ليست الدّموع (في كل مرّة ) ترجمانا للحزن ،فمواقف للفرح قدتبكينا ، كما قد تبكينا حروف صادقة طاهرة نبيلة،تخاطب قيمك وتزيدك شرفا؛ حين تجعل منك ملاكا نبيلا ؛ وتنصّبك ملكا وتضع تاجا محفورا فيه بفصوص من ماس وعقيق، وتوضع على جبينك …
هكذا وهذا ماتحدثه حروف صادقة وقعها في الرّوح كغيمة مثقلة بالمطر الذي يروي جدباء الرّوح ؛ ويجرف سيله كل حزن وبؤس…
فالحرف سلاح ذو حدّين فقد تكسرك بعضها وتجرحك وتشقيك…
و بعضها الأجمل حروف تمس شغاف قلبك فتبلسم جراحك الدفينة ، وتنسيك لحظات البؤس…
ولهذا:
فلتكن حروفنا بلسما شافيا ، وإن رأينا أرواحنا تدمع فهي دموع سعادة ؛ و ليسعد الله قلب من يسعدنا بانتصارات عظيمة، ويروي لنا قصص بطولات غدت أساطير تكتب أسطرها بماء الذهب…
نعم:
ما أجملها من حروف حين ترسم لرجال :”صدقوا ما عاهدوا الله عليه”…
حروف ترسم لهم آيات العرفان الثائرة على قيود القافية والوزن ؛ وتقول لهم :
أقبّل ترابا وأقداما ثبتت في سبيل الله …
تخبرهم ب: أنّ أرواحنا لكم الفداء ؛ فأنتم من سجّل النصر بحرف دمه فانعكس سعادة في قلوبنا الجريحة..
دماؤكم أصدق منّا وهي رهان حياة وطن الإيمان والحكمة..
نعم أنتم يا تيجان الرؤوس من استطاع أن يحيل دموعنا إلى جداول عذبة من حروف الأبجدية تُكتب من روح تتمنى أن تنال رفعة ما وصلتم إليه يا أشرف وأطهر وأنبل وأقوى وأغلى رجال الكون…
إليكم رجال الله من بحر ودادي لآلئ منثورة نظمتها ووضعتها على جبينكم الطاهر حين بعتم لله أرواحكم في تجارة لن تبور ؛ بينما باع المنافقون أرواحهم لشياطين البشر..