Herelllllan
herelllllan2

العدو الصهيوني يصعّد ضد الفلسطينيين و”قمة غزة” كأن لم تكن

اليوم يبرز تمادي العدو الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بالعودة إلى أساليبه التي بدأ بها عدوانه على غزة واستمر بها خلال (15) شهرا، متجاوزا استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار. فبعيدا عن التلويحات العسكرية بعودة العدوان يستمر العدو في منع الغذاء ودخول شحنات المساعدات إلى الشعب المنكوب في غزة. في عودة سافرة لاستخدام التجويع كسلاح حرب، وهذا الأمر بات ملموسا ومتعمدا، إذ أعلن العدو الإسرائيلي في الثاني من مارس تجميد عمليات توصيل المساعدات بكل وضوح. والأحد أعلن “نتنياهو” إغلاق المعابر في القطاع ومنع دخول المساعدات إلى القطاع حتى تقوم المقاومة الفلسطينية في غزة بـ”تسليم كافة الأسرى الصهاينة من دون مقابل”، ليعيش الغزيون وضعا مأساويا يمثل عارا على البشرية.
تؤكد خارجية جنوب أفريقيا أن استخدام العدو الإسرائيلي التجويع سلاحا في عدوانه على غزة يعد إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال البيان إن سكان غزة يواجهون معاناة تفوق الوصف، ويحتاجون بشكل عاجل إلى الغذاء والمأوى والإمدادات الطبية.
وأكدت “يونيسف”، أن منع دخول مواد الإغاثة لقطاع غزة -بما فيها اللقاحات وأجهزة التنفس- ستكون له عواقب وخيمة على الأطفال. وحذرت من أن حالات حديثي الولادة في قطاع غزة في خطر كبير إذا لم يتم إدخال الإمدادات الطبية.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أنه لا يملك مخزوناً كبيراً من الغذاء في قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ مخزوناته الحالية كافية فقط لتشغيل المخابز والمطابخ في قطاع غزة مدةً تقل عن أسبوعين. وقد يضطر البرنامج إلى تقليص حجم الحصص لخدمة أكبر عدد ممكن من سكان قطاع غزة، مضيفاً أنّ الوقود اللازم لتشغيل المخابز ونقل الغذاء في غزة سيستمر بضعة أسابيع فقط.

الالتفاف الصهيوني المكشوف

الصلف الإسرائيلي الأخير تعاظم عقب فشله بتمرير مخططه البائس بإخضاع المقاومة لتسليم باقي أسراه بلا مقابل، حيث طالب بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق للاستمرار في إطلاق الأسرى ، وهي عملية التفاف لا يبدو الكيان الأمريكي بعيدا عنها خصوصا وأنها تخدم رؤية ترامب لإخلاء غزة من سكانها واحتلال القطاع، وتصفية القضية الفلسطينية.
البجاحة تتعاظم بكون أمريكا نفسها ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي في الوقت ذاته طرف واضح في عملية الاستهداف، والأمر ليس بخافٍ، ويعيده ترامب صراحة بأكثر من صيغة.
أما الالتفاف بذاته فإنه استخفاف بالنظام العربي وعدم اعتبار لأي سلطة بما فيها تلك المُطبِّعة، الأمر الذي يعطي الحق لدول الإسناد لأن تستمر على موقفها المساند للشعب المظلوم انطلاقا من الثوابت الدينية والأخلاقية. وغدا حين يصل الوجع إلى هذه الأنظمة سيدركون أي تفريط هُم عليه.

الموقف الذي أساء التقدير

ربما كان حسناً أن يتفق الصوت العربي في “قمة غزة” رفضا للتهجير ودعما لإعمار القطاع، إلا أن الأمر مع ذلك ظهر خجولا، متذبذبا، وأدنى بكثير عن مستوى الطموح، حيث حصرت المشكلة في رفض التهجير ولم تخرج بقرارات ضامنة لمنعه، بينما الممارسات الصهيونية القاتلة للفلسطينيين تجد طريقها ولا تجد الصوت العربي في مستوى هذا التحدي. كما أن ما طُرح يرسم مستقبلا قاتما لغزة التي يراد لها أن تخضع للوصاية وأن تكون بلا مقاومة. في هذا الوقت لا يخجل العدو من التلويح صراحة بعودة الحرب، ويمهد لذلك أمام الجميع بإغلاق المنافذ وتجويع سُكان القطاع.
القمة العربية، أساءت التقدير رغم أنها حملت هدف رفض مقترح ترامب لاحتلال غزة، فظهرت النتائج -حتى في ما يتعلق بهذا الرفض- عبارة عن بيان لا أقل ولا أكثر، خال من إشارات ضغط وحسم، أو رسائل واثقة لواشنطن بطيّ صفحة العربدة واستضعاف دول المنطقة. وفي شأن الحصار والتجويع، أكدت القمة إدخال المساعدات، إلا أن نتنياهو لم يجد في لغة البيان ما يفرض عليه أخذ أي اعتبار لما اتفق عليه العرب، ومضى في إرهابه ضد الشعب الفلسطيني ومنْع دخول المساعدات.
يؤكد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم على أن هذا السلوك الإرهابي من الاحتلال يزيد ضرورة تطبيق القرارات المهمة التي اتخذتها القمة العربية لجهة ادخال المساعدات وكسر الحصار عن قطاع غزة كخطوات لازمة لمنع مخطط تهجير أهالي القطاع.

ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه بالتهديدات.

وفي هذا الجانب أكد أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أن ما لم يأخذه العدو الصهيوني بالحرب لن يأخذه بالتهديدات والحيل.
وشدد أبو عبيدة في كلمة مصورة، مساء الخميس، أن أقصر الطرق هو إلزام العدو بما وقع عليه، وأن تهديدات العدو بالحرب لن تحقق سوى الخيبة له ولن تؤدي للإفراج عن أسراه. وقال: نحن في حالة جهوزية واستعداد لكل الاحتمالات، مشددا على أن أي تصعيد للعدوان على أهلنا سيؤدي لمقتل عدد من أسرى العدو.
وأضاف: تهديد العدو بالعودة للقتال لن يدفعنا إلا للعودة لكسر ما تبقى من هيبته، مؤكدا أن لدى المقاومة ما يؤلم العدو في أي مواجهة مقبلة، مشيرًا إلى أن تهديدات العدو علامة ضعف وانكسار وشعور بالمهانة ودليل على قوة المقاومة وشعبنا.
واستهل الناطق باسم القسام كلمته بالمباركة للمسلمين بحلول شهر رمضان المبارك؛ شهر الفتوحات، وخصوصا أهلنا في فلسطين وغزة. وقال: نقول لمليارين من إخواننا من المسلمين إن إخوة لكم بالدين قد زكوا صيامهم بتقديم سيل من الدماء الزكية، مشددا على أنه لن تقوم قائمة لأمة الإسلام ولن يصبح لها شأن بين الأمم حتى تطهر هذه الأرض المقدسة من دنس المحتلين.
وأضاف: نقول لأمة المليارين ماذا أنتم فاعلون للدفاع عن كرامتكم قبل أن تطالكم يد الظالمين في عقر داركم؟

في الانتظار المفاجآت العسكرية اليمنية

في السياق لا يزال اليمن يمثل هاجسا لأمريكا والكيان الصهيوني، وربما هذا ما يؤخر عودة الصهاينة لعدوانهم على غزة. يأتي هذا عقب تأكيدات اليمن بأنه لن يكون مسموحا الاستفراد بالفلسطينيين والتنكيل بهم دون أن يكون هناك تحرك جاد وعملي للدفاع عنهم.
وكان السيد القائد، حذر من أن دخول جبهة الإسناد اليمنية في جولة جديدة سيكون مختلفاً من حيث العتاد والعدة والتكتيك العسكري وبالتالي المفاجآت العسكرية. ونقلت “الأخبار” اللبنانية عن مصادر مقرّبة من حكومة صنعاء توقعها بأن تشمل عمليات الجولة الثانية القواعد العسكرية الأمريكية في “الشرق الأوسط”، في حال مشاركة واشنطن في العدوان على غزة أو ضد محور المقاومة.
ويتجاوز هذا الطرح كل الأسباب التي تجعل من الموقف العربي سلبياً، ومهمِلا لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تنكيل مستمر يُراد له اليوم إحياء مخطط التهجير كواحدة من الثوابت الصهيونية التي ترى في أن كيانهم لن يستمر طالما لا يزال أصحاب الأرض موجودين في الجوار، وكان النتن ياهو قد عبر عن ذلك صراحة حين اعتبر أن من أخطاء “بن جوريون” أنه لم يقُم بهذه المهمة في حينها، لذلك فإن ما اعتبره النتتياهو خطأ، فإنه ينوي العمل على إصلاحه.
التحرك واضح والنوايا واضحة، والأنظمة العربية التي رأت في الرؤية الأمريكية الإسرائيلية خطرا عليهم وأهملوا القضية، لن يكونوا في وارد أن تراعي أمريكا مصالحهم، وربما تُفرض عليهم الوقائع الجديدة ما لم تكن هناك صحوة حقيقية وتحرك جاد لصالح القضية

 

  • نقلا عن موقع أنصار الله
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com