كانت طيورالغربان تزعج سكان عدن في منازلهم نظرا لكثرتها وتواجدها في سماء المحافظة بشكل كبير وذات مرة زار احد المسئولين عدن وعند ذهابه لزيارة النصب التذكاري القديم في التواهي تلقى هذا المسئول ” براز من الغربان ” التي كانت تسقط عليه من الجو مما ازعجه جدا ، فبداءات الاجهزة الامنية حينها حملة مكافحة الغربان بواسطة قنصها وكان يتم اطلاق النار عليها بكثافة واستمرت الحملة لاشهر وعندما بداءت حرب يناير 86م ظن الناس في البداية إن اصوات رصاص الاشتباكات كانت ضد الغربان الكثيفة حتى اشتدت المعارك فايقنوا انها معارك بين الطغمة والزمرة وان هناك حرب حقيقية ..
بعد الحرب عرضت مسرحية بعنوان ” غربان يانظيره ” كان بطل المسرحية فتاة اطلق عليها في المسرحية اسم “نظيره” وخلال المسرحية كانت تبدي انزعاجها وخوفها وترتعد من سماع اطلاق النيران واصوات الرصاص فيحاول زوجها إن يهداءها بقوله “هي غربان يا نظيره ” في إشارة الى بداية حرب يناير التي اندلعت بعد صراع كبير بين الطغمة والزمرة دون معرفة ابناء عدن بمراحل الصراع وبداياته بسبب عدم كشف هذا الصراع لأبناء عدن ونقل ما يجري بمصداقية بل كان يتم تضليلهم بأخبار وهمية وكاذبة وعناوين ليست حقيقية حتى اصبحوا على وقع حرب كبيرة اكلت الاخضر واليابس
واليوم نفس السيناريو يتكرر فبعد دخول قوات الاحتلال الاماراتية السعودية الامريكية وبعض مرتزقة العالم كالجنجويد وداين كروب والسنغاليين والكولومبيين الى عدن انتشرت بشكل كبير عمليات الاغتيالات والتفجيرات والتصفيات وعادت الحرب بين الطغمة والزمرة مع اضافة ادوات جديدة كالقاعدة وداعش وامام كل ذلك يحاول المحتل اخفاء كل جرائمه امام ابناء الجنوب باستلهام سياسة ” هي غربان يا نظيره ” لكن بصيغ جديدة من امثلتها :
– عشرات التفجيرات والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة في عدن والاحتلال يردد أنها ” تفجيرات ذخائر والغام حوثية تم تجميعها من ايام الحرب ضد الجيش واللجان الشعبية ”
– اشتباكات بين مليشيات الاحتلال بشكل يومي والاحتلال يقول ” هم الانقلابيون ”
– داعش والقاعدة تسيطر على ميناء عدن وتنهب نفط مصافي عدن والاحتلال يقول “مقاومة ”
– عناصر القاعدة وداعش تجول شوارع عدن ولحج وابين بأطقمها العسكرية وراياتها السوداء وشعارات القاعدة وداعش واعلام الاحتلال يقول ” مسلحون مجهولون ”
– مئات الاغتيالات بشكل يومي وداعش تعلن تبنيها للعمليات وتنشر صورا للعمليات والاحتلال يقول “خلايا نائمة تتبع الحوافيش ”
– حرائق لعشرات المتاجر والمخازن والبيوت والسيارات والاحتلال يردد ” ماس كهربائي “
واذا سألتهم هؤلاء المسلحون وهذه النقاط يتبعون من ؟ يقول تبع ابو فلان العدني ، طيب من الذي قام بالعملية الانتحارية ؟ يقول لك فلان من ابناء مديرية … بعدن ، طيب من هو قائد قاعدة الحوا فيش في المنصورة أو كريتر أو الشيخ عثمان ؟ يجيب عليك فلان بن فلان العدني ..
اغتيالات وتفجيرات وجثث مجهولة واختطافات ونهب وتدمير وإذكاء للصراعات المناطقية من قبل الاحتلال ونهب للثروات النفطية من قبل الاحتلال وسيطرة للقاعدة على المباني الحكومية واستقبالها العشرات من المغرر بهم في معسكراتها المعروفة على مراء ومسمع الجميع وجرائم امنية وفوضى وكل ذلك لا زال بعض ابناء المحافظات الجنوبية يصدق انها ” غربان يا نظيره “