مجازر غزة و اليمن .. السفاح واحد
بقلم: منيب السائح
دخل العدوان السعودي على اليمن شهره الثاني ، دون ان تلوح في الافق اي بوادر على استسلام الشعب اليمني ، رغم كل ما يتعرض له من مجازر وحشية و حصار طال الماء والغذاء وحليب الاطفال والدواء ، ودون ان تلوح ايضا اي بوادر على تراجع حدة العدوان ، رغم كل فشله الذريع في تحقيق اي من اهداف المعلنة منذ اكثر من شهر.
اكثر ما يلفت المراقبين للعدوان السعودي على الشعب اليمني هو التقليد الاعمى للقوات المسلحة السعودية وخاصة القوة الجوية ، للاسلوب الذي استخدمه الكيان الصهيوني في عدوانه الاخير على غزة والمعروف ب”الجرف الصامد” ، الى الحد الذي اكد حقيقة وجود مستشارين صهاينة يساعدون السعوديين في اجرامهم ضد ابناء الشعب اليمني المظلوم.
اوجه الشبه بين العدوانين :
–استهداف ممنهج للمدنيين لمعاقبتهم على احتضان قواهم الثورية ومقاومتهم.
–اكثر الضحايا بين الاطفال والنساء .
–تدمير البنى التحتية.
–استهداف محطات المياه، ومحطات الكهرباء ، والمستشفيات، وسيارات الاسعاف ، والمدارس ، والمساجد ، والاسواق ، ومخازن الغذاء التابعة للامم المتحدة ، وبشكل مكثف.
–استخدام اسلحة محرمة دولية.
–شن غارات متواصلة على مدار الساعة.
–استخدام قنابل وصواريخ ذات قوة تدميرية هائلة.
–الخوف من الانتقال الى مرحلة الهجوم البري.
–فرض حصار جوي وبري وبحري شامل.
–منع وصول حليب الاطفال والدواء والغذاء.
–منع الجرحى والمصابين من الخروج من غزة واليمن للعلاج.
–دعم امريكي واضح للعدوان.
–تواطؤ عربي فاضح مع المعتدي.
–استخدام حرب نفسية ، من قبل الامبراطوريات الاعلامية.
–تناقض فاحش بين القدرات التسليحية للجانبين.
–استخدام الامم المتحدة ومجلس الامن كورقة ضغط ضد المعتدى عليه.
–دعوة الغزيين واليمنيين للاستسلام دون قيد او شرط والتوقف عن الدفاع عن النفس.
–هدف العدوان القضاء على الجانب الاخر عسكريا.
–اصرار الغزيين واليمنيين على المقاومة حتى النصر.
–فشل الغارات الجوية عن تحقيق اي من الاهداف المعلنة للعدوان.
–اعتماد الغزيين واليمنيين ، على الله وعلى انفسهم ، دون انتظار اي مساعدة من الخارج.
هذه كانت بعض اوجه الشبه بين العدوان السعودي على اليمن ، وبين العدوان الصهيوني على غزة ، والتشابه الكبير ، اثار الكثير من علامات الاستفهام حول الجهة التي تقف وراء العدوانين ، لاسيما اذا عرفنا ان لا الكيان الصهيوني ولا السعودية ، بامكانهما ان يشنا حربا دون اوامر من السيد الامريكي ، لذلك تشير جميع الدلائل الى ان السفاح الذي وقف بالامس وراء مجازر غزة ، هو نفسه الذي يقف اليوم وراء مجازر اليمن.
اما الفرق الوحيد بين العدوانين ، فهو “الصمت” . فقد لاذ العالم بالصمت المخزي والمشين ازاء العدوان السعودي على اليمن ، بينما رفعت بعض الدول صوتها منددة بالعدوان الصهيوني على غزة.
اما اسباب صمت القبور ، الذي لاذت به اغلب الدول ، فهي كثيرة ، فمن هذه الدول أخرسها الدولار النفطي السعودي القذر ، ومنها من اخرسها التبعية الذليلة لال سعود ، ومنها من اخرسها عمالتها لامريكا ، ومنها من أخرستها الطائفية البغيضة.
ان الصمت العار الذي لاذت به اغلب دول العالم ، وهي تشاهد العدوان السعودي الغاشم والغادر والجبان ضد الشعب اليمني ، سيضاعف من عزم واصرار هذا الشعب على مواصلة ثورته التحررية من التبعية المذلة للسعودية ، التي لم يجلب تدخلها في اليمن سوى الفقر والفوضى والطائفية والدمار لهذا البلد ، وهذه الحقيقة عبر عنها الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العقيد الركن شرف غالب لقمان ، بقوله : لن نعود الى بيت الطاعة السعودي ولا الى بيت الطاعة الاميركي ولو اجتمع العالم كله.