Herelllllan
herelllllan2

الخيانة لن تغفر

حنان عبد الوهاب الشهاري

تركنا الدنيا وزينتها، رضينا حبا وتقربا لله ولنيل رضاه بأن نكون نحن المدافعين عن الإسلام وأهله في كل بقاع الدنيا، حملنا هم فلسطين في قلوبنا وانطلقنا لنجاهد وندفع دماءنا وأموالنا وأهلينا لنصرتهم ولنشاركهم آلامهم.

تركناها لكم. نعم. تركنا الحياة وكلما يحلو للإنسان فيها، ترك رجالنا فرحة الأعراس ليكون مقابلها زفة لكل شهيد إلى ضريحه، وقبل أن تكون للشاب زفة كقرنائه بدلا من أن تزفه أمه وأخواته عريسا يزفنّه شهيدا، أو يستشهد الآخر قبل أن يكون له نصيبا أن يرى ابنه الذي تمنى أن يكون أول من يمسك به ويكبّر في اذنه عند خروجه إلى هذه الحياة، تركنا فرحة العيد ولقاء الأحبة فيه، ترك رجالنا الراحة في منازلهم والعيش بين أسرهم وتحملت نساؤنا كل ذلك وصبرت عليه، تقطعت قلوب الأمهات من ألم الفراق، ترملت النساء وتيتم الأطفال، وفُقد الحبيب والصديق، بالمختصر تركنا كل تفاصيل الحياة، ليعيش هذا الشعب بعزة وكرامة، لننصر الإسلام والمسلمين.

ولكن عندما يقرر أحدهم أن يقابل كل هذه التضحيات بالخيانة. وأن يكون هو العميل والمنافق والشريك في زعزعة الأمن وفي إراقة دماء الأبرياء وتسهيل المهمة لأعداء الله، ففي هذه الحالة فليعرف أنه لم يعد منّا وإنما أصبح منهم، وعندما يصبح منهم فهنا ستتغير المعادلة وبدلا من التضحية لأجله سيكون القصاص منه، ولن يكون مصيره إلا كمصيرهم -أعداء الله- وأنه سيلاقي جزاءه من الله ومن هذا الشعب الذي يرفض أن يبقى فيه من يُدنّسه، وفي تلك الحالة لا يلوم المنافق المرتزق إلا نفسه وليتحمل عاقبة أفعاله، ولن تغفر الخيانة لأحد.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com