جرائم السعودية في اليمن أكبر من ان يغطيها اخطبوطها الإعلامي
بقلم / جعفر صادق
“يتحدث المحيطون بمحمد بن سلمان أنه اشترى مئة ألف حساب في “التويتر” ووظف عدداً كبيراً من الكوادر في تشغيل هذه الحسابات لأجل الترويج لنفسه” ، هذه المعلومة نقلها المغرّد السعودي الشهير في موقع “تويتر” المعروف باسم “مجتهد” ، تعكس مدى اهتمام و ولع زعماء السعودية بالاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ، حيث يتم تخصيص مبالغ ضخمة في هذا المجال تتجاوز كل تصور.
اهتمام السعودية وبعض الدول الخليجية الاخرى مثل قطر ، بالاعلام جاء كحاجة ضرورية بهدف التغطية على قبح الانظمة الحاكمة في هذه الدول ، والتي لا تشبه اي نظام آخر في العالم ، فهي انظمة ليست قبلية حتى ، بل أسرية ، لا مكان فيها للانسان وحريته معنى ، وتقوم على فكرة “الدم الازرق” للاسر الحاكمة ، الذي يختلف عن دماء باقي ابناء الشعب .
البريطانيون والامريكيون ، هم من ارشد الانظمة الاسرية والقبلية المتخلفة في الخليج الفارسي ، الى الاستعانة بالاعلام لتجميل صورهم القبيحة والمنفرة ، وهو ما دفع هذه الانظمة الى تخصيص ميزانيات بارقام فلكية ، حتى انهم سيطروا على اكثر من 80 بالمائة من الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ، واشترت هذه الانظمة جيوشا جرارة من الاعلاميين العرب والاجانب ، للمساهمة في عملية التغطية على قبحهها.
رغم كل هذه الهيمنة على الاثير من قبل الاخطبوط الاعلامي الخليجي لاسيما السعودي ، ظلت الانظمة الخليجية وفي مقدمتها السعودية تخشى من 3 الى 5 بالمائة المتبقية من وسائل الاعلام التي لم تتمكن السعودية وشقيقاتها من شرائها ، هذا اذا ما استثنينا ال 10 بالمائة المتبقية ومن وسائل الاعلام التي تتخذ موقفا محايدا بين الحق والباطل .
يبدو ان السعودية تعرف جيدا ان قبح نظامها السياسي لا يمكن التغطية عليه حتى لو هيمنت على اكثر من 80 بالمائة من الاعلام العربي ، وهذا بالضبط ما يفسر خوفها الدائم من بعض القنوات التلفزيونية والتي تعد على الاصابع ، ومن هذه القنوات ، قناة العالم الاخبارية ، التي اصابها النصيب الاعظم من الغضب السعودي ، لانها نقلت عبر كاميرتها جانبا من الوجه الحقيقي للنظام السعودي دون رتوش، وشاهد العالم اجمع عبر هذه الكاميرا العالم ، مدى بشاعة هذا الوجه ، كما ظهر جليا في اليمن.
السعودية لم تكتف بقرصنة حساب قناة العالم الاخبارية على موقع تويتر وبث أخبار كاذبة ، وأوعزت إلى القنوات التي تدور في فلكها بنشر تلك الأخبار والمناورة عليها ، قامت مؤخرا باطلاق قناة تنتحل صفة قناة العالم وتبث برامجها وأخبارها ممهورة بشعار قناة العالم ، في اجراء يكشف مدى بؤس وعجز السعودية على اقناع المخاطب العربي ، بالعدوان الوحشي الذي تشنه على الشعب اليمني ، وكذلك يكشف عن فشل كل اخطبوطها الاعلامي ،وذلك التابع لقطر وباقي الانظمة القبلية المتخلفة ، في مهمتها في التستر على قبح هذه الانظمة ، وعجزها عن مواجهة قنوات قليلة ، ومن بينها قناة العالم ، نحجت في استقطاب اهتمام المشاهد العربي الذي وجد فيها ضالته .
انه لا يمكن القياس بين قناة العالم ، والقنوات الاخرى القليلة التي تعمل على تنقل الواقع كما هو ، وبين الاخطبوط الاعلامي الخليجي ، وخاصة السعودي ، من ناحية الامكانات والموارد المالية ، الا ان السبب الذي جعل كل الجيوش الاعلامية والقنوات الفضائية السعودية والقطرية والخليجية ، تتراجع امام عدد قليل من القنوات ومن بينها قناة العالم ، يكمن في النقل الموضوعي للحدث دون زيادة او نقصان من قبل قناة العالم وشقيقاتها ، ويكمن ايضا في ان جرائم السعودية في اليمن هي اكبر من ان يمكن التستر عليها ، فما تقوم به السعودية في اليمن هو عدوان سافر على بلد ذي سيادة وليس بهدف اعادة الشرعية الى اليمن ، وان من يقاتل ابناء الشعب اليمني على الارض هم القاعدة ومرتزقة السعودية من حزب الاصلاح وليس ابناء القبائل والمقاومة اليمنية ، وان السعودية تعمل على قتل وتجويع وتشريد الشعب اليمني لدفعه الى الاستسلام وليس لانقاذه وتحريره ، ان السعودية قتلت وجرحت الالاف من ابناء الشعب اليمني ومعظمهم من الاطفال والنساء وعجزت عن مواجهة مقاتلي اللجان الشعبية وجنود الجيش اليمني ، ان السعودية تمنع عن اليمنيين الماء والغذاء والدواء ، وتفرض عليهم حصارا ظالما ، ودمرت البنى التحتية للشعب اليمني ، واستخدمت الاسلحة المحرمة دولية كالقنابل الفسفورية والعنقودية ، وو.. ، هذه الصور هي ما نقلته “قناة العالم” الى العالم اجمع ، والتي عجز الاخطبوط الاعلامي السعودي والقطري والخليجي من التستر عليها ، وهذه الحقيقة بالذات هي التي جعلت من قناة العالم ، هدفا رئيسيا للسعودية والدول المتحالفة معها في العدوان على الشعب اليمني المظلوم.