هل حان الوقت لعودة الجامعة العربية إلى البيت العربي
محمد علي الحريشي
يحدو الأمل كثير من أحرار الشعوب العربية في نجاح القمة العربية التي سوف تعقد في الأيّام القليلة القادمة بالعاصمة المصرية القاهرة، فالقمة العربية الطارئة تأتي في ظل واقع منعطفات سياسية خطيرة تمر بها المنطقة العربية بعد أن أظهر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الوجه القبيح لأمريكا بتصريحاته الفجة لإفراغ الشعب الفلسطيني من وطنه وتهجيره إلى مصر والأردن، على العرب إدراك حقيقة تصريحات الرئيس الأمريكي عن تهجير الشعب الفلسطيني ما هي إلا مخطّطات تسير على مراحل حتى الوصول إلى قيام دولة «إسرائيل الكبرى» التي لم تعد محصورة فقط ما بين النيل والفرات، بل أصبحت على مستوى أكبر وأوسع وحسب معتقدات الصهيونية المسيحية المتطرفة التي تحكم أمريكا وبريطانيا فمعتقداتها وأهدافها تتطابق مع معتقدات وأهداف الصهيونية اليهودية في «قيام مملكة داوود اليهودية الكبرى في فلسطين ومحيط فلسطين لتحكم العالم ولتعجل بعودة المخلص يسوع المسيح إلى الأرض الذي سوف يحكم بشريعة موسى ويقيم مملكة داوود اليهودية الكبرى التي تحكم العالم» جماعة المحافظين الجدد التي تحكم أمريكا وبريطانيا وهم جماعة مسيحية صهيونية متطرفة تجمعهم باليهود مشتركات عقدية.
على العرب إدراك مدى الأطماع الأمريكية والصهيونية في البلدان العربية والإسلامية أنها ليس لها حدود والإدارة الأمريكية ومعها حكومات الغرب الصليبية الاستعمارية يسخرون كُـلّ الإمْكَانيات والجهود لصالح المشروع الصهيوني، فالجامعة العربية التي كانت مختطفة من قبل البترودولار الخليجي لم تكن غير أدَاة لتنفيذ المخطّطات الأمريكية والصهيونية ضد العرب عبر المال السعوديّ والخليجي، تعقد الآمال العربية وتستبشر خيرًا بعودة الجامعة العربية إلى المسار الصحيح الذي يخدم الأُمَّــة العربية ويحقّق الطموحات لحماية الأمن القومي العربي من المخاطر المحدقة والتصدي للمخطّطات والمؤامرات الأمريكية والصهيونية التي تهدّد الكيان العربي وتسلبه هويته وتاريخه وثقافته وحاضره ومستقبله لصالح المشاريع الأمريكية والصهيونية كُـلّ الأحرار من الشعوب العربية تتوق لوجه جديد تظهر به الجامعة العربية في قمتها المرتقبة بالعاصمة العربية المصرية القاهرة، ومن محاولات إفشال عقد القمة العربية ما يقوم به الرئيس الأمريكي ترامب بمغازلة النظام السعوديّ لعقد قمة رئاسية في الرياض تجمعه مع الرئيس الروسي «بوتين» في الأيّام القادمة، نوايا الرئيس الأمريكي بعقد قمة في الرياض لها أهداف سياسية ومنها عرقلة نجاح عقد القمة العربية وعرقلة عودة الجامعة العربية إلى المسار الصحيح، هناك تحديات فرضت نفسها تتوجب على الأنظمة العربية إعادة حساباتها والعودة إلى جادة الصواب ومنها الهجمة الأمريكية الصهيونية الشرسة على الشعب الفلسطيني وما تتعرض له سوريا ولبنان من مؤامرات خبيثة، والأدوار سوف تأتي تباعًا على مصر والأردن والعراق والسعوديّة؛ لأَنَّ المشروع الصهيوني ليس له حدود.