Herelllllan
herelllllan2

اتّحادُ قبائل الجزيرة العربية والعالم الإسلامي

منصور البكالي

فكرة إطلاق هذا الاتّحاد ودعوة القبائل العربية للانضمام إليه، وعقد لقاءات ومؤتمرات، وإصدار ميثاق شرف قبَلي يوحِّدُ كُـلّ القبائل ويحفظ وَحدتها ويلم شملها ويدافع عن قضاياها المصيرية، خَاصَّة ونحن أمام مؤامرة كبيرة تستهدف الأُمَّــة برمتها بكل شعوبها وقبائلها، ووصول الأُمَّــة إلى مرحلة اليقين بفشل الأنظمة السياسية الحالية والأحزاب السياسية والطوائف والمذاهب المتعددة، فلم يبقَ أمام هذه الأُمَّــة من طوق نجاة يحفظ لها وَحدتَها ومقدّساتها ومقدراتها ويعيد الأمور إلى نصابها، غير تشكيل اتّحاد عام للقبائل العربية، يسهل التواصل معها، ويوفِّرُ لها إمْكَانياتِ وأسسَ استعادة مكانتها الطبيعية في صناعة القرار السياسي، وإدارة وحل الخلافات البينية، وإزالة العراقيل التي وضعها الغربُ الكافر، الذي عمل على توسيعها، وأحيا الفتن والصراعات بين أبناء الشعب الواحد على أسس حزبية وطائفية ضيقة، أوصلت الأُمَّــة إلى ما هي عليه اليوم.

الدعوة لتشكيل اتّحاد يضم غالبية قبائل الأُمَّــة، ليست مُجَـرّد فكرة ترفيه، أَو شكلية، بل حاجة ملحة وضرورية لاستعادة مكانة الأُمَّــة التي باتت لقمة سائغة في مخالب أعدائها، من الغزاة والمحتلّين، ويرتكب بحقها جرائم الإبادة الجماعية، كما حصل بأهلنا في فلسطين والعراق وأفغانستان وسوريا ولبنان واليمن والسودان، وليبيا، وخلق الصراعات والفتن بين أحزابها وجماعاتها الفكرية والمذهبية الضيقة.

أهميّة هذا الاتّحاد تفرضه خطورة المرحلة التي تمر بها الأُمَّــة، ولم تأتِ من فراغ، بل من منطلق الحاجة الماسَّة له، بعد فشل الاتّحادات والجامعات والمجالس العربية، ومختلف المسميات المخترقة من قبل أدوات وأنظمة باتت تعمل لصالح الهينة الأمريكية الصهيونية الغربية في المنطقة، وعاجزة عن الخروج بمواقفَ مشرِّفةٍ تحفظ للأُمَّـة كرامتها، لتستطيعَ الوقوفَ أمام عدوِّها التاريخي المتمثل في اليهود، وتقف على أقدامها لتقول: لا، كما كان يجب قوله وفعله أمام الإبادة الجماعية لأهلنا وإخواننا في غزة، ومخطّط التهجير الذي أعلنه الرئيس الأمريكي المعتوه ترامب.

فهل حان الوقت لقبائل الأُمَّـة أن تعتصم بحبل الله جميعًا، وتتخذ مواقفَ عملية مشرفة تحفظ للأُمَّـة كرامتها وسيادتها وحريتها، وأمنها واستقرارها، وتغلب المصالح العامة على المصالح الخَاصَّة، وتفشي السلام بين أبناء الأُمَّــة، وتقود عربة التسامح والتصالح بين مختلف الأطراف المتصارعة، والمنجرَّة خلف أجندة أمريكية صهيونية، تدمّـر ولا تبني.

قبائل اليمن قدمت نموذجًا مشرِّفًا في موقفها أمام الكثير من التحديات، وفي مختلف المراحل ونأمل أن تكثّـفَ جهودها، وأن تقود اليوم سفينة القبائل العربية، وتدعوها لموقف موحد، يبدأ بتشكيل لجان مصالحة وطنية في اليمن، والسودان، وليبيا، وكل دول المنطقة، وتفتح صفحة جديدة، لإعادة لُحمة الأُمَّــة، وتوحيد جهودها وإمْكَانياتها ومقدراتها وتسخيرها لتصدي لمخطّطات الغزاة والمحتلّين الكفرة، وطردهم من كُـلّ شبر في أرضينا المقدسة، على قاعدة (أنا وأخي وابن عمي، على الغريب).

ختامًا: أدعو صناع القرار في بلدي الجمهورية اليمنية، ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس مهدي المشاط، “يحفظهما الله” إلى إتاحة الفرصة والأخذ بيد وجاهات ومشايخ اليمن، ودعمها لتحَرّك الفوري في هذا المسار، وتأسيس هذا الاتّحاد، ودعوة أهل الحل والعقد وأصحاب الكلمة السوية في ربوع اليمن إلى المشاركة الفاعلة فيه، علَّ اللهُ يكتُبُ لهذه الأُمَّــة التوفيق، ويعين قبائلها للنجاح في ما فشلت فيه الأنظمة السياسية والأحزاب والتكتلات والهيئات والروابط العلمائية.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com