Herelllllan
herelllllan2

المشهد اليمني الذي يشبهُ غزة

ساعات طويلة والحزن معلَّقٌ في الهواء، أُمٌّ يمنية بين الترقب والفجيعة تتابع فرق البحث وهي تبحث عن ابنتها وطفلتها، تحت أنقاض منزلٍ دمّـره طيرانُ العدوان الأمريكي كليًّا في قلب العاصمة صنعاء، قبل أن تنتقلَ العدسةُ إلى محافظة صنعاءَ لتنقل وقائع جريمة استهدفت ثلاث أسر كاملة، تتوالى المشاهد وتتزاحم؛ إذ لم تمر ساعات إلَّا وقد سقط أكثرُ من مِئة مهاجرٍ شهداء في استهداف أمريكي متعمد لأحد سجون صعدة.

اليمن تشاطرُ غزة أجواء القصف وصرخات الأطفال والنساء، مشاهد الانتشال لمن هم تحت الأنقاض تبدو متشابهة في كادرها وَإطارها، لدرجة أنَّه يصعُبُ التمييز من النظرة الأولى، لكن الفاعل واحد، والأسباب مترابطة حَــدّ الانصهار الذي يبديه هذا الشعب مع القضية المركزية والمقدسة، هي مواساة إضافية يقدمها هذا الشعب في رحلة الإسناد.. وبُعدٌ آخر لمفردات “لستم وحدكم”، والتساؤل يكبر، كيف يمكن لمدعي النخوة أن يتجرأ محاولًا خدش صورة هذا الموقف، وهذه القيمة العظيمة بكل المنهجيات.!

وغير بعيد، تتجسد أبعاد الإسناد الفاعلة في تصاعد الضربات اليمنية في عمق الكيان الغاصب، تتفنن اليمن في اختيار المكان والزمان والهدف والسلاح المستخدم، وَبقدر ما يكشف تصاعد العمليات عن نية يمانية ثابتة وعازمة على التأثير والإيجاع للكيان وأمريكا يتجاوز تسجيل موقف عجزت أُمَّـة كاملة عن اتِّخاذه ولو بأحد أشكاله الشعبيّة والسياسية، فإن هذه العمليات تكشف لوحدها دون ضجيج، بأن اليمن التي غردت خارج سرب الخنوع والخضوع والتبعية عصية على رهانات تطويع إرادتها وقدراتها.

أكثر من 1300 غارة خلال أربعين يومًا، وأكثر من ألف شهيد وجريح هي الحصيلة الأبرز للنجاح الأمريكي المخزية تفاصيله وتوصيفاته المجرمة في قواعد وأخلاقيات الحروب، في معمعة الخيارات المعلنة ومعركة ليِّ الأذرع وكسر الإرادات أمريكا مهزومة فنيًّا ومعنويًّا؛ إذ إن عوامل القوة اليمنية فنيًّا ومعنويًّا لا زالت حاضرة بعدتها وعتادها وَأبعد من ذلك تتصاعد عكسيًّا مع وتيرة الغارات والجرائم.

عن القائد العَلَمِ والحق يقال، هو روح هذه الديناميكية المتسارعة الحادثة في المشهد اليمني ونواة طاقتها الجبارة على مختلف الأصعدة، هو قوتنا الأكثر رعبًا من كُـلّ سلاح نووي وانشطاري في نفسيات الأعداء والخصوم على السواء، بكاريزما الشخصية التي تميزه عن بقية قادة الأرض كلهم، وبما يملكه من إيمَـان وحكمة وحنكة وحسن تدبير وشجاعة منقطعة النظير.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com