تحَرّك شهيد القرآن بثلاث نقاط رئيسية
بداية لا شك أن الجميع يعرف بأن السلطة في مطلع الألفية الحالية سارعت آنذاك للتحالف مع أمريكا تحت عنوان محاربة الإرهاب.
وتدخلت أمريكا في الشؤون الداخلية لليمن في الجانب السياسي والإعلامي والعسكري وفي الشؤون الاقتصادية، ومكنت السلطة أمريكا من السيطرة التامة على البلد، وساعد على ذلك أن حتى النخب والأحزاب كان موقفها ضعيف جدًّا.
وفي مقابل ذلك كان لزاماً على شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- أن يتحَرّك بالمشروع القرآني، وتحَرّك من واقع الإحساس بالمسؤولية والإدراك بالمخاطر المحدقة بالبلد في ظل السيطرة الأمريكية عليه؛ لكي لا يستمر أعداء هذه الأُمَّــة في السيطرة عليها وأَلَّا تقع في التفريط في تمكين عدوها منها.
ووعياً منه بأن الاستسلامَ ليس هو الخيار الصحيح أمام تلك الهجمة الشاملة وبأهميّة التحَرّك الواعي الصحيح فتحَرّك بثلاث نقاط رئيسية تمثلت بالآتي: –
أولًا: ركّز على التثقيف القرآني الواعي وإيجاد حلول قرآنية بديلة للمجتمع، وكانت هذه الخطوة مقابل العمل الأمريكي المكثّـف في إفساد الأُمَّــة، إفساد النفوس، محاربة للفضائل والقيم الإلهية، وكلّ أشكال الفساد الأخلاقي وغيره، وهم يعملون وفق مشروع تدميري للأُمَّـة وهو المشروع الصهيوني الخطير
ثانيًا: أتى مشروع الشعار ليكون موقفاً يعبر عن السخط تجاه أعداء الأُمَّــة وترجمة لسخطها إلى موقف، ويخرجها من حالة الصمت إلى حالة الموقف ويعبر عن الرفض للهيمنة الأمريكية ويحصنها من الاختراق، ومن أهدافه كسر تكميم الأفواه الذي فرضه الأمريكي.
الأمريكي الذي يدعي حرية التعبير انزعج وغضب من الشعار جِـدًّا وسعى لتوريط السلطة آنذاك في القيام بدوره في تكميم الأفواه المعبرة عن سخطها تجاه الأمريكي لا تجاهها، وقامت بقمع وسجن كُـلّ من يردّد الشعار وتلفيق التهم الزائفة لهم، وهو ما فضح ادِّعاء الأمريكي في حرية التعبير أنه مُجَـرّد شعار رنان لخداع السذج.
ثم أتت ثالثاً: المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية؛ لأَنَّهم يكسبون كَثيرًا من استهلاك الأُمَّــة لمنتجاتهم فيحاربونها بمالها الذي تدفعه في شراء منتجاتهم، وفي نفس الوقت المقاطعة تشجع الإنتاج المحلي والسعي للاكتفاء الذاتي الذي شهدناه بشكل ملحوظ بعد قيام ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة وتحرّر اليمن من الهيمنة الأمريكية.
وما واقع اليمن اليوم الذي ساند غزة في معركتها باقتدار ودك منشآت الكيان الصهيوني وفرض عليه حصاراً بحريًّا إلا ثمرة من ثمار المشروع القرآني الذي أطلقه شهيد القرآن، وهو ما يثبت قطعاً ويعبر صدقاً عن الشعار الذي أطلقه وعن الدعم والتدخل الإلهي الكبير لهذا المشروع القرآني العظيم.