ماوراء زيارة كيري الثالثة والشروط التي وضعها في الملف اليمني وماسر تفجيرات المنطقة ؟
زيد الغرسي
من خلال بيان وزارة الخارجية الامريكية وتصريح كيري في المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام زيارته للرياض يتضح ان الشروط التي وضعها في الملف اليمني هي نفسها مطالب العدوان السابقة التي تم طرحها في مفاوضات الكويت بل كشف بشكل علني رفضهم التخلي عن هادي الا بعد الانسحابات للجيش واللجان الشعبية من جبهات المواجهات وتسليم صنعاء والحديدة وتعز للعدوان وهذا يؤكد ان لا نية للتحالف وقف عدوانه على اليمن ، والسؤال هنا هل جاء كيري من واشنطن الى الرياض في زيارة ليومين ليعلن عن دعمه لمبادرة ولد الشيخ فقط او يدافع عن هادي ؟ بالتأكيد لا فهناك اهداف امريكية من وراء هذه الزيارة من اهمها التغطية على تصعيد العدوان في كل الجبهات ومحاولة الدفع بمرتزقته لتحقيق اي انتصار ميداني قبل وصول ترامب الى البيت الابيض في شهر يناير القادم.
إذ من المعلوم ومن خلال الزيارات الامريكية السابقة الى الرياض كان يأتي بعدها تصعيد ميداني للعدوان في كل المجالات فعلى سبيل المثال زيارة اوباما الى الرياض في شهر ابريل من العام 2016م جاء بعدها احتلال حضرموت بشكل مباشر ووصول قوات امريكية جديدة الى قاعدة العند الجوية وبعد زيارة كيري الاولى الى الرياض في شهر اغسطس من العام 2016م جاء بعدها تحريك الورقة الاقتصادية وقرار نقل البنك المركزي من قبل هادي الى عدن بالإضافة الى تحريك خلايا امنية كبيرة في الحديدة وصنعاء وايضا تصعيد الزحوفات الميدانية للمنافقين في ميدي وحرض بالإضافة الى التحضيرات لمحاولة احتلال الحديدة .
من المعلوم ان الادارة الامريكية على موعد مع تسليم اوباما رئاسة الولايات المتحدة الامريكية للمرشح الفائز ترامب المعروف بتشدده ومعاداته الكبيرة للاسلام وشعوب المنطقة وخلال هذه المرحلة ” اي من مرحلة فوز ترامب الى تسلمه الحكم ” ترى الادارة الامريكية ضرورة تحقيق انتصار وانجاز بعض اهدافها في عدوانها على اليمن وفي سبيل ذلك جاءت زيارة كيري الاخيرة للرياض للدفع نحو هذا الاتجاه وبنفس الزيارات السابقة سبق زيارة كيري الاخيرة تصعيد كبير في عدة جبهات وملفات من ابرزها :
– الزحوفات الكبيرة لمنافقي العدوان في علب والبقع ومحاولة ما اسموها فتح جبهة جديدة في صعدة التي ستشكل تحولا كبيرا في سير المعركة حسب وصف اعلام العدوان .
– الاعلان من جديد عن استكمال الاستعدادات والتحضيرات لما اسموها معركة تحرير تعز وباب المندب بالغرم من فشلهم خلال المرحلة السابقة.
– تهجير المواطنين اليمنيين من جزيرة ميون على البحر الاحمر وإنشاء قواعد عسكرية تابعة للعدوان فيها.
– التحضيرات والاستعدادات الكبيرة التي يقومون بها حاليا في جبهة نهم التي يحشدوا اليها بشكل بعيد عن الاعلام .
– كما يلاحظ التصعيد الامني للعدوان وخلاياه في العاصمة صنعاء حيث تم الاعلان عن القبض على بعض الخلايا الاجرامية التابعة لمليشيات حزب الاصلاح في فترة وجيزة وهو ما يشير الى التحضيرات التي كان يعد لها العدوان ومنافقيه في الجانب الامني والمراد منها خلخة الامن في العاصمة صنعاء عبر الاغتيالات والتفجيرات والعبوات الناسفة.
– ترافق ذلك مع حملات اعلامية ضخمة استهدفت الشارع اليمني في محاولة لخلخلة الجبهة الداخلية من خلال الشائعات التي تشوه وتسئ الى بعض الاطراف المواجهة للعدوان او تختلق صراعات اواخبار وهمية ليقوم المنافقون بإشغال الرأي العام اليمني حولها وإلهاء الشعب عن مواجهة العدوان وتصعيده خلال هذه المرحلة .
-أسلوب الخداع الذي يتخذه اعلام العدوان وتصريحات قياداته حول قرب الاعلان عن الاتفاق السياسي كخطوة يريدون من خلالها اضعاف جبهة الصمود وركون ابناء الشعب اليمني للحل السياسي واضعاف حالة الاستنفار ورفد الجبهات بالرجال ، ساعد ذلك تصريحات الكويت التي اعلنت عن استضافتها للتوقيع على الاتفاق النهائي مع ان مبادرة ولد الشيخ كما هي لم يتم تغييرها حسب ملاحظات المجلس السياسي الاعلى .
– هذا التصعيد لخصه عسكر زعيل احد قيادات المنافقين التابعين لعلي محسن الاحمر في تغريدة له بتويتر بقوله ” يبقى لنا من الوقت الضائع شهر اوشهر ونصف من الان لتحقيق ما يمكن تحقيقه على الارض لكسب الرهان قبل ظهور التحولات السياسية الجديدة في المنطقة ” وهو يشير بذلك الى الوقت المتبقي لوصول ترامب الى السلطة في امريكا .
– كذلك بالنسبة للتفجيرات التي حدثت في المنطقة بشكل متوازي وفي توقيت واحد في مصر والاردن وجنوب اليمن وتركيا وغيرها خلال الايام الاخيرة الهدف منها تهيئة الارضية لمشروع ترامب القادم الذي اكد على مكافحة ما يسمى الارهاب كأولوية له كما انها تهدف لإعادة تزعم الولايات المتحدة الامريكية لمكافحة ما يسمى الارهاب خاصة بعد دخول روسيا بقوة في هذا الملف وهو ما يشير الى ادخال المنطقة بشكل اكبر ودول جديدة في الفوضى الخلاقة واستمرار التدخل الامريكي بشكل اكبر تحت ذريعة مكافحة الارهاب الورقة التي يبتز بها ترامب دول الخليج من الان