ليتنا لم ننسى الألف..
أماني عامر
سقط الألف عني سهوا عندما كتبت مقالا قصيرا متأثرة بما حصل من مجازر وحصار وقتل وتفجير وفي قرية الصراري بمحافظة تعز وكان : “لنهاية و إلى لقاء في الجزء الثاني”.
كنا كلنا نعلم بما تعانيه قرية الصراري من حصار خانق لـ أكثر من عام ،،و لم نفعل شيء ،، وكأننا كنا نتفرج على فيلم أكشن ,,, وكنا ننتظر النهاية لنعلم هل يموت البطل ,,,, أو ينتصر ,,, وكل ما كنا نفعله هو تناقل الخبر بيننا و كأنها حادثة عادية ,,, أو قصة من الخيال ,,, نتأثر وقت الخبر و لا توجد أي رده فعل تجاهه ,,, وعندما انتهى الفيلم بموت البطل ,,, أصبح الجميع يتباكي أو ربما يبكي و بحرقة ,,, و لكن للأسف في الوقت الضائع.
وطالما أن هذه هي المجزرة الثانية في تعز ,,,, التي ينتهي تأثرنا بها إلى حد الكلام أو ربما البكاء ,,,, ولا يدفعنا إلى العمل و التحرك الجاد ,,,,, فانتظروا الجزء الثاني و الثالث و الرابع ,,,وووو ,,,, و لكن اعملوا في الحسبان بأننا لن نظل متفرجين بل سيأتي يوم و نكون نحن من يمثل في هذا الفيلم ,,, وغيرنا يتفرج.
هذا ما كتبته و كان الغرض منه هو أن يتحرك الضمير ويرافقه العمل ، و التحرك بجديه ، ووضع كل شخص أمام صورة واضحة أنه إذا لم يتحرك فإنه سيكون يوما ما في نفس الموقف حينها لن يحرك أ حدهم ساكن كما فعلت.
ولكن عندما انتهيت من نشره نبهني أحدهم لنسيان الألف في كلمة “النهاية” في العنوان ، ظننت أنه يتسلى فغضبت كثيرا …. ولكن أدركت حينها أهميته في حياتنا ، فعلا لو حافظنا على الألف لما حصل ما حصل لقرية الصراري و لما حصلت كل هذه المجازر ، لا انكراني رددت عليه بغضب قائله ” لو كان الألف سيعيد قرية الصراري إلى حالها لكتبت الألف” ، ولكن بالفعل بعد أن تأملت في الألف علمت حينها أننا بالفعل لو حافظنا على الألف لما وصلنا إلى هذا الحال لا أعني الألف بصورتها الكتابية ، ولكني أعني الألف باستقامتها ، لو حافظنا على استقامه نفوسنا وطهرناها وعملنا على تهيأتها ضد الأعداء لما حصل ما حصل ، و لما وصلنا إلى هذا الحال المخزي و المحزن .
وعندها فقط قررت أن أعيد الألف ” النهاية و إلى لقاء في الجزء الثاني ” ، واتمنى ان لا يكون هناك أي جزء آخر .
فـ بالفعل شكراً ألف شكر لمن نبهني للألف و أتنمى أن ننتبه له جميعاً.