Herelllllan
herelllllan2

غزة وفلسطين.. واليمن واليمنيون

يمانيون/ كتابات/ عبدالفتاح البنوس

وضعت كلمة قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ( يحفظه الله ) الخميس الماضي الخاصة بالموقف والرد اليمني على تهديدات معتوه أمريكا وكهلها المتهور دونالد ترامب بشأن ذهابه نحو إلغاء قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة والذهاب نحو تهجير أبناء غزة بصورة قسرية، النقاط على الحروف، وسمت الأشياء بمسمياتها، في ما يتعلق بالموقف اليمني المساند لغزة العزة، حيث أشار قائد الثورة إلى ذلك بقوله ( أمَّا فيما يعنينا نحن، في يمن الإيمان والجهاد والحكمة، فنحن نؤكِّد– كما أكدنا سابقاً- وقوفنا الكامل، الجادّ، الصادق، لنصرة الشعب الفلسطيني، ومع إخوتنا المجاهدين في فلسطين، وأنَّه في حال اتَّجه الأمريكي والإسرائيلي بناءً على تهديد الطاغية المجرم الكافر [ترامب]، للعدوان في يوم السبت، أو قبله، أو بعده، على قطاع غزة، والتصعيد على قطاع غزة، فنحن سنتَّجه على الفور اتِّجاهاً عسكرياً بعملياتنا العسكرية لاستهداف العدو الإسرائيلي والأمريكي معاً، لن نتردد في ذلك، نحن أعلنا مراراً وتكراراً أننا سنرقب مسار تنفيذ الاتِّفاق، نراقب ونرصد، عندما نرى نكثاً بالاتِّفاق، وتصعيداً من جديد على الشعب الفلسطيني، وعدواناً شاملاً عليه من جديد، فسنتدخل عسكرياً، كما تدخلنا لنصرة الشعب الفلسطيني على مدى خمسة عشر شهراً، بالقصف الصاروخي، والمسيرات ) .

كلمات مباشرة، بلغة واضحة، من قائد عُرف عنه الحكمة والنضج والصوابية في الطرح والوصف والقراءة والتحليل الدقيق، لغة لا تحتاج إلى ترجمة، أو لائحة تفسيرية توضح أي لبس فيها، سيد القول والفعل، وقف شامخا وهو يطل على العالم محذرا ومنذرا ( للشيطان الأكبر ) أمريكا، وفرعون عصره المعتوه ( ترامب ) والكيان الصهيوني المجرم ومن دار في فلكهم، من مغبة السير خلف المخطط الشيطاني الإجرامي القمعي التسلطي العنصري بشأن تهجير إخواننا في قطاع غزة والضفة، والذهاب نحو نسف قرار وقف إطلاق النار في غزة .
لقد وضع السيد القائد يحفظه الله العالم أمام المهزلة الترامبية الأمريكية التي تمثل إساءة فاضحة للولايات المتحدة الأمريكية التي تتشدق بالحقوق والحريات، وتقدم نفسها كوسيط محايد في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وما ترتب على ذلك من صراع، وكشف للعالم طاغوتية وطغيان وديكتاتورية أمريكا، وحالة الغطرسة التي وصلت إليها، والتي أفقدت رئيسها عقله، وسلبت منه رشده، ودفعت به نحو مخالفة كافة الأعراف والقوانين واللوائح والأنظمة والمواثيق الدولية، وقبلها النواميس الكونية الإلهية التي منحت أصحاب الأرض حق تملك أرضهم و الإقامة عليها، والاستفادة من خيراتها، وأكد على ثبات الموقف اليمني المساند والداعم لغزة وأهلها ومقاومتها، الموقف المبدئي الثابت والراسخ، والذي يزداد قوة وصلابة يوما بعد آخر .
وكان الحضور الشعبي الحاشد المستجيب لدعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ودعوة الإخوة في حركة المقاومة الإسلامية حماس في جمعة ( على الوعد مع غزة .. ضد التهجير وضد كل المؤامرات ) معززا ومساندا للموقف الرسمي الإيماني الجهادي اليماني اليعربي الأصيل، حيث رسم اليمنيون لوحة زاهية من لوحات الدعم والإسناد الشعبي، وأوصلوا رسائل عدة لأمريكا ومعتوهها، وللكيان الصهيوني ونتنه السفاح بأنهم حاضرون في الساحة، وقابضون على السلاح، وإن سار الأمريكي خلف تهديداته الرعناء بشأن التهجير، وأقدم الصهيوني على نسف اتفاق وقف إطلاق النار، فإن الرد اليمني سيكون حاضرا وبكل قوة، وسيكون أشد بأسا، وأكثر فتكا، وأوسع تأثيرا، وأبلغ ضررا، دعما وإسنادا لغزة العزة .
الكل على استعداد لمواجهة أي طارئ، والموقف اليمني مشبع بالجدية والواقعية، ولا يمكننا التراجع عنه، أو إخضاعها لحسابات الربح والخسارة، أو النفع والضرر، أو أي حسابات أخرى، اليمن قيادة وحكومة وجيشا وشعبا ضد مخطط التهجير لأبناء غزة، وضد أي مؤامرات تستهدف دول الجوار الفلسطيني على خلفية رفضها وعدم قبولها بمشروع ترامب الخاص بالتهجير، أو أي مشاريع تستهدف حركات المقاومة الفلسطينية، أو تحاول فرض سلطة جديدة على قطاع غزة، هذا هو موقفنا، وهذا هو قرارنا، وهذا هو خيارنا، وهذا أقل واجب يمكن أن نقدمه لإخواننا في قطاع غزة، في زمن الخذلان الذي قل فيه الناصر والمعين، وتكالب فيه الأعداء، وتداعوا كما تتداعى الأكلة قصعتها .
مع غزة قولاً وعملاً، مع غزة في السلم والحرب، دعماً وإسناداً بكل ما هو متاح لنا من إمكانيات وقدرات، لن نتركها وأهلها لوحدهم مهما كانت التضحيات، لسنا من يخذل غزة، وهيهات أن نخذلها، أو نفتر عن القيام بواجب نصرتها ودعمها وإسنادها، غزة هي عنوان للعزة والكرامة والإباء والشموخ العربي والإسلامي، غزة أيقونة الصبر والصمود والثبات والبذل والعطاء والتضحية والفداء، غزة هي قبلة كل الأحرار، وجبهة كل المجاهدين، وإذا أراد ترامب تبني مشروع عادل للتهجير فليكن مشروع تهجير المستوطنين الصهاينة، وليبادر بمنحهم الحق في الإقامة في إحدى الولايات الأمريكية وتمكينهم من إقامة دولتهم المزعومة، أما الغزاوي الحر الأصيل فسيظل على أرضه، عصيا على أي مشاريع للتهجير، ومفشلا لأي صفقات للبيع والشراء في أرضه، ولا يمكن تكرار سيناريو وعد بلفور مجددا مهما حصل .. والعاقبة للمتقين.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com