ملامح المرحلة القادمة للمملكة من خلال خطاب ” سلمان ” الذي ألقاه اليوم أمام مجلس الشورى السعودي “تحليل”

 محمد الحاكم
بالأمس كنت قد تحدثت في مقالة لي حول ماهية أبرز التوقعات التي سيتحدث إليها الملك السعودي ” سلمان ” خلال الخطاب الذي سيلقيه أمام مجلس الشورى السعودي الجديد عن ماهية أهم الملامح السياسية و الإقتصادية التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية وكيف تم مواجهتها , وما هي أهم الإعتبارات اللازم تنفيذها خلال المرحلة القادمة على المستويين الداخلي و الخارجي , و الأقليمي , والتي يمكن إستخلاصها بصورة مختصرة وذلك بالمقارنة لما تم التوقع إليه وما تم الحديث عنه بالفعل خلال إلقاء كلمته التي القيت اليوم أمام مجلس الشورى السعودي من خلال النقاط التالية :-
* لقد قمت بالإشارة الى أن خطابه سيتضمن الحديث عن أهم الملامح السياسية و الإقتصادية التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية وكيف تم مواجهتها , وما هي أهم الإعتبارات اللازم تنفيذها خلال المرحلة القادمة والتي أهمها كيفية بدء العمل والتنفيذ لما يسمونه رؤية المملكة 2030, وخطة التحول الوطني2020 وبما يضمن في ذات الوقت الحفاظ على أمن و إستقرار المملكة خاصة في ضل المتغيرات الدولية والتي يموجها الكثير من الصراعات المختلفة , فكان المشهد الإقتصادي السلبي الذي تمر به المملكه من أبرز النقاط التي تحدث عنها وبأنها قد انعكست على شكل فرض ضرائب، ورفع الدعم عن خدمات وسلع أساسية، متعهدآ بأن تكون هذه “المتغيرات” و”إعادة هيكلة” الاقتصاد “المؤلمة” عابرة، وذلك كهدف في منع حدوث الأسوأ لو تم التأخير في اتخاذها.

** ……. كنت قد أشرت الى انها ستسعى الى إعادة آمالها وتطلعاتها في السيطرة على الأوضاع الداخلية لكلاً من اليمن وسوريا ,وذلك بالمحافظة على ما تبقى من جماعاتها الإرهابية من الإنهيار في سوريا خاصة بعد سقوط حلب التي تعد المعقل الرئيسي للجماعات , وبالفعل فأنه قد تطرق الى ذلك من خلال تهديده في مواجهة التطرف والغلو بقوة، بقوله “ لن نسمح لكائن من كان من التنظيمات الإرهابية، ومن يقف وراها ان يستغل أبناء شعبنا لتحقيق اهداف مشبوهة في بلادنا او في العالمين العربي والإسلامي” على اعتبار ان الجماعات الإرهابية ليست تلك التي تتواجد في سوريا والعراق واليمن والمدعومة من قبلهم و إنما يقصد حسب ما يراه في تلك الحركات التحررية و الوطنية في كلاً من لبنان وسوريا واليمن والبحرين والسعودية على اعتبار انها المناهضة لتوجهاتهم العدائية .

**…….. كنت قد أشرت الى ان النظام السعودي سيستمرفي تنفيذ مخططاته العدائية تجاه اليمن , من خلال ما يعيد ترتيب وتنظيم جماعات مرتزقتها بهدف حفظ ما تبقى لها من أجزاء محافظات نجران وعسير وجيزان المحاددات للأراضي اليمنية و التي سقط غالبية مناطقها تحت أيدي رجال الجيش اليمني ولجانه الشعبية , وبما يستكمل مخططاتها الإنفصالية والتشطيرية للأراضي اليمنية , بأعتبار ذلك مهم بشكل رئيسي يضمن لها إستقرارها ويحقق لها مصالحها الذاتية الكامنة في عمق وباطن الأرض اليمنية وما تحفل به من خيرات , وكذا تحديد ما هي الكيفية التي سيتعاملون بها مع النظام الإيراني خاصة بعد قيام الأخيرة من إحداث متغيرات سياسية و عسكرية والتي ستشكل تهديدآ جديآ للسعودية , وبالفعل فقد جاء خطابة مماثلآ في المعنى و الهدف وبصورة كاملة , من خلال إهماله في الحديث عن الشأن السوري و الإكتفاء بالحديث حول الشأن اليمني وما يعنيه فيه من تهديد نحو الجانب الإيراني وذلك بالقول ” إن أمن اليمن الجار من امن المملكة ولن نقبل باي تدخل في شؤونه الداخلية، او ما يؤثر على الشرعية فيه، او يجعله ممراً او مقراً لأي دول، او جهات، تستهدف امن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها “.

**…….. في الأخيركنت قد أشرت في الإعتبار الى ان التحولات السياسية و العسكرية التي تجري الأن في الشأنين اليمني و السوري وما نتج عنهما من انتصارات ميدانية سياسياً وعسكرياً شكلا عبئاً جديداً يضاف الى الأعباء التي يمكننا وصفها بالقاصمة لكاهل النظام السعودي الإقتصادي المتردي , و بأنها قد شكلت صورة قاتمة في وجه هذا الكيان وكيف سيتم التعامل معها , وبأن هذه الصورة ستجبرنفسها الى إعادة ترتيب أفكارها و أوراقها لمواجهة الشعبين السوري و اليمني في أدنى مستويات الدعم لجماعاتها الإرهابية و الإرتزاق , وهذا بالفعل ما تم ملاحظته من خلال تحليل مضمون خطابه الذي ألقاه , وذلك في ان المملكة ستعطي أولوية في المرحلة المقبلة للملف اليمني الذي تخوض فيه حربا توشك على دخول شهرها الواحد والعشرين دون تحقيق أي من الأهداف التي انطلقت لتحقيقها، وسيتقدم هذا الملف عن ملفات اخرى كانت مهمة بالنسبة لها، مثل الملف السوري، وبأن العام المقبل سيكون حافلا بالمشاكل بالنسبة الى المملكة في اليمن في ظل الضغوط التي تتعرض لها من جراء استمرار قصفها الجوي الذي بدأ يثير حفيظة حلفائها في واشنطن وأوروبا.