النظام السعوديّ واستقبال رمضان: قمعٌ للشعائر وتطبيعٌ مع الأعداء
فضل فارس
يستقبل النظام السعوديّ شهر رمضان بطريقة تعكس سياساته المعتادة، التي تتسم بالقمع والتضييق على الشعائر الدينية، في نهج مُستمرّ للصد عن إقامة شرائع الإسلام، لا يكتفي هذا النظام بإجراءات سابقة، بل يبتكر أساليبَ جديدة تزيد من التضييق على الممارسات الدينية؛ مما يثقل كاهل أبناء نجد والحجاز، الذين يعانون أصلًا من الاستبداد والظلم المفروض عليهم.
في هذا الإطار، يُجبر المواطنون على التخلي عن الكثير من العادات والواجبات الدينية التي توارثوها عبر الأجيال، في مسعى ممنهج لطمس الهُــوِيَّة الإسلامية الحقيقية.
من أبرز هذه الإجراءات منع إقامة الصلوات الجهرية، والحدّ من أداء صلاة التراويح والنوافل الرمضانية في المساجد، بل وصل الأمر إلى فرض قيود صارمة على رفع الأذان وإقامة الصلوات المفروضة عبر مكبرات الصوت، بحيث أصبحت هذه الشعائر تخضع لعقوبات قانونية تصل إلى الغرامات المالية، وفقًا لتشريعات المملكة الجديدة.
في المقابل، يتيح النظام السعوديّ انتشار الفساد والانحلال الأخلاقي، حَيثُ أصبحت المظاهر المخلة بالآداب، من مجون ولهو ودعارة، مشهدًا عاديًا في المدن السعوديّة، حتى في القرب من الحرم المكي، بل ويُنظر إليها كجزءٍ من “النهضة” التي تروج لها الرؤية الجديدة للمملكة، ولا تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، بل تتعداها إلى سياسات أكثر خطورة تتعلق بالتمهيد لمخطّطات صهيونية، حَيثُ تفتح أسواق العقارات أبوابها لاستقطاب رجال أعمال صهاينة؛ مما يمهّد لبناء مستوطنات ومشاريع استعمارية في قلب الرياض ومدن أُخرى، هذه الخطوات تُعد مؤشرًا واضحًا على السير في مخطّط “الدولة اليهودية الكبرى”، في خيانة فاضحة لقضية الأُمَّــة الإسلامية وقيمها.
إلى جانب كُـلّ ذلك، يعزز النظام السعوديّ علاقاته مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، عبر تطبيع العلاقات والتنسيق العلني، بل وعقد صفقات تُوصَف بالمذلة والمشينة؛ مما يجعله أدَاة طيعة تخدم مصالح القوى المعادية للأُمَّـة، لا عجب إذن أن يُنعت هذا النظام بـ”البقرة الحلوب”؛ نظرًا لدوره في تغذية المشاريع الاستعمارية على حساب سيادة الأُمَّــة وكرامتها.