Herelllllan
herelllllan2

ترامب يحرك حاملة طائرات ثانية ويدفع بلاده للهاوية

الكيان الأمريكي يقرر إرسال حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة في محاولة لإرهاب محور المقاومة ودعما وإسنادا للكيان الصهيوني في حربه المتجددة على الشعب الفلسطيني بغزة.
يتصور المارق الأمريكي أن إرسال حاملة طائرات أخرى يمكن أن يخلق حالة ردع أو يمكنه من استعادة الهيبة المسفوحة على أيدي اليمنيين. والحقيقة تم قراءتها بشكل صحيح من قبل الخبراء والمحللين، إذ إنها إنما تشير إلى أن الجيش اليمني قد أدخل فعلا حاملة الطائرات “ترومان” في دائرة الفشل والعجز عن إحداث أي تحولات على صعيد خلق حالة ردع عن إسناد غزة وإيقاف عمليات البحر الأحمر.
إرسال حاملة طائرات ثانية إنما يعمق من حالة انهيار استراتيجية الردع بصيغتها الأمريكية، وغدا حين تتلقى أولى الضربات، سيكون على واشنطن أن لا تدس رأسها في التراب خجلا، وإنما مواجهة الحقيقة التي كتبتها القوات اليمنية، وهي أن زمن تصدير الأمريكي نفسه كوصيّ على المنطقة قد ولى، وبات لليمن كلمته في المنطقة شاء أو أبى.

تراجع الملاحة الجوية للكيان

على صعيد حماية الكيان الصهيوني الذي ادعى ترامب بأنه قادر على القيام بها، تَعزَّز لدى المراقبين أن الحلف الأمريكي الإسرائيلي يعيش حاليا مأزقا استراتيجيا حقيقيا، كوّنه هذا الحضور النوعي والاستثنائي للقوات اليمنية بصورة تضاءلت معها الخيارات أمام واشنطن وما تسمى “تل أبيب”، فاستراتيجية الضغط التي أراد ترامب ممارساتها على صنعاء لصالح الكيان الصهيوني باتت القوات المسلحة اليمنية هي من تمارسها ضد “تل أبيب”، خصوصا مع تبلور شكل التصعيد. وفجر السبت أربكت القوات اليمنية كلا الطرفين بإعلانها مطار اللُد أو ما يسمى “بن غوريون” منطقة غير آمنة، ما يعني فرض حصار جوي على العدو، وهو التحول الضاغط الذي يؤكد لأمريكا إن كانت تعي حقيقة وجوهر التحرك اليمني لمناصرة غزة، أن اليمن جاد بالعمل وفق ما تفرضه عليه الالتزامات الدينية والأخلاقية.
كما أثبتت القوات اليمنية قدرتها في الاشتغال على جبهتين: الأولى ضرب عمق الكيان ودفع ملايين المستوطنين إلى السكن في الشوارع قرب الملاجئ خشية مباغتة الصواريخ اليمنية، والثانية مواصلة استهداف “ترومان” الأمريكية وتوابعها من البارجات. وهي مسألة تلفت الانتباه إلى مسألة الاستمرارية في تنفيذ الهجمات، وبقوة وبطرق تكتيكية، الأمر الذي بدوره يطرح سؤالا تهكميا مفاده: ما الذي أنجزته المقاتلات الأمريكية بتنفيذها الغارات على المحافظات اليمنية وقتلها المدنيين من الأطفال والنساء؟
ثم تأخذ المعطيات وضعية التفوق في إحباط المحاولات الأمريكية لتحقيق إنجاز يذكر على صعيد حماية الكيان، بهذه القدرة اليمنية على الحفاظ على تواصل العمليات وتجاوز كل الحلقات الدفاعية المنتشرة طوال المسافة الفاصلة بين اليمن وكيان الاحتلال، سواء الأمريكية أو البريطانية أو الفرنسية، فالصاروخ اليمني إذا انطلق فإنه لا قوة بإمكانها إيقافه. تؤكد ذلك، صفارات الإنذار التي لم تتوقف في مدن الكيان. ووصول صاروخ اليمن فعليا إلى هدفه، ومؤخرا نجاحه في إقناع شركات الطيران العالمية بأن مطار “بن غورين” بالفعل أصبح منطقة غير آمنه، حيث ذكر الموقع الرسمي للمطار أن كافة شركات الطيران العالمية أضافت عبارة “غير نهائي” حول موعد وصول رحلاتها بعد إعلان اليمن المطار غير آمن للملاحة الجوية.

“القوة المميتة” ترتد على ترامب

مع الفشل الأمريكي الملموس في تحقيق أي هدف على صعيد حمايته الكيان الإسرائيلي، يتأكد أن العمليات الأمريكية إنما باتت عبئا على الخزينة الأمريكية، خصوصا مع المخاوف التي بدأت تطفو على السطح من أن تتحول حملة ترامب العسكرية إلى حرب استنزاف، وهو ما سيتناقض مع وعوده الانتخابية بأن يعيد الثراء لأمريكا. هذا فضلا عن إنهاك القدرات العسكرية الأمريكية، خاصة مع تصاعد التوترات مع الصين في المحيط الهادئ. وذكر تقرير مجلة “فورين بوليسي” بأن عمليات القصف الجوي وإطلاق صواريخ كروز المكلفة مثل “توماهوك” قد تؤدي إلى استهلاك سريع لمخزونات الذخائر الأمريكية، ما قد يُضعف قدرة واشنطن على الاستجابة لصراعات أخرى محتملة.
ترامب الذي حاول تصوير سلفه بايدن بالعاجز عن اللجوء إلى الخطوات الحاسمة مع اليمن وردعه عن استهداف الحاملات أو القطع الأمريكية، حظي بنفس التقييم، إذ باتت ترّهاته وتشنجه بحسن الأمر مع القوات اليمنية بـ”القوة “المميتة” مثارا للتندر، خصوصا مع فشله المتفق عليه دوليا في تغيير قواعد الاشتباك مع اليمن لصالحه. يؤكد نائب رئيس تحرير مجلة زينيث الألمانية “روبرت تشاترجي” أنه “لا فرق جوهري بين حملة بايدن السابقة وحملة ترامب الحالية “. ويشير إلى أن “إدارة بايدن خصصت بالفعل الكثير من الموارد لتلك المنطقة، ولم يتغير ذلك كثيرًا، ولم يرَ أي تحول في الاستراتيجية بخلاف الاستمرار في القصف، وهذا لم ينجح من قبل“. فيما أكدت صحيفة ذا هيل الأمريكية أن “واشنطن، ورغم حملتها العسكرية المتواصلة، لم تتمكن من إيقاف الرد اليمني”.
وهو ما أيدته أيضا صحيفة “ذا ناشيونال” التي قالت: إن الضربات الأمريكية المكثفة “لم توقف هجمات الحوثيين على السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، رغم إعادة فرض الحصار البحري على الممر المائي، احتجاجًا على الحرب المتجددة التي تشنها إسرائيل على غزة”.

الإعلام العبري يندب الفشل الأمريكي

إذاً فرضت العمليات اليمنية أزمة استراتيجية حقيقية على أمريكا، وباتت تهدد استمرار تفوقها وهيمنها، وبالفعل ارتفع صوت المنصات الإعلامية العبرية في ما بدى أشبه بالندب مع فشل أمريكا في إيقاف الهجمات اليمنية.
تقول صحيفة “جيروزالم بوست“ العبرية إن استمرار “الهجمات الصاروخية اليمنية يثير تساؤلات حول مدى فعالية الاستراتيجية الأمريكية في القضاء على تهديد الحوثيين”، فالمشهد على الأرض، كما تقول الصحيفة العبرية، يُظهر أن “الحوثيين لا يزالون قادرين على شن هجمات صاروخية، ما يعقد حسابات واشنطن في المنطقة، ويفرض تحدياتٍ جديدة على الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة الجماعة”. حسب تعبير الصحيفة.

تآكل قوة الردع الأمريكية

منذ منتصف مارس الجاري شنت الطائرات الأمريكية عشرات الغارات على الأهداف المدنية، بنفس وتيرة وتوجه تدمير الأعيان المدنية وقتل النساء والأطفال، التي كانت نفذتها أمريكا والكيان الصهيوني خلال عمليات الإسناد اليمنية قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والمنطق يفترض أن معاودة الهجمات ينبغي أن تكون وفق تكتيك جديد يصل بترامب إلى تحقيق ما عجز عنه بايدن حسب زعمه، إلا أن عودته لتكرار ذات المشاهد يشير إلى الإفلاس المستفحل الذي صار يعانيه، لتتحجى الحقيقة بأن الأمريكي و الإسرائيلي قد فعلوا أقصى ما يستطيعون فعله تجاه اليمن، وما عاد بمقدورهم أكثر من ذلك لهذا يعودون لنفس المسلك اليائس والمُحبَط، فيما كان البلد الحر يجدد في كل مرة التأكيد على أنه لا مساومة ولا تراجع عن الثوابت والواجب الديني والأخلاقي سواء في الدفاع عن النفس أو الدفاع عن المستضعفين في غزة.
الإصرار اليمني على التحدي وإثبات قدرته فعليا على توجيه الأمور إلى ما لا يريح هؤلاء البلاطجة، دفع الخبراء العسكريين وحتى السياسيين لتحذير أمريكا من عدم جدوائية السلوك العدائي تجاه اليمن، الذي أثبت دائما قدرته على تجاوز الهجمات الأمريكية العبثية والاستمرار في عملياته، ما يزيد من تآكل قوة الردع الأمريكية.
ووجّه الخبراء، صنّاع القرار في البيت الأبيض إلى الاستماع إلى صوت اليمن ومطالبه لإيقاف هذا الاستنزاف، وهو إيقاف العدوان عن غزة ورفع الحصار والسماح لمختلف المواد بالدخول، عدا ذلك فإن العمليات ستستمر وسيعيش الكيان حالة متنامية من القلق وعدم الاستقرار، فيما ستتسارع حرمة الانحدار الأمريكي نحو الهاوية.

المنطقة لم تعد مستباحة

في كل الأحوال فإن الكيان الصهيوني، هو كيان غاصب ومحتل، ومحاربته أمر يفرضه الدين دفاعا عن الأرض والعرض، واسترجاعا للأراضي المغتصبة فضلا عن ممارساته الوحشية التي تحرمها كل الشرائع والمواثيق.
ومثله الكيان الأمريكي الذي لا يزال يعيش نشوة الانتصار في الحرب العالمية الثانية، التي كان نصيبه فيها من القتل ما يقارب المليون إنسان، متعاميا عن أن الزمان غير الزمان، والواقع اليوم يصفعه بكل عنف، فالمنطقة العربية لم تعد مستباحة وإن كان فيها من هو متماهٍ مع الهيبة الأمريكية التي أصبحت من الماضي، وحضور أي قطع عسكرية إلى المنطقة هو مساس مباشر لسيادتها، وإذا كان الحديث الذي يحاول الأمريكي تسويقه، يتمحور حول المصالح الدولية والمياه الدولية والممر الدولي، فإن ذلك لا يعني أن يكون له الحق بأن يعسكر فيها، فليس له أي شكل من أشكال الحق أن يجلب بوارجه أو حاملات الطائرات المتقدمة في العُمر ليعسكر المياه العربية، ويهدد استقرار الشعوب في هذا المكان، فضلا عن أن تواجده يأتي بقصد حماية العصابة الإسرائيلية، لذلك فان مواجهة هذا التواجد الاحتلالي أمر مشروع.

 

  • نقلا عن موقع أنصار الله
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com