Herelllllan
herelllllan2

رمضان فرصةٌ وإضاعتُها غُصَّة

محمد الضوراني

رمضان شهر الخير والبركة، شهر صلاح النفوس وطهارتها وتزكيتها من الخبائث بكل أنواعها، والتي يعمل عليها الشيطان الرجيم لإفساد نفوس الناس وإضلالهم وضرب زكاء نفوسهم فالشيطان يركز على النفوس، لذلك فَــإنَّ الله –عز وجل- رحيم بعباده يريد أن يصلح حال البشرية ويمنحهم الفرصة تلو الفرصة لصلاح حالهم لما فيه الخير لهم في دنياهم وآخرتهم، ومن الفرص الثمينة والتي لا تعوض شهر رمضان المبارك.

قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) شهر رمضان هو الرحمة الإلهية لبني البشر لما فيه من فضل ولما فيه من ثمرة كبيرة لتغذية النفوس بالهدى والنور الإلهي الذي يعالج هذه النفوس التي سقطت في حبال الشيطان وانحرفت عن سبيل الله، الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- قال عن شهر رمضان هو شهر: (أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار) وعن أمير المؤمنين (ع) في خطبة النبي (ص) في فضل شهر رمضان، فقال (ع): فقمتُ فقلتُ: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟.. فقال (ص): يا أبا الحسن!.. أفضل الأعمال في هذا الشهر: الورع عن محارم الله عز وجل.

إن هذا الشهر الكريم فرصة عظيمة لا بُـدَّ أن نستغلها جميعًا بالأعمال الصالحة بالذكر والابتعاد عن ما حرم الله ومراجعة الأخطاء والزلات والبحث عن ما يصلح هذه النفس الأمارة بالسوء وتطهيرها، فكم من أحداث سقط فيها الكثير نتيجة لابتعادهم عن الله، وكم من نفوس لم تعد تتقبل الحق والنصيحة وأصبح الكثير في حالة كبر وغرور ونسوا الله عز وجل، وبالتالي زادت المعاناة وتراكمت الأخطاء وابتعد الكثير عن الحق والعدل والتقوى والإخلاص، نحن والحمد لله نمتلك قيادة قرآنية فيها الصلاح، فيها الرحمة، فيها العزة والكرامة، دائمًا ما تربط الناس بالله عز وجل، وتحرص كُـلّ الحرص على تزكية النفوس وفق الهدى والنور الإلهي وتذكر الجميع بخطورة التفريط والتقصير والتهاون في أوامر الله، في هذا الشهر يحرص السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- على أن يستغل الجميع هذا الشهر في برنامج تربوي إيمَـاني في كُـلّ ليلة من ليالي هذا الشهر المبارك ليعالج النفوس ويصلحها، وهي فرصة للجميع لتطهير نفوسهم من التراكمات التي أثرت عليها؛ فالكثير لم يعد يتقبل الحق والصلاح فتحول بذلك لعبد للشيطان وعبد لرغبات والأهواء الشيطانية المقيتة فلم يعد يتقبل الهدى والصلاح ويتهرب منه ويتساهل فيه ويتعامل معه بكل برودة، وهذه هي الخطورة الكبيرة على الإنسان إذَا لم يعِ دوره في هذه الحياة.

إن شهر رمضان محطة إيمانية نتزود منها وفيها ما يحمينا ويصلح أحوالنا ويعالج نفوسنا ويعدل مسارنا لنستغل هذا الشهر ونحرص على التزود بالاستقامة ونصلح علاقتنا بالله ليصلح الله أحوالنا ويقدر لنا الخير في دنيانا وآخرتنا، عندما نجد الأعداء لهذه الأُمَّــة يتمسكون بباطلهم ويحرصون عليه، ونحن كأمة إسلامية لدينا فرص ومحطات إيمانية تقوينا في واقع الصراع بيننا وبينهم لا بُـدَّ أن نستغلها في تقوية واقعنا وفي تربية نفوسنا لنكون أقوياء في نفوسنا، أقوياء في مواجهة الأحداث بثبات، أقوياء في إقامة الحق والعدل والتمسك به، أقوياء في عدم الضعف والهوان والاستسلام، أقوياء في كُـلّ مناحي الحياة، شهر رمضان فرصة وإضاعةُ الفرصةِ غُصّةٌ.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com