهم ” تأسيس علاقة طبيعية مع ايران على اساس عدم التدخل” ليقولوا للعالم أن هذا الشأن ليس من اختصاصهم بل من اختصاص واشنطن واسرائيل فقط.
كان البعض يأمل من هذه الزمرة الوراثية جديدا يدل على أن لديهم قدرا قليلا من المسؤولية حيال التحديات التي تواجه بلدانهم وشعوبهم لكنهم أصروا إلا ان يكونوا عبيدا.