“بالصور” حرامٌ يموت مثل هؤلاء قصفاً.. حسن المُلصي ( إنموذجاً )..
يمانيون../
كانا خصمين تقاتلا في أكثر من مكان، لكن حين أُعتدي على الوطن وجدا نفسيهما يقاتلان في خندقٍ واحد ؛ خندق الدفاع عن الوطن، فكانا رفيقي سلاح، و هكذا هم أبناء الوطن الواحد ..
الشهيد البطل العميد حسن المُلصي قائد قوات النخبة –حرس جمهوري لم يتحمّل أن يُعتدى على وطنه و شعبه، فلم ينتظر صدور أوامر عسكرية له حتى يتوجه للدفاع عن وطنه، و إنما إنطلق و معه أبنه إلى جبهة الحدود كما توجه أقرانهم من الأسود اليمانية يدفعهم إلى ذلك الولاء و حب الإنتماء لهذه الأرض ليلقنوا العدو دروساً لن ينساها و ليسطروا بذلك جميعاً أنصع صفحات البطولة و الفداء حتى غدا جنود العدوا كلما رأوا ظلال أقدام هؤلاء العمالقة، لم يلبثوا إلا أن يفروا من أمامهم كالنعاج حين ترى الأسود .
قبل إستشهادة ببضعة أيام تم إبلاغه بإستشهاد إبنه، فلم تهزه عاطفة الأبوّة أو توهن من عزيمته شيئا، فعاطفة حب الوطن و الدفاع عنه لدى أبناءه البررة أقوى من أي عاطفة و لذلك لم يتردد بالقول : إقبروه حيث هو و واصلوا المسيرة و لا تضعفوا .
يعشقُ الكرّ و لا يعرف الفرّ و لطالما تمنى أن يستشهد في ساحة المواجهة لكن كيف لنعجةٍ أو قطيعٍ من نعاج بنيسعود و أعرابهم أن يصيبوا أسداً من أسود اليمن أو يجرأوا حتى على الإقتراب منه، لذلك لجأوا إلى ما يلجأ إليه الجبناء حين يرجمون من بعيد و يلوذون بالفرار و هكذا هي حرب الجبناء .
كما تساءل الكاتب للمقال عبدالمنان السنبلي قائلا: بالله عليكم أيهما احق بالحياة ؛ الذين يقبلون على الموت تضحيةً وفداءَ و لا يخافونه، أم الذين يفرون كالنعاج من ساحات الوغى ؟!! وأردف .. ولأن قوانين البشر تميل دوماً نحو الأغنياء، فإن قوانين السماء قد أنصفت وأعطت كل ذي حقٍ حقه، فحق لهؤلاء الأبطال الحياة عند ربهم يُرزقون، و باء أولئك المتخمون الفارون بالخزي و العار في الدنيا و الآخرة .
المجد و الخلود لشهداءنا الأبطال و لتحيا اليمن حرةً عزيزةً كريمة، و لا نامت أعين الجبناء…