Herelllllan
herelllllan2

(إسرائيل) العزف على أوتار الأقليات العرقية

طه العامري

بدأت “إسرائيل” بالعزف على أنغام الصراع (السني _الشيعي)، ثم تعمدت تشجيع انفصال (غزة) عن (الضفة) ثم منعت (الضفة) من التواصل مع (غزة).. عززت الخلافات داخل لبنان وتبنت مع بعض الأطراف اللبنانية مهمة (شيطنة حزب الله) والحركة الوطنية اللبنانية التي تبنت مشروع مقاومة الكيان والانتصار للحق العربي الفلسطيني..

بدأت مبكرا في تبني ورقة (أكراد العراق) وعملت على تعزيز قدراتهم في مواجهة السلطة المركزية في بغداد وكانت حاضنة (للبرزاني الجد) ثم (الأبن) وأخير (الحفيد) .. أوجدت لها (مكاتب استخبارية في أربيل) منذ ثمانينيات القرن الماضي..

أخيراً وبعد أن عملت على احتضان (الجولاني) وعصابته الإرهابية وقدمت له كل أشكال الدعم اللوجستي خلال حربه ضد الدولة السورية، هاهي اليوم تنقلب عليه وتقدم نفسها محامية عن (دروز سوريا) ومواطني المحافظات الجنوبية العربية السورية على أمل أن تعيد تجربة (سعد حداد- وانطوان لحد) في جنوب سوريا ليكونوا حماة لها كما كان (حداد- ولحد) حماة لها في جنوب لبنان..!
استغلت ورقة الأكراد في تركيا كلما استدعت الحاجة لذلك، وفعلت كذلك مع أكراد العراق وأكراد إيران، وتعملها اليوم مع أكراد سوريا..!
وقفت مع إنفصاليي جنوب السودان وشاركت في اغتيال الزعيم السوداني الجنوبي (جون جرنج) حين رفض الانفصال وطالب بحكم ذاتي تحت راية الدولة السودانية، فتم التخلص منه ولم تكن (إسرائيل) بعيدة عن جريمة اغتياله، وهي كذلك ليست بعيدة عما يجري اليوم في السودان..!
دعمت رموز الإسلام الجهادي في أفغانستان ومصر والعراق وسوريا وفي أكثر من بلد، دعمت بصورة مباشرة وغير مباشرة خلايا الإرهاب الجهادي فقط لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في دول العالم ولتؤكد أنها في فلسطين ضحية للإرهاب الإسلامي الذي تمثله المقاومة ممثلة بحركتي (حماس والجهاد) وكذلك (حزب الله)، وهي من تصنف (أنصار الله) في اليمن بأنهم (جماعة إرهابية) وكل من يتضامن مع الحق العربي الفلسطيني بنظر هذا الكيان هو إرهابي بما في ذلك إيران، مرورا بدولة جنوب أفريقيا، وصولا إلى دول أمريكا الجنوبية المناصرة للحق العربي الفلسطيني..!
لكن المثير في مواقفها الوقحة هو ما يتصل بالحالة السورية، فقد كانت (إسرائيل) أحد أبرز الأطراف الداعمة للجماعات المسلحة التي حاربت الدولة السورية وكلنا شاهدنا وتابعنا كيف كان جرحى هذه الجماعات ينقلوا إلى المشافي الصهيونية لتلقي العلاج فيها وشاهدنا (نتنياهو) يزور أولئك الجرحى ونقلت هذه المشاهد الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية، وبعد سقوط النظام يبدو أن (الجولاني) تردد في المجاهرة بعلاقته مع الكيان ولم يرد الجميل( لنتنياهو) بالسرعة المطلوبة وكما كان يتمنى الأخير فانقلب عليه وراح يطرح نفسه كحامي حمى ( الطائفة الدرزية) وقد يعلن غداً استعداده لحماية (الطائفة العلوية) وبقية الطوائف التي تواجه عربدة عصابة الجولاني..!
هذه العربدة الوقحة والسافرة تشكل إهانة للنظام العربي الرسمي ولكل النخب والفعاليات العربية الصامته تجاه هذه الممارسات القذرة، مع تقديرنا لأبناء (الطائفة الدرزية) الذين انتفضوا في سوريا ولبنان رافضين هذه الوقاحة الصهيونية والوصاية غير المرحب بها، فيما لا موقف عربي رسمي ولا موقف رسمي من حكومة (الجولاني) التي تنسب كل التجاوزات لما تسميه (فلول النظام السابق) وتسوق لها هذا التبرير بعض الفضائيات الناطقة بالعربية للأسف..!
ومن غير المستبعد أن تكون الجماعة الحاكمة لسوريا اليوم وهي تمارس سياسة الانتقام والحقد من بقية الطوائف الاجتماعية السورية، تكون بهذا الفعل تسهل مهمة العدو في تحقيق أهدافه وتدفع بعض الطوائف السورية قهرا وقسرا وعنوة إلى الارتماء باحضان العدو طلبا للحماية على ضوء المجازر اليومية التي ترتكبها عصابة الجولاني بحق الأقليات العربية في سوريا..
إن ما تمارسه (إسرائيل) اليوم من عربدة يشكل خطرا على الوجود العربي برمته ولن تقتصر مخاطره على الأطراف المستهدفة، بل سيطال الخطر كل الوجود العربي إن لم يجد هذا الكيان ما يردعه من قبل النظام العربي.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com