” إعادة الأمل ” مشروع لصوملة اليمن !
بقلم الصحفي والكاتب / عباس السيد
في التاسع من ديسمبر 1992 دخلت القوات الأميركية إلى الصومال في عملية عسكرية أطلقت عليها إسم ” إعادة الأمل ” ومن يومها لم تقم للصومال قائمة .
بعد قرابة ربع قرن على إغتيال آمال الصوماليين ، يحاول حلفاء الولايات المتحدة في الإقليم أن يثبتوا أنهم تلامذة شطار ونجباء لأسيادهم وأساتذتهم في مدرسة واشنطن . هاهم يواصلون تنفيذ مخططاتهم مستخدمين نفس الأدوات والتكتيكات ، ويستنسخون نفس الأسماء والمصطلحات الإنسانية الجذابة لتغليف أهدافهم القذرة وجرائمهم البشعة .
بالأمس كانت ” عاصفة الحزم وقد كانت نسخة من ” عاصفة الصحراء “في وحشيتها وهمجيتها ضد العراق ، واليوم ” إعادة الإمل ” ، فهل ستكون مختلفة عن نسختها الأصلية التي طبقها الأميركيون في الصومال ؟.
غطرسة دول العدوان التي ظهرت في أبشع صورها خلال 26 يوما من عاصفة الحقد تبدو مستمرة ولن تتوقف ، فاستنبات جذور المأساة الصومالية وإعلان النية لزرعها في اليمن يعكس صلف الأعداء ووقاحتهم ، ويكشف عزمهم لتدميراليمن بشكل تام .
ولو كانت مساعيهم جادة لتحقيق الإستقرار في اليمن ، لما اختاروا هذا الإسم ” إعادة الأمل ” الذي بات في ذاكرة العالم بمثابة كلمة السر لإنطلاق عملية تدمير الصومال .
الحرب الأميركية السعودية الأخطر ضد اليمن لم تبدأ بعد . قد يكون صوتها منخفضا وأسلحتها خفيفة ومتوسطة ، لكنهم يريدونها أن تكون يمنية ـ يمنية شاملة ، وسينحصر دورهم في تزويدنا بالمال والسلاح فقط . بينما ستظل طائرات الحزم عصا مرفوعة لتعديل إي موازين .
لقد كان الهدف الرئيس لـ ” عاصفة الحقد ” خلال الأسابيع الماضية هو تهيئة ميدان المعركة للفرق اليمنية المتنافسة ، من خلال تدمير الجيش اليمني ومقدراته لإبعاده عن التدخل في المعارك المستقبلية التي يراد لها أن تكون بلا حسم ، كما هو الحال في الصومال .
من حسن حظنا في اليمن أن مخططات الأعداء اصبحت مكشوفة ، وتجاربهم السابقة لا تزال حية وشاهدة في أكثر من بلد حول العالم ، فهل نستطيع إفشال مخططاتهم والنجاة بأنفسنا ووطنا ؟.