السعودية وإعلامها ستبقى تصيح وتنيح لعدة أيام وربما أسابيع بأننا استهدفنا الكعبة المشرفة من أجل تستعطف رأي العالم والشعوب العربية نحوها، ولأجل أن تتحول من ظالم إلى مظلوم، وكمان من أجل أن تقول للناس إن الانقلابيين اليمنيين خطيرين على الإسلام وهذه نتائجهم ، وستقول أيضًا: إن حربي عليهم ما هي إلا من باب الدفاع عن الدين والأماكن المقدسة فقط.
بالرغم أن هذا الخبر كذب في كذب في كذب.. جيشنا لن يستهدف الكعبة وإنما استهدف جدة، ومع ذلك ستظل تدندن حول كذبتها حتى يصدقها الناس.
ونحن في اليمن لدينا مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء، أرى إعلامنا ومثقفينا -البعض منهم- سكت عن التعاطي والكلام حولها، بالرغم من أنها مجزرة فضيعة وجريمة يندى لها الجبين بل تعتبر أكبر جريمة في القرن الواحد والعشرين حتى اللحظة، فلماذا لا ندندن حولها ونكتب عنها، ونذكر مظلوميتنا بصدق وحقيقة، ونذكر أدق التفاصيل عنها، وبشاعة الجريمة التي ارتكبتها السعودية.. نفضح آل سعود في وكل وسائل الإعلام، ولا يلهينا عن ذكرها صاروخ وُضع هنا أو هناك، أو مندوب جاء أو رحل أو مفاوضات بدأت ولا زالت..
لو كانت هذه الجريمة بحق السعودية لبقيت طوال عمرها تذكرها وتدندن حولها. فهي تستطيع توظيفها إعلاميا بشكل جيد.
اليهود لا زالوا يُهوّلون جريمة ومحرقة “الهولوكوست” التي أحدثها هتلر قبل أكثر من 70 عام، ولا زالت إسرائيل تكتب عنها حتى الآن، وتستلم تعويضات من ألمانيا إلى اليوم.. ألفوا فيها الكتب وكتبوا المسلسلات والأفلام والمسرحيات والمقالات والأشعار، كل شيء سخروه لخدمة قضيتهم “الهولوكوست”. واستطاعوا أن يجعل العالم يتعاطف معهم وأجبروا ألمانيا بدفع تعويضات ربما لن تنتهي وستبقى تدفعها إلى يوم القيامة، ونحن بدأنا ننسى أو نتناسى جرائم السعودية وبالذات جريمة الصالة الكبرى.
بل لا زلنا نُنَدّد بقضية كربلاء إلى اليوم هذا، مع أن هذه الجريمة لا تقل فظاعة عمَّا حدث في كربلاء، والفاعل هو نفس الفاعل..
فأطلب من الإعلاميين والمثقفين والكُتّاب وأرجو منهم أن يقوموا بواجبهم الجهادي والوطني تجاه وطنهم وشعبهم ومجتمعاتهم ودينهم، ويكتبوا عن كل مجازر السعودية وبالأخص مجزرة الصالة الكبرى، يؤلفوا الكتب، يقولوا الأشعار، يضعوا مسلسلات، أفلام، يوثقوا الجرائم من أجل ملاحقة ومطالبة السعودية ومقاضاتها فيما بعد في المحاكم الدولية، لا تجعلوها تمرٌّ عليكم مرور الكرام .. واجعلوها قضيتكم الرئيسية وشغلكم الشاغل واتركوا بقية المواضيع جانباً.