Herelllllan
herelllllan2

دروسٌ وخلاصات من العدوان على غزة

يمانيون/ كتابات/ عبدالحكيم عامر

أصبح الوقت مناسبًا لتقييم النتائج واستنتاج الدروس المستفادة من هذه الأحداث التاريخية، لقد أظهرت المقاومة الفلسطينية قدرة ملحوظة على الصمود رغم الفارق الشاسع في الإمْكَانيات العسكرية والتكنولوجية بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي.

وتعتبر معركة طوفان الأقصى واحدة من أبرز الصفحات البطولية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ فقد أظهرت الفصائل الفلسطينية، رغم التحديات الكبيرة، قدرة على مواجهة آلة الحرب الإجرامية الإسرائيلية التي تمتلك تقنيات عسكرية متطورة، هذا الصمود يعكس إرادَة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وحقوقه، ويؤكّـد أن المقاومة، مهما كانت الظروف، تظل قوة ضاربة في مواجهة الاحتلال.

لقد أَدَّت أحداث المعركة إلى تغيرات في موازين القوى في المنطقة، هذه التغيرات تستدعي من جميع الأطراف المعنية إعادة التفكير في استراتيجياتها، فأحد أبرز الخلاصات التي كشفت عنها هذه المعركة هو زيف الدعم العربي الرسمي للقضية الفلسطينية، فقد أظهرت الأحداث أن العديد من الأنظمة العربية كانت منشغلة بتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، بينما اقتصر الدعم الحقيقي على بعض الدول والجبهات المساندة، وأن هذا التحول سيعزز أهميّة الاعتماد على النفس والشراكات الإقليمية الحقيقية مع القوى التي تثبت التزامها بنصرة الشعب الفلسطيني، مثل محور المقاومة.

إن معركة “طوفان الأقصى” تضع أمام الفلسطينيين وأطراف الصراع الإقليمي مسؤولية كبيرة في المرحلة القادمة، فالعمل على توحيد الصفوف الداخلية في الساحة الفلسطينية بات ضرورةً لا يمكن تجاهلها، خَاصَّة في ظل التحديات المتزايدة، كما أن تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية الداعمة للمقاومة تحتاج إلى رؤية استراتيجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحولات الجيوسياسية.

لقد أثبتت معركة “طوفان الأقصى” أن القضية الفلسطينية ما زالت حية في وجدان الشعوب، رغم كُـلّ محاولات طمسها أَو تهميشها، ومع ذلك، فَــإنَّ مسؤولية الحفاظ على هذا الزخم تقع على عاتق كافة الأطراف المعنية، من مقاومة ومجتمع مدني وقوى إقليمية.

وإن وصية القادة الشهداء مثل حسن نصر الله ويحيى السنوار، ومعهم آلاف الشهداء، تفرض علينا التفكير بعمق في كيفية الحفاظ على مسار المقاومة، ويجب أن نتعلم من التجارب السابقة ونستعد لترميم ما يلزم؛ مِن أجلِ تعزيز فعالية العمل المقاوم في المستقبل، وهذا يتطلب إعادة تقييم الاستراتيجيات والأساليب المتبعة، مع الاستفادة من الدروس المستفادة من معركة طوفان الأقصى.

ورغم الأثمان الباهظة التي دفعها الشعب الفلسطيني، فَــإنَّ هذه المعركة أعادت تسليط الضوء على عدالة قضيته الفلسطينية، وكشفت زيف الكثير من الادِّعاءات.

إن التقييم العميق لما جرى، والتعلم من التجارب السابقة، هو المفتاح لضمان أن تكون المرحلة القادمة أكثر فعالية وجدوى، في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى للشعب الفلسطيني.

فالمعركة لم تنتهِ بعد، والصراع مُستمرّ، لكن الدرس الأهم هو أن إرادَة الشعوب لا تُهزم، وأن المقاومة قادرة على قلب موازين القوى، مهما بلغت التحديات.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com