بلاط الرياض يعمل عكس التيار…
بقلم / حميد دلهام
هناك اجماع دولي على أنه لا حل عسكري للوضع المتأزم في اليمن، و أن الحل الوحيد والاكيد هو الحل السياسي، والسياسي فقط..
الامم المتحدة رغم عدم حياديتها، وفي أحدث بيان ادانه صدر عنها لجرائم ال سعود البشعة في اليمن، بعد تعمد استهداف، و قصف احدى مدراس صعدة الأبية، مما أدي الى استشهاد وجرح العشرات من الطلاب و الأطفال صغار السن،، أكدت وذيلت، وختمت بيانها، بالتأكيد على ان الحل السياسي، هو الحل الوحيد، وان استمرار العدوان لن يسفر الا عن المزيد معاناة المواطن والشعب اليمني، خصوصا شريحة الأطفال الذين لم تشفع لهم براءتهم، أو تحول بينهم وبين جبروت وبطش نظام الرياض المتعطش وبشراهه لسفك الدم اليمني..
الخارجية الروسية سبقت الى التأكيد على ذلك أكثر من مره، وفي أكثر من مناسبة،، كذلك معظم دول الاتحاد الأوروبي لديهم وجهة النظر ذاتها،، حتى اقرب شركاء الرياض و أكثرهم اسهاما وتفاعلا، ونشاطا في حلف عدوانها على اليمن،، أمريكا و ادارتها الحاليه، القاتل المتخفي، المتستر..هي الاخرى لديها موقف علني، ولو من باب ذر الرماد على العيون ، تأكد عبر أكثر من تصريح، ومن نوافذ وجهات السياسه الأمريكية الخارجية المختلفة،، ان الحل في اليمن هو سياسي فقط..
هذه الجهات على اختلاف مشاربها، وعلى الرغم من أن البعض بل الكثير منها، لديها مصلحة مادية في استمرار العدوان، نظرا لما يقدمه ذلك العدوان من فرصة ثمينة لابتزاز البقرة الحلوب، الا أنها لا تستطيع التنكر للمبادئ، وللحق والمنطق، وبالتالي
نرى اجماعا، على اعتماد الحل السياسي، ودعم التقاء الاطراف، والفرقاء اليمنيين على طاولة المفاوضات، للتفاوض، و محاولة التوصل الى حلول ترضي الجميع..
تلك الجهات لها مواقف سياسية ، وتطرح وجهات نظر متعلقه بالعمل والمجال السياسي ، الذي يكون قابل للأخذ والعطاء، والسحب والطرق..و بما يجعله عرضة للتجاهل من قبل من يعنيهم الامر،، أما أن يصدر مثل هذا الرأي، من قبل جهات ومراكز متخصصة خصوصا في المجال العسكري، ثم يتم تجاهله، فذلك هو العمى و ضيق الافق والتردي عن قصد، الى الهاوية السحيقة..
بالتأكيد هناك اشارت و أراء ومواقف ووجهات نظر، من تلك المراكز المتخصصة تلقتها الرياض، باستحالة الحل العسكري ، وفرض اجندتها بقوة الحديد والنار، في بلد كاليمن.. فلماذا المكابره والعناد..؟؟ و لماذا الاصرار على جر المنطقة برمتها الى الهاوية..؟؟ لماذا التعامي والجحود والتنكر للحقائق الدامغة..؟؟ لماذا الكبر والغطرسه..؟؟
سلاح الجو رغم وحشيته واستهدافه المباشر للمدنيين والعزل ، وقصف منازلهم كما يجري في نهم، و كذلك قصف مدارس الأطفال، لن يعيد أجندة ال سعود المفقودة في اليمن، ولن يقدم النصر للمرتزقه على الارض،، بل على العكس سؤدي الى خسارة مملكة الشر أكثر، على مستوى الساحة الدوليه،، سياسيا و اخلاقيا،، وحتى عسكريا، نظرا لكشف سوءة جيشها، و تقهقهره الواضح، في المناطق الحدودية..
على النظام المسعور،و المتغطرس أن يدرك جيدا بان سياسة الارض المحروقة، فشلت في تحقيق أهدافها ، من قبل قوى أكثر منه قوة و جبروت، وضد شعوب و أوطان دون بأس وشدة وصمود الشعب اليمني..فهل من معتبر..؟؟؟