السعودية تحرق صعدة إنتقاماً لهزيمتها
بقلم:ماجد حاتمي
تشير كل الوقائع الميدانية والتطورات السياسية ، على خلفية العدوان السعودي على اليمن ، ان الهدنة الانسانية التي اعلنت عنها السعودية في اليمن برعاية امريكية ، جاءت بمثابة طوق نجاة القته امريكا لانقاذ حليفتها من ورطتها في اليمن.
هذه الوقائع تؤكد ان السعودية فشلت فشلا ذريعا في تحقيق اي من اهداف عدوانها على اليمن ، رغم كل الغطاء السياسي الذي وفرته امريكا وبريطانيا وفرنسا لهذا العدوان ، ورغم كل الدعم التسليحي والمعلوماتي والاستخباراتي وحتى الميداني ، الذي قدمته هذه الدول للسعودية في عدوانها على اليمن.
يبدو ان السعودية لم تفشل في تحقيق اهداف عدوانها على اليمن فحسب ، بل ان مجازرها التي ارتكبتها بحق الشعب اليمني ودعمها للقاعدة و “داعش” والتكفيريين ، دفع اليمنيين الى الالتفاف اكثر حول الجيش اليمني واللجان الشعبية ، اللذان بسطا سيطرتهما على اغلب محافظات البلاد ومن بينها محافظة عدن وطرد القاعدة منها.
فشل العدوان السعودي على اليمن ، اتضح من الايام الاولى لهذا العدوان ، وتأكد أكثر بعد ان عجزت السعودية عن القيام بإي هجوم بري على الاراضي اليمنية ، الا انها كابرت واخذتها العزة بالاثم ، بتحريض امريكي واضح ، على أمل اعادة السيناريو الليبي والسوري في اليمن.
الامر الذي قلب الطاولة على الامريكيين في اليمن ، تمثل بدخول قبائل يمنية الى داخل الاراضي السعودية وسيطرتها على عدد من المواقع العسكرية السعودية ، بعد ان قتلت واسرت العديد من الجنود السعوديين ، وذلك بعد اربعين يوما من القصف السعودي المكثف والمتواصل على المناطق الحدودية داخل اليمن.
التوغل اليمني داخل الاراضي السعودية والذي تزامن مع قصف بصواريخ وقذائف المورتر استهدف منشأة سعودية للدفاع الجوي إلى الشمال من نجران واهداف في جازان داخل الاراضي السعودية ، اخذ يدق ناقوس الخطر ، داخل واشنطن قبل الرياض ، فكان لابد من ايجاد مخرج يحفظ للسعودية ما تبقى من ماء الوجه.
الامريكيون يعرفون جيدا ان السعودية فشلت في عدوانها على اليمن ، وان صبر اليمنيين قد نفد ، وانه لم يعد بامكان السعودية مواصلة جرائمها ضد الشعب اليمني دون ان تتلقى الرد وفي داخل اراضيها ، الامر الذي يمكن ان يُخرج الاوضاع عن السيطرة ، لذلك كان لابد من خلق ذريعة لوقف الحرب ، دون ان تظهر فيها السعودية منهزمة ، فكانت فكرة الهدنة ، التي اعلن عنها اول مرة وزير الخارجية الامريكي جون كيري ، الذي اكد اكثر من مرة انها قابلة للتمديد.
ومن اجل الا تظهر السعودية وكأنها هزمت ، تم الاعلان عن يوم الثلاثاء 12 ايار / مايو الحالي موعدا لسريان مفعول الهدنة ، وهو ما يعني منح السعوديين مهلة اربع ايام لارتكاب مجازر ضد الشعب اليمني ،لاسيما اهالي محافظة صعدة ، وبشكل علني امام مرأى ومسمع العالم اجمع ، من اجل اشباع غريزة الانتقام والتشفي ، وليتأكد لهذا العالم ان السعودية هي المنتصرة.
وهذا ما حصل بالفعل ، فقد اعلنت السعودية محافظة صعدة بكل ومدنها وقراها ومزارعها وبيوتها ومدارسها ومساجدها ومعاملها ، منطقة عسكرية مستهدفة من قبل الطائرات والصواريخ والمدافع ، وتاكيدا على ذلك اسقطت الطائرات السعودية منشورات طالبت فيها من اهالي صعدة مغادرة المحافظة وبسرعة قبل غروب ليلة الجمعة 8 ايار / مايو!!.
وردا على التهديد السعودي ، رفض اهالي صعدة مغادرة منازلهم ، لانهم ومنذ اكثر من اربعين يوميا يتعرضون لقصف يومي من قبل الطائرات السعودية ، التي حصدت ارواح المئات من الاطفال والنساء ، وهو ما ينذر بوقوع ابادة جماعية في محافظة صعدة ، تنفذها السعودية بدم بارد وبضوء اخضر امريكي.
لكن كما أخطأت السعودية في حساباتها عندما شنت وبتحريض امريكي العدوان على اليمن ، وعقدت الازمة اليمنية ، ودفعت بالمنطقة الى حافة الهاوية ، وارتد عدوانها الى داخل اراضيها ، فانها تخطأ مرة اخرى في حساباتها ، عندما تحاول ان تنتقم لهزيمتها امام رجال اليمن ، بحرق اطفال ونساء صعدة.