أحلامٌ واهية على صخرة المقاومة
معتصم العزب
أيحسب ترامب الأرعن أنه سيشتري غزة؟ من سيشتري: أمِن أناس ضحوا بكل شيء لأجل غزة؟ أم من رجال خسروا أحباءَهم وأطفالهم ونساءهم ومنازلهم وممتلكاتهم لجل غزة؟ أم من نسائها المؤمنات الصابرات اللاتي ربين أطفالهن على حب الجهاد والشهادة على الأرض والعرض؟
ما هو العقل الذي تحملُه أيها السخيف؟ هل فكرت بأن غزة كبعض الدول المطبِّعة التي لأمريكا فيها وصايةٌ وتقبل بإملاءات ترامب وغيره من الصهاينة؟ أما كانت تلك الفترة كفيلة بالدروس والعبر للصهاينة بأن غزة قوية صُلبة، راسخة متجذرة لم تجتث من ارضها وأنها ستجتث من يحتلها؟ لقد حطّمت هيبة أولياء الشيطان أمريكا وإسرائيل ودول الكفر والنفاق، وكانت قاسية على المحتلّ.
كيف ستخدعون رجالها الذين يعلمون برجسكم وخبثكم؟ كيف ستقنعون تلك النساء الراسخات والمرسخات حبَّ المقاومة والشهادة في سبيل الله؟ كيف ستقتنع تلك التي فقدت أخاها، زوجها، أباها، ولدها أن تهاجر من غزة؟ كيف ستقنع ذَلك الدكتور، الذي عمل وجاهد وجارح ورأى تلك الجثث الممزقة أن يغادر غزة؟ كيف سيقتنع ذَلك المجاهد الذي بذل نفسه وماله وأهله في سبيل الله وتحرير ارضه أن يغادر غزة ونفسه هو من جعلك مهزوم وخاسر؟
هل وصل الحالُ بهم إلى فرعنة فرعون؟ أما علموا أنه غرق وهوى بعد أن قال أنا ربكم الأعلى؟ وهل وصلت السخافة والحماقة والسذاجة برجل الأطماع إلى هذا المستوى وأصبح يتصور أن غزة ستكون بؤرة لقذارته وقذارة الصهاينة؟
والله ما كانت ولا تكون ما هيَ إلا مُجَـرّد أضغاث أحلام ونحن للرؤيا مفسرون. إنك واهمٌ ومكرك زائل وحلفك فانٍ وجمعُك بدد وجيشك وإمْكَانياتك إلا فند.
أقول لترامب وجنود ترامب والمنبهرين به: خبت وخابت آمالك، خبت وخاب مسعاك، تبت يدك.
ستكونون عبرة كفرعون وجنوده، والله غالب على أمره. والعاقبة للمتقين.