زيارة هادي إلى عدن .. تصعيد عسكري وسياسي لإحداث متغيرات قبل بدء المشاورات
يمانيون -تقارير
بدت زيارة الفار هادي إلى عدن اليوم واضحة الأهداف والأغراض، سيما مع ظهور تحركات جديدة للمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ الذي وصل الرياض في أعقاب مغادرة هادي إلى عدن، الأمر الذي يوحي بأنها تحركات ذات علاقة وضمن سيناريو واحد يرمي إلى إحداث متغيرات في المعادلة السياسية والعسكرية قبيل انتهاء نوفمبر الجاري وانطلاق المشاورات وفق اتفاق مسقط.
وقرأ مراقبون الزيارة من كونها تأتي للهروب من الواقع الذي يحتم عليه أن يقبل بخطة ولد الشيخ التي كان قد أعلن رفضه لها بشكل قاطع في السابق، وفي حين تحدثت أنباء أن هادي يطلب لقاء المبعوث الأممي في عدن، فإنه يرمي أن يغطي اللقاء في عدن على مسألة رضوخه وقبوله بخطة ولد الشيخ، وهو ما يفهم منه أن الفار هادي وفريقه قبلوا بالخطة ولم يتبق سوى صناعة حدث يغطي على إعلانهم القبول بها من عدن.
من جهة أخرى، قرأ سياسيون وعسكريون الزيارة بأنها تأتي في وقت حرج يحتاج العدوان فيه إلى تحقيق أي انجاز من شأنه أن يشكل ورقة ضغط قبيل المشاورات التي يفترض أن تنطلق مطلع الشهر المقبل، وهو ما يعزز القول بأن وجود هادي في عدن بمثابة تصعيد عسكري، بحيث يظهر هادي بأنه يقود معارك تعز وباب المندب في محاولة لرفع معنويات المرتزقة في تلك الجبهات وذلك بهدف استعادة القدرة على تجميع وتجنيد المزيد من المرتزقة.
على وقع ذلك، تشير معطيات سياسية وتحليلات إلى أن الزيارة تهدف إلى الإيحاء بتواجد ما يسمى الشرعية على الأرض في محاولة لاستعادة ثقة جمهور المرتزقة والجنوبيين في قدرة هادي و فريقه على ترتيب الوضع الإداري والاقتصادي في عدن بعد إفلاس البنك المركزي هناك، علاوة على تصوير الصراع بأنه يمني يمني برغم أن اتفاق مسقط أفصح عن أن الصراع يمني سعودي وانتداب الرباعية لكيري تحمل دلالات عدة على أن الصراع طرفاه اليمن من جهة والرباعية ( أمريكا – بريطانيا – السعودية – الإمارات ) من جهة أخرى.
وبحسب المعطيات فإن الزيارة وما يرافقها من تصعيد عسكري وسياسي واقتصادي تنطلق من محاولات العدوان السعي إلى كسب أوراق ضغط جديدة على الوفد الوطني ليتنازل عن الملاحظات التي طرحها على خطة المبعوث الأممي، في مقابل تقديم فريق الفار هادي بأنه في موقع قوي وفاعل ومؤثر باعتباره الطرف اليمني الآخر في معادلة الحرب والصراع ، في محاولة للالتفاف على مضامين اتفاق مسقط الأخير.