وعيٌ يحطم الأباطيل.. اليمنيون يواجهون التضليل الأمريكي بالصمود والثقة بقيادتهم
يمانيون../
في ظل تصاعد العدوان الأمريكي على اليمن وازدياد وتيرة الأكاذيب الإعلامية المصاحبة له، يثبت الشعب اليمني يوماً بعد يوم أن وعيه المتقدم وصلابته المتجذرة أقوى من كل محاولات التزييف والتضليل التي تمارسها أبواق واشنطن وتل أبيب وأدواتهما في المنطقة.
منذ بدء العدوان الأمريكي في منتصف مارس، والذي فشل عسكرياً على الأرض، لم تجد واشنطن بُداً من الانتقال إلى تكثيف قصفها الانتقامي ضد الأحياء السكنية والبنى التحتية، في محاولة بائسة للتغطية على عجزها، وتحقيق نصر إعلامي بعد خيبات متوالية في الميدان. إلا أن ما رافق هذه العمليات من حملة تضليل ممنهجة—عبر قنوات التحالف وأجهزته الدعائية والرقمية—قُوبلت بحصن شعبي منيع، قوامه الوعي الوطني والإيمان الراسخ بعدالة القضية.
وفي مواجهة هذا السيل الجارف من الأكاذيب والشائعات، لم يتزحزح اليمنيون عن مواقفهم قيد أنملة، بل خرجوا في مسيراتهم الأسبوعية، مرددين رسائل التحدي والمواجهة، مؤكدين استمرارهم في إسناد غزة، وفي فضح الجرائم الأمريكية الصهيونية التي تحاول عبثاً خنق الصوت اليمني الحر في البحر الأحمر.
وسائل الإعلام الوطنية وقفت كالطود الشامخ، فواجهت الحملات المضللة بحقائق دامغة، فيما تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى جبهات أخرى للمقاومة، يخوض فيها الناشطون اليمنيون الشرفاء حرباً من نوع آخر ضد الذباب الإلكتروني وأبواق الارتزاق التي لا تكلّ عن تبرير الجرائم وتزييف الواقع.
ولم تتوقف هذه الأدوات الرخيصة عند حدود الكذب الإعلامي، بل سعت لتحطيم الروح المعنوية، مستهدفة الرموز الوطنية وقيادات البلد التي وقفت في وجه الطغيان الأمريكي الصهيوني. غير أن الشعب اليمني، الذي خبر هؤلاء خلال سنوات العدوان، بات يملك مناعة فكرية وإيمانية لا تنكسر، ويُدرك تماماً أن من يبرر القتل ويتواطأ مع المحتل لا يمكن أن يكون صوتاً نزيهاً أو حريصاً على الوطن.
ومع كل صاروخ أمريكي يسقط على حي سكني، ومع كل منشأة مدنية تُدمَّر، تتكشف نوايا العدوان بشكل أوضح، وتنكشف معها أبواق الزيف، التي تُمعن في التبرير والزيف الإعلامي، بزعم استهداف “قيادات” أو “مواقع عسكرية”، وهي ترهات لم تعد تنطلي على أي يمني حر.
لقد أصبحت العلاقة بين الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية نموذجاً فريداً في الوفاء المتبادل. فالشعب يُجدد تفويضه الكامل لقيادته، موقناً بحكمتها وشجاعتها وصدقها في خوض معركة الحرية والسيادة والكرامة. والقيادة، بدورها، لا تتوانى في التعبير عن تقديرها العميق لصمود الشعب، الذي صنع الانتصارات وأفشل المؤامرات، ووقف شامخاً في وجه واحدة من أشرس حملات الحصار والإبادة.
ومن بين ركام العدوان، يرتفع صوت اليمنيين عالياً: لا تراجع، لا مساومة، ولا حياد في معركة فلسطين واليمن. فالمعركة واحدة، والعدو واحد، وميدان الكلمة والرصاصة معاً لا يعرف التردد أو الحياد. ولم يعد الشعب اليمني بحاجة لمن يشرح له طبيعة المؤامرة، فقد عرف أعداءه من خلال أفعالهم، ورأى أصدقاءه في المرآة المقاومة في فلسطين ولبنان.
ومع عشر سنوات من الحرب والتجويع والتآمر، لم يزد اليمنيين إلا صلابة وبصيرة. لقد أصبحوا أكثر دراية بطبيعة الخطاب الإعلامي الذي يُسوَّق لهم من عواصم الاستكبار، وأكثر وعياً بمآلات الاحتلال في المحافظات الجنوبية حيث الفوضى والانهيار والنهب المنظم.
في هذا المشهد المعقّد، يواصل الشعب اليمني صموده، مدركاً أن كل هذه الحملات الممنهجة لتشويه دوره في دعم فلسطين لن تُجدي. فحملات التحريض والفبركة، ومحاولات التقليل من الأثر الكبير للعمليات اليمنية ضد العدو الصهيوني، تصطدم باعترافات العدو نفسه الذي يتحدث عن الخسائر الاقتصادية والعسكرية، وعن اضطرار الأمريكي لحمايته عبر عدوان مباشر على اليمن.
فمن البحر الأحمر إلى غزة، ومن جبال صعدة إلى سواحل الحديدة، يؤكد اليمنيون أنهم ليسوا فقط خارج حسابات الانكسار، بل إنهم اليوم في قلب المعادلة الجديدة التي تُعيد رسم وجه المنطقة، وتسقط الهالة الزائفة للهيمنة الأمريكية التي بدأت تتصدع تحت أقدام الأحرار.
وبين وعي الشعب اليمني وصلابة موقفه، تسقط كل أوراق التضليل، وتُسحب البساط من تحت أقدام أبواق التطبيع وأدوات العدوان، وتبقى الحقيقة الوحيدة: اليمن عصيٌّ على الكسر، وأبناءه أوفياء لقضيتهم الكبرى، وقيادتهم ماضية بهم نحو النصر الحتمي، مهما بلغت التضحيات.